مقالات مشابهة

ناجحة إلى حد كبير.. ملخص قمة بوتين بايدن التي تمت اليوم في جنيف

عقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مؤتمرا صحفيا عقب أول قمة له مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، استضافتها اليوم الأربعاء مدينة جنيف السويسرية.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر مقرب من الوفد الروسي قوله إن القمة بين بوتين وبايدن كانت “ناجحة إلى حد كبير”.

وشارك في المحادثات الموسعة من الجانب الروسي لافروف ونائبه سيرغي ريابكوف، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ونائب رئيس إدارة الرئيس الروسي دميتري كوزاك، والمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، بالإضافة إلى سفير موسكو لدى واشنطن أناتول أنطونوف.

في المقابل، شمل الوفد الموسع المرافق لبايدن كلا من بلينكن، ونائبة الوزير للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والمسؤول المعني بشأن روسيا وآسيا الوسطى في مجلس الأمن القومي إريك غرين، وسفير واشنطن لدى موسكو جون سوليفان.

مؤتمر بوتين

وقال بوتين خلال المؤتمر الصحفي: اتفقنا على عودة السفراء بين واشنطن وموسكو.. بايدن لم يوجه لي دعوة لزيارة الولايات المتحدة ولم أدعه لزيارة موسكو! كما صرح الرئيس الروسي أن على واشنطن وموسكو المسؤولية الكبرى بشأن الاستقرار الاستراتيجي في العالم

وتابع بوتين: الرئيس بايدن أخذ على عاتقه مسؤولية تمديد معاهدة “ستارت 3” وأورد، أن الاجتماع كان مثمرا وبناء، وسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة لحل الخلافات بين البلدين.

وعندما سئل بوتن بشأن الهجمات السيبرانية واتهامات واشنطن لموسكو بالضلوع فيها، قال لا شأن لنا في الهجمات السيبرانية، وتابع: حتى روسيا تعاني من الهجمات السيبرانية ولا أستطيع ان أقول انها ايجابية.

وأشار بوتن إلى أن بايدن وافق على تمديد اتفاقية “ستارت” الخاصة بخفض الأسلحة النووية لمدة ثلاثة أعوام، وذكر الرئيسان أن التمديد المؤخر لمعاهدة “ستارت 3″ بين موسكو وواشنطن يدل على تمسك البلدين بمراقبة الأسلحة النووية”.

وأنه “من أجل تحقيق هذه الأهداف ستطلق روسيا والولايات المتحدة في أقرب وقت الحوار الثنائي الشامل حول الاستقرار الاستراتيجي والذي سيكون جوهريا ونشطا”.  وردا على سؤال حول المعارض، أليكسي نافالني، المسجون في روسيا، لم يذكره بالاسم، قال إنه مواطن انتهك القانون الروسي بشكل متكرر ثم جرى اعتقاله.

وفي الشأن الأوكراني، شدد الرئيس الروسي على التزام موسكو بتطبيق وتسهيل اتفاق “مينسك”. وفي موضوع المعتقلين، قال الرئيس الروسي إن هذا الموضوع نوقش مع بايدن، وربما يكون هناك توافق في الموضوع.

وعلى صعيد آخر، ذكر بوتين أن بلاده قامت بتجديد البنية التحتية على الحدود في القطب الشمالي، مضيفا أن استكشاف هذه المنطقة نوقش مع بايدن.

مؤتمر بايدن

فيما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه يعتقد بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى لحرب باردة جديدة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن مثل هذه الحرب لن تصب في مصلحة أحد.

وقال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي في أعقاب أول لقاء قمة له مع الرئيس الروسي في جنيف، اليوم الأربعاء، إن هناك “آفاق حقيقية لتحسين العلاقات” مع روسيا، مؤكدا على أهمية عقد لقاء شخصي بينه وبين بوتين. وقال: “لا أعتقد أن بوتين يسعى لحرب باردة، مضيفا أنه “من الواضح أن حربا باردة جديدة لا تصب في مصلحة أحد”.

وأكد بايدن أن علاقات الولايات المتحدة مع روسيا يجب أن تكون مستقرة وقابلة للتنبؤ، وعلى البلدين إيجاد مجالات للتعاون، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك “قواعد أساسية” لتلتزم بها موسكو وواشنطن في العلاقات بينهما. وذكر أنه أكد لبوتين خلال المباحثات أن أجندته ليست معادية لروسيا أو أي دولة أخرى، لكن أي رئيس أمريكي لن يكون قادرا على الحفاظ على ثقة الناخبين الأمريكيين إن لم يبذل جهودا “للدفاع عن الديمقراطية”.

