أثارت فرقة الحماية الخاصة التي رافقت رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، في زيارته إلى قطاع غزة للقاء قيادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية، جدلاً واسعاً خاصة بعد تلميح الإعلامي المصري عمرو أديب بشكل مبطن عن مخطط لاغتيال المسؤول البارز في النظام المصري.
وظهر عناصر النخبة في المخابرات المصرية وتسميتها GIS تضم الأحرف الأولى من General Intelligence Security. وهم يحيطون برئيسهم عباس كامل خلال زيارته لغزة.
هذه القوات تمثل جهاز المخابرات العامة المصرية في مكافحة الإرهاب، وتظهر حصراً في العمليات الأمنية الكبرى، مثل تأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين بجرائم إرهاب للأمن المصري، وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في أجهزة الأمن، التي تُعزز القوات الأمنية البرية بها.
عمرو أديب الإعلامي المصري البارز والمقرب من صناع القرار، ألمح بشكل مبطن خلال برنامجه “الحكاية”، عن إمكانية تعرض عباس كامل للاغتيال في غزة لكنه لم يشر إلى تلك الجهات أو من يقف وراءها.
واكتفى عمرو أديب بالقول “تخيل السيناريو محنا شفنا التاريخ الحرب العالمية الأولى والثانية قامت كدا علاقات مسؤولين بارزين موجودين في دول ويتم الاعتداء عليهم”.
وتحدث عمرو أديب عن ما أسماهم بـ “المدايقين جداً” من الدور المصري في غزة، بعد الحفاوة الكبيرة التي استقبل فيها الغزيون عباس كامل وصور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي رفعت في شوارع غزة وأغاني تسلم الأيادي.
وتابع عمرو أديب: “ناس كتير كانت تحب انها تبوظ دة كله، الحمد لله هذا الرجل المحترم ذهب لغزة وعاد آمنا مطمئنا وللي ما راح غزة أحب اقله انه غزة فيها مقومات تقريبا الدولة”.
وأكمل: “أنا لما كنت بغزة من ثلاث أربع سنين كان اللي بحميني ضابط من حماس في شرطة حمساوية وأمن حمساوي”.
واستكمل: “قائد حماس في غزة يحيى السنوار لا يتحرك في شوارع غزة غير بالأمن بتاعه وله ملابس خاصة، عشان دي المنطقة منطقة طوارئ، واللواء عباس كامل كان موجود لتطبيق الاستراتيجية المصرية”.
ماذا يقصد عمرو أديب؟
وفي هذا السياق، علق الإعلامي المصري عماد البحيري، على حديث عمرو أديب، متسائلاً عن هوية الجهة التي حاولت اغتيال اللواء عباس كامل في قطاع غزة، خلال زيارته الأخيرة.
وتساءل في تصريحات له عن سبب حديث عمرو أديب عن محاولة اغتيال وسبب تأمين وحدة #GIS التابعة للمخابرات للواء عباس كامل في غزة.
وقال البحيري: “عمرو أديب جاوب عليه امبارح وتحدث عن فكرة الاغتيال، فعلا الحرب العالمية الأولى قامت على اغتيال ولي عهد النمسا وأسفرت الحرب عن مقتل ملايين البشر”.
وأضاف البحيري: “هذا وارد اغتيال مسؤولين في أماكن أخرى ومن الممكن اغتيال عباس كامل في غزة”.
ووضع البحيري 5 جهات يمكن لها حسب المطلعين ان تخطط لاغتيال عباس كامل في قطاع غزة منها (الإخوان المسلمين، إسرائيل، قطر، تركيا، الإمارات”! ولكن حيد 4 أطراف ووضع أصبعه على الجهة التي لها مصلحة قوية في ضرب الزيارة وفشلت.
الإخوان المسلمين حسب الصحفي المصري، قال إن عباس كامل كان في ضيافتهم ويقصد هنا حركة حماس فكيف لهم أن يخططوا لهذا الامر فاستبعدهم من ذلك المخطط.
أما الجهة الثانية وهي “إسرائيل”، وكذلك استبعدها كون عباس كامل كان في “إسرائيل” وإلتقى المسؤولين فيها وكان بحوزته رسالة من تل أبيب إلى حركة حماس.
أما الجهة الثالثة والرابعة حسب قوله وهي (قطر وتركيا) فاستبعد ذلك دورهما في ذلك المخطط كون العلاقات بين الأطراف عادت إلى مجاريها بعد المصالحة وهناك لقاءات ستجري على المستوى السياسي لتحسين العلاقات.
