بثت قناة الجزيرة يوم الإثنين، برنامج ماخفي أعظم، والذي يتمحور حول المقاومة الفلسطينية وانجازاتها على كيان العدو الإسرائيلي.
ومنذ الإعلان عن الظهور الإعلامي الأول خلال البرنامج لمروان عيسى نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس) يقول الستيني أسعد أبو صلاح “كنا نعد الدقائق من أجل البشرى بصفقة تبادل أسرى قريبة”.
ويتشاطر أهالي أسرى حماس في غزة المشاعر نفسها، ويقولون إن الأمل بإنجاز صفقة تبادل تحرر أبناءهم من سجون الاحتلال ارتفع بصورة غير مسبوقة، إثر التصريحات اللافتة لعيسى ضمن برنامج “ما خفي أعظم” وما سبقها من تصريحات لرئيس الحركة في غزة يحيى السنوار عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
وكان عيسى قد أكد في ظهوره الإعلامي الأول ضمن “ما خفي أعظم” أن المقاومة تمتلك أوراق مساومة لإنجاز “صفقة تبادل مشرفة”. وقال إن ملف الأسرى هو الأهم الآن على طاولة قيادة كتائب القسام، و”هذه الأولوية لهذا الملف تعني أن هناك جهدا يوازي حجم هذا الملف، مهما كانت الأثمان. فلا يمكننا أن نضيع المزيد من الوقت ونحن ننظر إلى معاناة أسرانا وأهاليهم، وحجم الإجرام الصهيوني الممارس بحقهم”.
أسرى العدو مع حماس
وتحتفظ كتائب القسام بـ 4 أسرى إسرائيليين، هم جنديان أسرتهما خلال الحرب على غزة عام 2014 ومصيرهما مجهول إن كانا أحياء أو قتلى، واثنان آخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة.
ومن بين أسرة أبو صلاح الذين تابعوا باهتمام شديد برنامج “ما خفي أعظم” كان الطفل أسعد (6 أعوام) الذي ولد من نطفة مهربة لوالده الأسير فهمي، ويقول الجد إن حفيده قال بعفوية “أبوي وعمي حيروحوا” (يعودوا). ولم ير الطفل الصغير وشقيقته الأكبر -التي كانت رضيعة- والدهما مطلقا، كحال أهالي أسرى حماس في غزة المحرومين من الزيارة منذ نحو 7 أعوام.
معنويات عالية
ويؤمن الأسرى داخل سجون الاحتلال أن “رتوشاً” بسيطة تبقت من أجل الإعلان رسميا عن صفقة تبادل، ويقول أبو صلاح إنه تحدث في آخر اتصال مع نجله فهمي مع أسرى آخرين وكانت معنوياتهم عالية ويثقون بالمقاومة وقدرتها على تحريرهم.
أبو صلاح ذاق مرارة السجن مرات عدة، ويقول إنه يعلم ما تمثله صفقة التبادل بالنسبة لكثير من الأسرى الذين يقضون أحكاما عالية بالمؤبدات، وينتظرونها كفرصتهم الأخيرة نحو الحرية. ومن حديثه مع الأسرى، لمس أبو صلاح تمتعهم بمعنويات عالية، وأمل كبير بقرب معانقتهم للحرية، وأشار إلى أنهم كانوا يتابعون مجريات الحرب الأخيرة على غزة، ويتلقفون التسريبات التي تصل إليهم، ويبدون ثقة كبيرة بالمقاومة وكتائب القسام.
حديث مع أسير
وتحدث أسير من حماس بواسطة “هاتف مهرب” من داخل سجون الاحتلال، وقال إنهم تمكنوا من مشاهدة البرنامج عبر شاشة “مرئية الأقصى” الأرضية، في ظل حذف سلطات الاحتلال قناة الجزيرة عن أجهزة التلفاز داخل السجون.
وقال الأسير الحمساوي إن البرنامج رفع معنويات الأسرى داخل السجون، مضيفا أن ظهور قائد بوزن مروان عيسى زادتهم ثقة بالمقاومة وأن ملف الأسرى يمثل أولوية لدى حماس. وأكد في حديثه أن حالة من السعادة تخيم على السجون، وأملا كبيرا لدى الأسرى خصوصا من ذوي الأحكام العالية بأن موعدهم من الحرية قريب.
عائلة أسير صهيوني تطالب حكومة الكيان بعمل ما يجب لإطلاق سراحه
قال أيالان منغيستو والد أبرا (أبراهام) منغيستو الأسير بيد حركة حماس، إنه يعتقد أن التسجيل الصوتي الذي بثه برنامج “ما خفي أعظم” هو لابنه، وأكد أنه يشعر بذلك بقوة. كما قال شقيق أبرا إنه يأمل في أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بما يجب عليها لإطلاق سراح شقيقه، بما في ذلك إتمام صفقة للتبادل.
وكان تحقيق لبرنامج “ما خفي أعظم” بث تسجيلا صوتيا حصريا كشفت عنه “كتائب القسام” لأحد جنود كيان العدو الإسرائيلي الأسرى حاليا في غزة.
وناشد الجندي -الذي تم إخفاء اسمه- حكومة الكيان العمل على استعادة أسراها. وقال الجندي الأسير “أتساءل: هل يفرّق زعماء الدولة بين الجنود الأسرى؟ وهل يتحدثون عنهم ويعملون على إطلاق سراحهم؟”. وتابع “إنني أموت كل يوم من جديد، وآمل أن أكون عما قريب في حضن عائلتي”.
وتحتفظ كتائب القسام بـ4 إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال حرب 2014، أما الآخران -اللذان تقول تقارير إنهما جنديان مسرّحان من الخدمة- فقد دخلا غزة في ظروف غير واضحة. ولم تفصح في السابق عن مصير المحتجزين الأربعة أو وضعهم الصحي، لكن إسرائيل تزعم أن الجنديين قُتلا في الحرب، وأن كتائب القسام تحتفظ برفاتهما فقط.