كانت إسرائيل، اليوم الأربعاء، على موعد جديد مع اختيار رئيس جديد، ليكون الرئيس الحادي عشر للبلاد، وهو ابن حاييم هرتزوغ، الرئيس السادس لإسرائيل.
أفادت وسائل الإعلام العبرية، خاصة “صحيفة يسرائيل هايوم”، اليوم الأربعاء، بأن أعضاء الكنيست الإسرائيلي قد اختاروا، اليوم الأربعاء، إسحاق هرتزوغ، ليكون الرئيس الحادي عشر للبلاد، بعد فوزه بـ 87 صوتا من أصل 120 في الكنيست، ليحل محل الرئيس الحالي، رؤوفين ريفلين، الذي ستنتهي ولايته في 9 يوليو/تموز المقبل.
نجح هرتزوغ في التغلب على منافسته الوحيدة في سباق رئاسة إسرائيل، ميريام بيرتس، التي حصلت على 27 صوتا خلال الاقتراع السري بالكنيست، مع الإشارة إلى أنه السباق الرئاسي الأول في البلاد الذي لم يكن فيه أي من المرشحين من أعضاء الكنيست الحاليين.
من هو هرتزوغ
ولد إسحاق هرتزوغ في مدينة تل أبيب، في 22 سبتمبر/أيلول 1960، لأب مولود بإيرلندا وأم مولودة في مصر، وتعود جذورهما إلى أوروبا الشرقية، بولندا وليتوانيا وروسيا، ووالده هو الجنرال، حاييم هرتزوغ الذي أصبح لاحقا الرئيس السادس لإسرائيل، بين عامي 1983- 1993.
يعود هرتزوغ إلى عائلة سياسية بامتياز، فبعيدا عن كون والده سياسي ورئيس إسرائيل سابق، فإن عمه، أبا إيبان، كان وزير خارجية إسرائيل في ستينيات القرن الماضي، وخاله يعقوب هرتزوغ، شغل منصب المدير العام لمكتب رئيس الحكومة، كما عمل دبلوماسيا، فيما يعود اسم إسحاق هرتزوغ إلى جده، إسحاق إيزيك هليفي، وهو أول حاخام رئيسي لدولة إسرائيل.
بوغي
ويشار إلى أن هرتزوغ يُلقب بـ”بوغي”، وهو اسم “تدليلي”، على غرار “بيبي” رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، أطلقته عليه أمه حين كان طفلا، ورافقه طوال حياته، ويستخدمه اليمين الإسرائيلي في محاوله للإيحاء بأنه مدلل لا يقوى على تحمل المسؤوليات المترتبة على توليه منصب رئيس الحكومة، خاصة حينما نافس هرتزوغ، نتنياهو، في انتخابات الكنيست للعام 2015، لاختيار رئيس وزراء للبلاد.
يعمل هرتزوغ بمهنة المحاماه، بجانب عمله السياسي، أو البرلماني، كما أنه تولى مهام رئاسة الوكالة الصهيونية منذ عام 2018، حيث شغل من قبل منصب رئيس حزب “العمل” وزعيم المعارضة في البلاد، من عام 2013 إلى 2017، وقبلها سبق أن تولى مهام وزارة الرفاه والخدمات الاجتماعية، ووزارة الشتات والمجتمع ومكافحة معاداة السامية، ووزارة الإسكان والبناء، فضلا عن وزارة السياحة أيضا، في إسرائيل.
سلاح الاستخبارات
حصل هرتزوغ الابن على شهادة الثانوية والتعليم الأكاديمي في جامعتي كورنيل ونيويورك الأمريكيتين، ومع عودته إلى إسرائيل في نهاية عام 1978، تجند في الجيش الإسرائيلي، وخدم كضابط في “وحدة 8200” الاسخبارية، التابعة لسلاح الاستخبارات.
بدأ حياته السياسية بانضمامه إلى حزب العمل في عام 1985، خلال دراسته القانون في جامعة تل أبيب، ومنذ عام 1987، بدأ عمله في المحاماة، لكنه دخل المعترك السياسي مبكرا، حينما تولى منصب وزير المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدة عامين، من قبل وزير المال شمعون بيريس، آنذاك، وذلك في عام 1988.
وبعد انتخاب إيهود باراك رئيسا للوزراء في عام 1999، شغل هرتزوغ منصب سكرتير الحكومة، وشغل هذا المنصب حتى انتخابات رئاسة الوزراء في 2001، حين خسر باراك المنافسة على يد أريئيل شارون، واستقال من منصبه كرئيس للحزب.
معارض لنتنياهو
وعاد للحزب نفسه مرة أخرى، ليصبح من أشد المعارضين لنتنياهو في الكنيست الإسرائيلي، ومع بدء الاستعداد للانتخابات الإسرائيلية المبكرة لرئاسة الوزراء في عام 2015، تحالف هرتزوغ مع وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، في قائمة واحدة، أطلق عليها اسم “المعسكر الصهيوني”، واتفقا في حال الفوز بتشكيل الحكومة، على تناوب رئاستها، لكن نتنياهو تغلب عليهما.
وآخر منصب تولاه هرتزوغ، الابن، هو رئاسة الوكالة اليهودية من العام 2018.