قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن تطبيع الدول العربية مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد سيعني ذلك انتصاراً واضحاً لإيران فيما وصفها المعهد الأمريكي بـ “حربها” الطويلة مع السعودية.
وأكد المعهد الشهير أن إيران حالياً تعتبر أقوى جهة فاعلة في المنطقة وتطوّق أعداءها المختلفين، وأشار إلى أن خضوع السعودية قد يؤدي ذلك إلى تمكين روسيا وإيران من إملاء الأجندة الإقليمية مستقبلاً.
كما كشفت صحيفة دولية عن الأسباب التي دفعت ولي عهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى التوجه للتسوية مع إيران وسوريا.
وقالت صحيفة “Business Standard” الهندية إن تغير سياسة أمريكا في الشرق الأوسط هي السبب الرئيس لذلك وأشارت إلى أن معاملة الرئيس الحالي جو بايدن دفع ابن سلمان للتوجه للتفكير بتسويات مع إيران ومع الرئيس الأسد في سوريا.
لكن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية قالت إنه من المبكر جداً الحديث عن “نتائج” للحوار بين إيران والسعودية، وأكدت إيران عقد لقاءات سرية مع السعودية في العاصمة العراقية بغداد مؤخرا.
ولأول مرة، تعترف إيران رسميا على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة بوجود لقاءات مع السعودية ركزت على القضايا الثنائية والإقليمية.
لكنه رفض ذكر مزيد من التفاصيل، قائلا “لا يمكن الخوض أمام وسائل الإعلام في تفاصيل المباحثات”، وقال “لطالما رحبنا بهذه الحوارات بأي شكل ومستوى، فلننتظر ونرى نتائج الحوار ونحكم بناء على النتائج”.
واعتبر خطيب زاده أن نزع فتيل التوتر يصب في مصلحة إيران والسعودية في المنطقة، وأعرب عن أمله “من خلال تغيير الأجواء التي نراها أن نتوصل إلى تفاهم هادف للعلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية”.
وشدد على إيران ستبذل كل جهودها في هذا المجال، للتوصل إلى تفاهمات ثنائية مع السعودية.
وكشف موقع “ستراتفور” الأميركي عن ما وراء كواليس انقياد السعودية إلى الحوار مع إيران عقب سنوات من القطيعة.
وعزا الموقع الشهير ذلك إلى الموقف الأمريكي الإقليمي الذي تغيّر مؤخراً وقلق المملكة العربية السعودية المتزايد من هجمات انصار الله الدفاعية.
وأشار إلى أن هذين السببين هما أبرز ما قاد إلى الحوار المحادثات الثنائية الأخيرة بين الخصمين إيران والسعودية، ووصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية اللقاءات السرية بين كل من الرياض وطهران بـ”العظيمة”.
ونقلت قناة “الحرة” عن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه قوله هناك محادثات عظيمة بين إيران وبعض جيرانها”، وأضاف حول محادثات الرياض وطهران “هذا شيء ترحب به الولايات المتحدة”.
وكشف الرئيس العراقي برهم صالح عن استضافة بغداد عدة لقاءات سرية بينهما، وليس لقاء واحدا كما تحدثت وسائل الإعلام الغربية، ورفض صالح الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول اللقاءات التي تعقد للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بين مسؤولين كبار من الرياض وطهران.
وجاء تأكيد الرئيس العراقي عقد اللقاءات السرية بين الجانبين في بغداد عند سؤاله عن عدد الجولات فأجاب “أكثر من مرة”.