الصحفي المصري توقع أن تكون هي الجهة التي خططت لهذا الأمر لكن عمرو أديب لم يذكرها بالاسم وعلل ذلك بأن الإمارات تشعر بالغيرة الكبيرة من الموقف المصري في غزة.
وأضاف شارحاً أكثر حول دورها بموقفها السيئ من العدوان الإسرائيلي على غزة، إضافة لتصريحات سفيرها في “إسرائيل” محمد آل خاجة الذي التقى كبير الحاخامات لنيل البركة مدافعاً عن جرائم الاحتلال في فلسطين.
وتساءل البحيري: “هل وصلت العلاقات بين مصر والإمارات لمجرد التفكير بأن أبو ظبي تغتال عباس كامل في غزة”.
وأضاف: “الإمارات لديها ذراعها الطويل الداخلي محمد دحلان الموجود في أبو ظبي ورجاله في سيناء و الضفة و قطاع غزة”.
وتابع: “محمد دحلان من أشد اهتماماته يخلص على التقارب بين النظام المصري وحماس، خاصة وأن دحلان يسعى لرئاسة السلطة الفلسطينية وهذا الهدف الرئيسي الذي تم استيعاب دحلان من أجله”.
وأكمل: “محمد دحلان يرى أن تقوية حركة حماس وتجاوزها للأدوار التي كان متخيلها خصم من رصيده في المستقبل، وأنها يمكن أن تقود المشهد وهو يريد افساد ذلك”.
واستطرد: “الجميع يعرف أن عمرو أديب لا يتحدث من تلقاء نفسه وتركيزه على هذه الصور يمثل ابراز للصورة ويقول لمن فكر باغتيال عباس كامل أنه مصر واخدة بالها وعاملة احتياطاتها”.
وتابع: “هناك تحالف جديد بين مصر وقطر مع انضمام السعودية على حساب التحالف الإماراتي الإسرائيلي الذي قد ينهار بسرعة كبيرة”.
من هي الفرقة (G.I.S.) التي رافقت عباس كامل في زيارته لغزة
وكان لافتا جدا خلال زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، الأخيرة لقطاع غزة شكل وتسليح القوات الخاصة التي رافقته خلال الزيارة لتأمينه هو والوفد المرافق له.
ووفق المقاطع والصور المتداولة فقد ظهر رجال حراسات خاصة بأجسام قوية وأسلحة متطورة، وعدد من السيارات المسلحة يحيطون باللواء عباس كامل وكان مدون على ستراتهم بالإنجليزية G.I.S.
لتتصدر هذه الصور جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل ولاقت رواجا كبيرا، ما دفع النشطاء للتساؤل عن هذه القوات وعن أي جهة تتبع.
ظهرت لأول مرة خلال استلام هشام عشماوي
ويشار إلى أن هذه القوات ظهرت لأول مرة خلال تسليم هشام عشماوي من ليبيا إلى مصر، على متن طائرة عسكرية مصرية.
ويعد ظهور هذه القوات الأول من نوعه خلال تسلم عشماوي، حيث تمثل جهاز المخابرات العامة المصرية، وتسميتها GIS تضم الأحرف الأولى من General Intelligence Security.
وتتخصص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى التي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية.
وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في مصالح الأمن، وتقوم على حماية المنشآت الوطنية ومنع أي اختراقات يقوم بها متطرفون.
من جانبه قال الخبير العسكري حاتم صابر المتخصص في مكافحة الإرهاب في تصريحات لـ “العربية” إن هذه القوات هي قوات نخبة تابعة لجهاز المخابرات المصرية، وتستخدم في حماية الشخصيات المهمة وتأمين وصولها.
قوات إنفاذ القانون
وتعرف كذلك بقوات إنفاذ القانون وتتولى مهمة حراسة وتأمين الشخصيات الرسمية، وتأمين وصول مطلوبين خطيرين للجهات الأمنية مثلما حدث مع هشام عشماوي حيث كانت تتولى مرافقته وتأمين وصوله لمصر بعد ضبطه في ليبيا.
وأضاف أن جميع الأجهزة الأمنية في دول العالم لديها قوات خاصة لأعمال مكافحة الإرهاب ومقاومة الإرهاب.
وأوضح أن المسمى الثاني وهو مقاومة الإرهاب يشمل عمليات مواجهة الإرهاب وتنفيذ الاقتحامات وإنقاذ الرهائن والقبض على المتورطين.
وكان اللواء كامل، مدير المخابرات المصرية، يرافقه وفد أمني رفيع المستوى، قد زار غزة لعقد لقاءات مع القوى والفصائل الفلسطينية، مصطحباً معه وزراء من السلطة الفلسطينية.