تداول ناشطون يمنيون بمواقع التواصل صورا فجرت موجة غضب واسعة، أظهرت سياح إسرائيليون على جزيرة سقطرى حيث دخلوها بتأشيرات إماراتية وبرحلات مباشرة من أبوظبي ودبي دون موافقة السلطات اليمنية.
وكانت تقارير، خلال الشهرين الماضيين، أشارت إلى توافد سياح إسرائيليين على جزيرة سقطرى اليمنية من خلال تأشيرات تمنحها أبوظبي، دون الحصول على إذن من الحكومة اليمنية.
وأظهرت الصور الحديثة المتداولة السياح الإسرائيليون يعيثون في الجزيرة اليمنية النادرة، كما أظهرت صور بعضهم في أوضاع مخلة وحميمية على الجزيرة التاريخية.
وتداول نشطاء وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسياح قالوا إن معظمهم إسرائيليون كانوا برفقة ضباط أمن إماراتيين في الجزيرة الواقعة جنوب شرقي اليمن.
وجاء ذلك بعد شهور من توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات في سبتمبر من العام الماضي.
وكانت مواقع من بينها “ميدل إيست مونيتور” البريطاني أفادت بأن مئات السياح الأجانب وصلوا إلى الأرخبيل، خلال الشهرين الماضيين، باستخدام تأشيرات ممنوحة لهم من أبوظبي، حيث بدأت الرحلات الجوية الأسبوعية المباشرة في مارس/آذار.
وسبق أن اتهم مسؤولون يمنيون من بينهم مستشار وزارة الإعلام اليمنية، مختار الرحبي، أبوظبي باستباحة سقطرى، مشيراً إلى أنها تسير أفواجاً من السياح الأجانب إلى الأرخبيل “في تعد واضح على السيادة اليمنية”.
كذلك اتهم مدير عام قناة بلقيس الفضائية، أحمد الزرقة، حكومة أبوظبي باستباحة الجزيرة.
وأثارت التقارير بشأن توافد السياح الإسرائيليين على سقطرى انتقادات واسعة في اليمن حيث تمنع السلطات المسيطرة على الأرخبيل دخول المواطنين اليمنيين من البر الرئيسي بحجة منع انتشار فيروس كورونا، فيما تسمح للسياح الإسرائيليين بدخولها عن طريق الإمارات.
هذا ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا على أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، منذ يونيو /حزيران 2020، بعد مواجهات مع قوات هادي.
وسبق أن وجه مسؤولون يمنيون اتهامات متكررة للإمارات بأنها تسعى إلى تقسيم اليمن والسيطرة على جنوبه، من أجل التحكم بثرواته وبسط نفوذها على موانئه الحيوية، خصوصاً ميناء عدن الاستراتيجي.
وتشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة.
ويعتمد سكان اليمن في الوقت الحالي الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية منذ مارس/ آذار 2015، إذ يشن التحالف بقيادة السعودية عدواناً على اليمن لإحتلاله تحت مزاعم دعم هادي إذ يواجهها الجيش اليمني واللجان الشعبية لإخراجها من بلادهم.
وجزيرة سقطرى اليمنية، لؤلؤة المحيط الهندي، الواقعة على الجنوب من خليج عدن، والتي اشتهرت بتسميتها التاريخية جزيرة السعادة تعد من الجزر النادرة والحيوية بجمالها الأخاذ وسحرها الفاتن وطبيعتها الخلابة، وهي غنية بموروثها النادر في الأحياء البرية والبحرية والأشجار النادرة، التي لا توجد إلا في أراضيها، وتعد ضمن مناطق التراث العالمي وفقا لتصنيف منظمة اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة.
وجزيرة سقطرى اليمنية، التي أصبحت إداريا محافظة مستقلة عن محافظة حضرموت عام 2013 تضم أرخبيلا مكونا من 6 جزر، سقطرى أكبرها، فيما الجزر الخمس الأخرى المكونة للأرخبيل هي جزر درسة وسمحة وعبد الكوري وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى، بالإضافة إلى 7 جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص، وتقع شمالي غرب المحيط الهندي، جنوبي خليج عدن، على بعد 380 كيلومترًا جنوبي السواحل اليمنية.
ووفقا لباحثين، تعد جزيرة سقطري أكبر الجزر اليمنية بل والعربية مساحة، حيث يبلغ طولها 125 كيلو مترا وعرضها 42 كيلو مترا.
فيما يبلغ طول الشريط الساحلي 300 كيلو متر، وعاصمتها مدينة حديبو، التي تعد الأكثر حضرية في أرخبيل سقطرى، ويبلغ عدد سكان سقطري 175.020 نسمة وفقا لآخر تعداد سكاني أجري في اليمن عام 2004.
وساهم البُعد الجغرافي لجزيرة سقطرى عن الساحل اليمني والأفريقي في عزلتها عن المدنيّة الحديثة والتطور المادي الحاصل في العالم الخارجي.
وهو ما جعلها فريدة في طبيعتها وبكر في مكوناتها، التي لم يمسها يد بشر، غنية بالاستيطان الحيوي، ما دفع بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة إلى إعلانها ضمن مواقع التراث الإنساني العالمي في قائمة المحميات الطبيعية العالمية في العام 2008.
وأرجعت منظمة اليونسكو أسباب اختيار سقطري ضمن مواقع التراث العالمي إلى موقعها التي قالت انه «يحتل موقعا استثنائيا من حيث التنوع الكبير في نباتاته ونسبة الأنواع المستوطنة فيه».
وأوضحت في بيان لها حينذاك أن 37% من أنواع النباتات (من أصل 825 نوعاً) و90 في المئة من أنواع الزواحف و95 في المئة من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة في سقطرى غير موجودة في أي منطقة أخرى من العالم.