وردا على سؤال حول الثقة بينه وبين بوتين، قال بايدن إن الأمر لا يتعلق بالثقة، وإنما بالمصالح. واعتبر بايدن أن الخطوات التي تنسبها الولايات المتحدة لروسيا تقلص من سمعة البلاد على الساحة الدولية.

وأشار بايدن إلى أنه بحث مع الرئيس الروسي ملف الرقابة على الأسلحة. وقال: “بحثنا بالتفصيل الخطوات اللاحقة التي سنتخذها في مجال الرقابة على الأسلحة، والتي يجب أن نتخذها من أجل خفض مخاطر نزاع غير متعمد”، مضيفا أن البلدين اتفقا على إطلاق حوار ثنائي بهذا الشأن.

وأكد أن الولايات المتحدة وروسيا تتحملان المسؤولية المشتركة عن الاستقرار الاستراتيجي، مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن تعملان على اتفاق شامل حول الرقابة على الأسلحة.

وقال بايدن إنه حدد 16 قطاعا حيويا، ستعتبر واشنطن استهدافها بهجمات إلكترونية غير مقبول. وأضاف أنهما اتفقا على تكليف الخبراء في البلدين بالعمل على تفاهمات معينة بشأن “ما الذي يتخطى الحدود” في المجال السيبراني.

وأشار إلى أنه أكد بوضوح أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع “محاولات الاعتداء على السيادة الديمقراطية الأمريكية”، وسترد على أي محاولة للمساس بمصالحها أو مصالح حلفائها.

جو بايدن

وأكد أن لدى الولايات المتحدة قدرات للرد على الهجمات السيبرانية، مشيرا إلى أنه سأل بوتين ما سيكون رد فعله إذا تعرضت حقول النفط الروسية للهجمات السيبرانية. وفي الوقت ذاته، كشف الرئيس الأمريكي أنه لم يكن هناك حديث عن رد عسكري على الهجمات السيبرانية.

وفيما يتعلق بالقضايا الدولية، أشار بايدن إلى أنه عبر في حديثه مع بوتين عن قلقه إزاء الوضع في بيلاروس، وأكد الموقف الأمريكي “الداعم لسيادة أوكرانيا”. وأضاف أنهما بحثا ضرورة فتح الممرات الإنسانية في سوريا لنقل المساعدات الغذائية، وناقشا الملف الإيراني، حيث اتفقا على العمل من أجل ضمان عدم حصول طهران على أسلحة نووية.

وبشأن أفغانستان، أشار بايدن إلى أنه بحث مع بوتين ضرورة توحيد الجهود لمنع انتعاش الإرهاب في أفغانستان، وأن بوتين عرض على واشنطن المساعدة في هذا المجال.

وفي موضوع مثير للخلافات بين روسيا والولايات المتحدة، قال بايدن إنه تطرق إلى ملف حقوق الإنسان مع الرئيس الروسي، مشيرا إلى أنه ستكون هناك “عواقب مدمرة” بالنسبة لروسيا في حال توفي في السجن المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي أدين في قضية اختلاس أموال قبل عدة سنوات، والذي تم استبدال حكم مع الوقف التنفيذ في قضيته بحكم السجن الفعلي في يناير الماضي.

ودعا بايدن كذلك لإطلاق سراح الأمريكي مايكل كالفي المحكوم عليه بالسجن في روسيا، وربط بهذه القضية مصير الاستثمارات الأمريكية في روسيا. وأكد أنه “لا توجد هناك أي مشكلة” فيما يخص التعاون مع روسيا “طالما كانت ملتزمة بالقانون الدولي”.

وبشكل عام اعتبر بايدن مباحثاته مع بوتين “إيجابية”، وأشار إلى أنه لم يتم الحديث عن أي تهديدات خلال المباحثات، بل تبادل للآراء وتحديد العواقب المحتملة لخطوات معينة من قبل روسيا. لكنه أعرب مع ذلك عن اعتقاده بأن روسيا “لن تغير سلوكها”

حوار ثاني شامل

أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن عن قرارهما إطلاق حوار ثنائي حول الاستقرار الاستراتيجي، مؤكدين تمسك موسكو وواشنطن بضرورة منع شن حرب نووية.

وجاء في إعلان مشترك للرئيسين صدر في ختام قمتهما في جنيف ونشر على موقع الكرملين الإلكتروني، مساء اليوم الأربعاء: “اليوم نجدد تمسكنا بالمبدأ القائل إن الحرب النووية لا يمكن أن يكون فيها منتصر ويجب ألا يتم شنها أبدا”.