أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أنّ المعركة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي كانت مناورة صغيرة لما يمكن أن تكون عليه الحرب القادمة.
وأشار السنوار في كلمة له هي الثانية منذ انتهاء العدوان الأخير على غزة، إلى أنّ حماس “مرمطت” تل أبيب، على حدّ تعبيره، فيما عجزت إسرائيل عن تحقيق أيّ شيء في المقابل. وشدّد، خلال لقاء جمعه مع أكاديميين في مدينة غزة، على أنّ المعركة القادمة مع الاحتلال الإسرائيلي ستغير وجه الشرق الأوسط.
المقاومة استخدمت أقل من 50% من قدراتها
واعتبر السنوار أنّ المعركة الأخيرة مع الاحتلال تحقق فيها هدف استراتيجي للفلسطينيين، وهو القدرة على حماية المسجد الأقصى. وأكد أنّ المقاومة من خلال المعركة، “أحبطت مشروعًا صهيونيًا خبيثًا بتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا”. ولفت إلى أنّ المقاومة استخدمت أقل من 50% من قدراتها وإمكانياتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
ومن ضمن هذه الأهداف، كشف السنوار أنّ المقاومة أفشلت خطة إسرائيلية أُطلق عليها اسم “رياح الجنوب”، لاغتيال “قيادات الصف الأول من الحركة، ومباغتة مقدرات المقاومة، وقتل أكثر من 10 آلاف مقاتل، وتدمير مدينة الأنفاق تحت الأرض”.
وتحدّث رئيس حركة حماس في غزة عن مجموعة عوامل شجّعت إسرائيل على عدوانها، من بينها الهرولة العربية إلى التطبيع والوضع الدولي والانقسامات بين الفلسطينيين. وأشار إلى أنّ خطة الاحتلال التي ظلّ يعدها منذ 3 سنوات للقضاء على قدرات التحكم والسيطرة لدى المقاومة الفلسطينية، قد فشلت خلال هذا العدوان.
وأكد أنّه ستكون هناك انفراجة كبيرة في الوضع الإنساني يلمسها كل مواطني قطاع غزة، مضيفًا: “لن نضع عراقيل أمام إعمار غزة، ولن نأخذ من أموال الإعمار لصالح المقاومة، وسنكون حريصين على تسهيل مهام الإعمار وإنعاش الاقتصاد”.
منظمة التحرير.. “مجرد صالون سياسي”
وتحدّث السنوار عن “فرصة حقيقية لوحدة الشعب الفلسطيني سياسيًا وجغرافيًا، وإنهاء حالة الانقسام، وترتيب البيت الفلسطيني، من خلال ترتيب منظمة التحرير”.
وشدد على أن كل ما كان مطروحًا لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ما قبل انتهاء المعركة الأخيرة في 21 مايو/ أيار الماضي، “لم يعد صالحًا اليوم”. وأوضح أنّ “الاستحقاق الوطني الحقيقي والفوري، يجب أن يكون من خلال ترتيب المجلس الوطني الفلسطيني على أسس صحيحة، ليشمل كافة القوى والفصائل المؤثرة”.
ونبّه إلى أنّ منظمة التحرير الفلسطينية من غير حماس والجهاد والجبهة الشعبية وبقية فصائل المقاومة ستبقى مجرد صالون سياسي ليس له قيمة. وقال: “من يريد إبقاء منظمة التحرير بهذه الصورة يقتل القضية الفلسطينية”.
وقد بعث التقدم في إمكانيات المقاومة الفلسطينية في جولة المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، الأمل لدى الفلسطينيين بأنهم لم يعودوا الطرف الذي يتلقى الضربات، وإنما لديهم إمكانيات تطال العمق الإسرائيلي وبإمكانها تحقيق ولو بعض الردع.
وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالًا، عن سقوط 290 شهيدًا، بينهم 69 طفلًا و40 سيدة و17 مسنًا، وأكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليًا وإصابة مئات؛ خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل.