أثار قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول اجراء تحقيق في الجرائم التي ارتكبها كيان العدو الصهيوني في قطاع غزة غضب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وانتقد نتنياهو قرار مجلس حقوق الإنسان المتعلق بفتح تحقيق دولي بشأن انتهاك “إسرائيل” حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مساء الخميس الماضي لصالح فتح تحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتبنى مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 عضوا، مشروع القرار الذي قدمته منظمة التعاون الإسلامي والوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، بموافقة 24 صوتا مؤكدا على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة بشأن العدوان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وداخل أراضي الـ48.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، إن المفوضية لم تر دليلا على أن العديد من المباني التي استهدفتها “إسرائيل” في غزة كانت تضم مجموعات مسلحة أو تستخدم لأغراض عسكرية، مشيرة إلى أنه إذا تبيّن أنها عشوائية وغير متناسبة من حيث تأثيرها على المدنيين والأعيان المدنية، فقد تشكل هذه الهجمات جرائم حرب.
واما كيان العدو الصهيوني فردّ بغضب على قرار مجلس حقوق الانسان حيث رفضت وزارة خارجية كيان احتلال العدو الاسرائيلي قرار مجلس حقوق الإنسان وقالت بصراحة إنها لن تتعاون مع التحقيق.
هذا وندد بنيامين نتنياهو بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول إجراء تحقيق في الجرائم التي ارتكبها كيان العدو الصهيوني في قطاع غزة، معتبرًا إياه “قرارا معيبا”. وقال نتنياهو في بيان لمكتبه إن القرار المعيب اليوم هو مثال جديد على الهاجس الصارخ المناهض لإسرائيل في مجلس حقوق الإنسان.
وهناك بعض النقاط تجدر الاشارة اليها حول سبب غضب كيان العدو الصهيوني ورئيس وزرائه من قرار مجلس حقوق الإنسان وهي:
اولا: يعتبر مجلس حقوق الإنسان هيئة تابعة للأمم المتحدة، وقراره ضد كيان العدو الصهيوني وعدوانه على غزة هو إجراء ضئيل على المستوى الدولي للرد على جرائم هذا الكيان في قطاع غزة. لأن الهجمات الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ادت الى استشهاد أكثر من 254 شخصًا من الفلسطينيين بينهم 66 طفلاً و39 امرأة و17 شيخًا. لذلك فإن تحرك مجلس حقوق الانسان يمهد الطريق أمام إجراءات مماثلة من قبل هيئات دولية أخرى، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية وبالطبع تحتاج الدول الإسلامية إلى أن تكون أكثر استباقية في هذا الصدد.
ثانيًا، هذا الإجراء الذي قام به مجلس حقوق الإنسان يشكل تأكيدا على هزيمة كيان العدو الصهيوني في حرب غزة، وهو دليل واضح على يأس وهزيمة هذا الكيان امام فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وبالتالي قيامه بقتل النساء والأطفال. وبناء عليه فإن هذا القرار هو في الواقع تفنيد لادعاءين لهذا الكيان: أولاً، ادعاء انتصار كيان العدو الصهيوني على فصائل المقاومة، وثانيًا، استهداف مواقع عسكرية تابعة لفصائل المقاومة في قطاع غزة. لذلك، يتفاعل كيان العدو الصهيوني بغضب شديد مع أي عمل في هذا الصدد، حيث يفسّر رد فعله على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، التي أدت إلى استدعاء السفير الفرنسي في تل أبيب، في هذا السياق ايضا.
ثالثا: النقطة الاخيرة التي يمكن الاشارة اليها حول سبب غضب بنيامين نتنياهو بشكل هيستيري هو ان ذلك يعد دليلا واضحا على تخرصات رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني المجرم. نتنياهو يعيش الآن في وضع حساس وحرج للغاية داخل كيان العدو الصهيوني. فهو من جهة متورط في قضايا فساد ورشوة، ومن جهة أخرى فإن عواقب هذه الهزيمة ستؤثر عليه بلا شك، ومن المرتقب ان يواجه مصير “إيهود أولمرت” رئيس الوزراء السابق في كيان العدو الصهيوني. وفي هذا السياق، الآن وفي داخل كيان العدو الصهيوني، تعلن وسائل الإعلام وبعض الشخصيات الاسرائيلية بصراحة أن هذه الحرب كانت هزيمة مشينة لإسرائيل.