نالت ما سميَ بـ”حكومة التغيير” برئاسة نفتالي بينيت ثقة كنيست الاحتلال الإسرائيلي بنيلها 60 صوتاً مقابل 59 صوتاً ضد معارضاً، لتكون هذه المرة الأولى بتاريخ الاحتلال الذي تؤدي فيها حكومة “قسم الولاء” دون أن تحظى بتأييد غالبية 61 وما فوق من أعضاء الكنيست الـ120.
كما وانتُخب يكي ليفي رئيساً للكنيست بعد حصوله على تأييد 67 عضواً بينهم أعضاء في “القائمة العربية المشتركة”، وهو مرشح حزب “هناك مستقبل” والائتلاف الحكومي الجديد لهذا المنصب.
وفي مستهل جلسة الكنيست، قال رئيس الحكومة الجديدة ورئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت إن “إسرائيل” تواجه اليوم تحديات داخلية “وشرخاً مستمراً داخل الشعب كما يتجلى في هذه الدقائق بالذات”.
وأضاف: “هناك نقاط في التاريخ اليهودي كان فيها خلافات خرجت عن السيطرة، هذه الخلافات تهددنا وتهدد كل أبناءنا… مرتين في تاريخنا فقدنا بيتنا القومي لأن قادة تلك الأجيال لم يوافقوا على الجلوس الواحد إلى جانب الآخر والوصول إلى تسوية”.
ووصف التحديات الخارجية التي تواجهها جكومتها بالـ”الكبيرة”، وعلى رأسها “المشروع النووي الإيراني الذي يتقدم إلى نقطة حاسمة”، موضحاً أن الملف النووي الإيراني هو “التهديد الأكبر لإسرائيل”.
كما أشار إلى “تهديدات” أخرى تواجهها حكومته مثل “الحرب المستمرة على الإرهاب، صورة إسرائيل في العالم وتعاطي المؤسسات الدولية معها.. كل هذه مهمات كبيرة ومعقدة”.
وأعرب بينيت عن أمله بأن “تحافظ حماس على وقف النار في الجنوب لأنها إذا هاجمت إسرائيل مجدداً ستصطدم بجدار حديدي”، متشكراً الرئيس الأميركي جو بايدن على “وقوفه الى جانب إسرائيل في عملية حارس الأسوار”. وتعهد نفتالي بينت أن تعمل الحكومة برئاسته على “إعادة الأسرى والمفقودين” الإسرائيليين في قطاع غزة.
وذكر موقع “القناة 12” الإسرائيلية أنه “وبمجرد أن بدأ بينيت إلقاء كلمته، اندلعت أعمال شغب في الجلسة العامة تضمنت صيحات وشتائم ضد بينيت قاطعته ومنعته من استكمال تصريحاته بشكل متواصل”.
وقاد أعضاء الكنيست من حزب “الصهيونية الدينية” الصيحات بقيادة بتسلئيل سموتريتش، الذي طُرد على الفور من الجلسة العامة، لكن فيما بعد سمعت صيحات من أعضاء كنيست ووزراء من “الليكود”، كما أن “الضجة كانت غير عادية فيما يتعلق بأولئك الذين بدأوا بالصراخ داخل الجلسة العامة مقارنة مع سنوات طويلة بالسياسة الإسرائيلية”، وفق ما أفاد موقع القناة.
بدوره، تخلى رئيس الحكومة المناوب ورئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لبيد عن كلمته في الجلسة العامة في الكنيست، قائلاً إن “ما رأيناه هنا هو برهان انه حان الوقت لاستبدالكم”.
وعقب كلمة لابيد قال بنيامين نتنياهو إنه “وباسم الملايين من مواطني إسرائيل أنوي الاستمرار بمهامي”، مضيفاً إلى أن إيران “تحتفل اليوم لأنهم يدركون أنه ستكون حكومة ضعيفة في إسرائيل”.
وتابع: “بينيت لا يملك قوة على الصمود في الملف الإيراني. يجب أن يكون رئيس الوزراء قادراً على قول لا لرئيس الولايات المتحدة”.
وكان نتنياهو وصف تشكيل الحكومة الجديدة بأنها “أكبر عملية تزوير للانتخابات في تاريخ إسرائيل”، معتبراً أن “الناس يشعرون أنهم مخدوعين وهم محقون”.
وبحسب المعطيات، تقوم حكومة الثنائي “بينت – لابيد” المرتقبة على مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة عاميْن متواصلين لكل طرف، على أن يكون بينت أولاً، ويليه لبيد الذي سيتولّى في هذه الأثناء منصبيْ: رئيس الحكومة البديل، ووزير الخارجية، ثم يتبادلان المناصب بعد عاميْن.
ويبقى رئيس حزب “أزرق أبيض” بني غانتس وزيراً للأمن، فيما يشغل رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، وزارة المالية، ورئيس حزب “أمل جديد” جدعون ساعر وزارة القضاء، ويحصل حزب “يميناً” أيضاً على وزارة الداخلية لـ (آيياليت شاكيد)، وحزب “العمل” على وزارة النقل، والصحة تذهب لحزب “ميرتس”، والتعليم لـ”أمل جديد”، فيما تمّ التوصّل إلى تسوية بين حزبي العمل ويمينا بشأن لجنة تعيين القضاة.