ينتهج النظام السعودي اللجوء إلى الغسيل الرياضي بهدف التغطية على الانتهاكات وتلميع الصورة في ظل سجله الحقوقي الأسود.
وتكثف اللجوء إلى هذا الأسلوب في عهد ولي العهد محمد بن سلمان الذي دفع المليارات بغرض الحصول على المصداقية والشرعية الدولية.
وأبرزت تقارير صحفية دولية أن بن سلمان يمارس الغسيل الرياضي، لاستخدامه معادلة “المال مقابل الشرعية”.
بمعنى أنه لجأ لدفع الملايين من تكاليف الرعاية وأموال الجوائز كوسيلة للغسيل الرياضي بغية تحصيل المصداقية الدولية”.
ومؤخرا عرضت السلطات السعودية على لاعبَي الملاكمة الرياضي “أنتوني جوشوا” و “تايسون فيوري” 100 مليون جنيه إسترليني للمشاركة في نزال رياضي.
ووجهت خديجة جنكيز خطيبة الصحفي الراحل “جمال خاشقجي” نداء عاجلاً لهما كي لا يقبلوا بعرض مالي بقيمة نحو 100 مليون جنيه إسترليني.
ويحاول النظام السعودي الحصول على سمعة ومصداقية دولية، عبر شراء صدى إعلامي واسع مهما كان الثمن، ودفع مبالغ فلكية لذلك.
إذ أنفق النظام السعودي ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار على الأقل في الأحداث الرياضية الدولية البارزة في محاولة لتعزيز سمعته وتبيض جرائم ولي عهدها.
ومليارات الدولارات كانت المملكة غنية عن إنفاقها لو لم يرتكب الحاكم الطائش جرائمه البشعة بحق الشعب السعودي والمعارضين منه.
وبحسب تحليل “جرانت ليبرتي” يشير إلى الحجم الهائل لاستثمارات المملكة في “الغسيل الرياضي”.
وهو عبارة عن ممارسة الاستثمار أو استضافة الأحداث الرياضية في محاولة لإخفاء سجل حقوق الإنسان السيئ للمملكة، والترويج لنفسها كموقع عالمي جديد رائد للسياحة.
وتقول صحيفة “الغارديان” البريطانية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أطلق الخطة الرئيسية “رؤية 2030” للمملكة قبل خمس سنوات.
لكن الخطة التي تم الترويج لها على أنها نقطة تحول في المملكة من شأنها إحداث تحول اجتماعي واقتصادي ، أعقبتها حملة واسعة على المعارضة، بما في ذلك اعتقال الناشطات النسويات ورجال الدين.
وقادت المملكة تدخلاً في اليمن، كجزء من حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 100000 شخص من بينهم ما لا يقل عن 12000 مدني.
ويقدر المراقبون أن ما لا يقل عن ثلثي هذه الوفيات نتجت عن حملة الضربات الجوية السعودية العدوانية.
وكشف تقرير استخباراتي أمريكي رفعت عنه السرية مؤخرًا عن أن محمد بن سلمان هو المسؤول النهائي عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018.
و ذكرت صحيفة “الغارديان” مؤخرًا أن مسؤولًا سعوديًا كبيرًا أصدر ما كان يعتبر تهديدًا بالقتل ضد محققة الأمم المتحدة أغنيس كالامارد لزميلها في يناير الماضي. العام، بعد تحقيقها في مقتل خاشقجي.
صفقات مالية
للتغطية على تلك الانتهاكات أنفق بن سلمان مبالغ كبيرة تصل لأكثر من 1.5 مليار دولار لتأمين المشاركة في الأحداث الرياضية العالمية، كجزء من الجهود المبذولة لتقديم المملكة كدولة جديدة صديقة للأعمال التجارية وذات تفكير مستقبلي.
ويشمل ذلك 145 مليون دولار في صفقة مدتها ثلاث سنوات مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم، و 15 مليون دولار في رسوم الظهور لبطولة واحدة دولية للجولف للرجال.
وتشمل أيضًا 33 مليون دولار لاستضافة بطولة السعوديين للعبة البلياردو في المملكة ، و 100 مليون دولار لمباراة الملاكمة المعروفة باسم “Clash on the Dunes” بين آندي رويز جونيور وأنتوني جوشوا في عام 2019.
كما أبرمت المملكة صفقة بقيمة 500 مليون دولار لمدة 10 سنوات مع شركة World Wrestling Entertainment في عام 2014 ، حيث تم منع الممثلات من الظهور حتى قبل عامين.
وقالت لوسي راي عضوة برنامج غرانت ليبرتي، التي اتهمت المملكة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في شركة صناعية:
“تحاول المملكة استخدام السمعة الطيبة لأفضل نجوم الرياضة المحبوبين في العالم لإخفاء سجل حقوق الإنسان الخاص بالوحشية والتعذيب والقتل”.
وأضافت: “ربما لم يطلب نجوم الرياضة الرائدون في العالم أن يكونوا جزءًا من خطة تسويقية ساخرة لصرف انتباه العالم عن الوحشية – ولكن هذا ما يحدث”.
جمعت جرانت ليبرتي الأرقام المبلغ عنها للصفقات بين الكيانات التي تسيطر عليها الدولة السعودية، مثل منظمة Visit Saudi و NEOM الهيئة المشرفة على بناء مدينة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار في الصحراء
ولكن ليس أفرادًا من العائلة المالكة السعودية، مما يعني من المحتمل أن يكون رقم 1.5 مليار دولار هو التقليل من الحجم الحقيقي لاستثمارات المملكة في الرياضة.
تم أيضًا تضمين تحليل للصفقات التي لم تؤت ثمارها أبدًا بعد احتجاجات، بما في ذلك عرض بقيمة 6 ملايين دولار للاعبي كرة القدم كريستيانو رونالدو
وليونيل ميسي ليكونوا وجه هيئة السياحة في المملكة في زيارة السعودية وعرض مثير للجدل بقيمة 400 مليون دولار لشراء نيوكاسل يونايتد.
كما دخلت المملكة في عطاءات معلقة للأحداث القادمة بما في ذلك 200 مليون دولار لمباراة الملاكمة تايسون فيوري ضد جوشوا المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام
و 180 مليون دولار لرعاية ريال مدريد من خلال مشروع القدية وهو مشروع سياحي وترفيهي ضخم في الرياض. تحت مظلة “رؤية 2030”.