قالت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية إنه على الرغم من فظاعة القتال الأخير في غزة، من المهم أن تدرك إدارة بايدن أن الصراع الذي استمر أحد عشر يوماً كان بمثابة جولة جافة للحرب الأكبر والأكثر تدميراً التي تخطط إيران لشنها ضد “إسرائيل”.
وأشار تحليل نشرته المجلة وكتبه جون هانا الذي يعمل زميل أول في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي وشغل منصب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس ديك تشيني، إلى حلقة النار الإيرانية والتي اسماها بـ “الإرهابية” التي تحيط بإسرائيل، قائلا إن حماس هي العصبة الثانوية، “فيما حزب الله في لبنان هو الفريق الأول الحقيقي.
وأضاف: في الطرف الأعلى من المدى، تشير التقديرات إلى أن حماس يمكن أن تمتلك ما يصل إلى 30 ألف صاروخ بينما قد تكون ترسانة حزب الله أكبر بخمس مرات ويمكن لحزب الله إطلاق العديد من الصواريخ على إسرائيل في يوم واحد مثلما أطلقت حماس على مدار أسبوع كامل. وعلى عكس حماس ، يمتلك حزب الله مخزونًا متزايدًا من الأسلحة الدقيقة الإيرانية بعيدة المدى (وقدرة إنتاج محلية لصنع المزيد) والتي، من الناحية النظرية، يمكن أن تضرب بدقة معظم الأهداف الاقتصادية والعسكرية الأكثر أهمية لإسرائيل، مما يؤدي إلى إغلاق الدولة بشكل فعال و مما يجعل الحياة لا تطاق تقريباً بالنسبة لأهم حليف لأمريكا في الشرق الأوسط.
ودعا كاتب التحليل إلى أن يكون تجنب هذا الموقف الكارثي والتحديات الاستراتيجية المؤلمة التي قد يفرضها على الولايات المتحدة مصلحة أمريكية حيوية. وقال: إذا لم يُعجب المسؤولون الأمريكيون كثيراً بفيلم غزة الذي شاهدوه للتو، فسيكرهون حقاً تكملة حزب الله. إن بذل كل ما في وسعهم لمساعدة إسرائيل في ردع تلك الحرب، وإذا لزم الأمر، القتال والفوز بشكل حاسم قدر الإمكان ، يجب أن يصبح الآن محور تركيز الرئيس جو بايدن وفريقه.
وأوضح أن الدعم الأمريكي للعدو الإسرائيلي يجب أن يشمل إعلانًا من إدارة بايدن بشأن إعادة الإمداد الفوري وتعزيز نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المنقذ للحياة.
وحذر الكاتب من ما وصفه الاندفاع المتهور لأمريكا نحو إعادة الاتفاق النووي الذي سيعزز قوة إيران وحرسها الثوري، قائلا: سيكون من الجنون الاستراتيجي للولايات المتحدة أن تتقدم في مسار يضمن فعلياً ضمان حرب إيران المقبلة ضد إسرائيل و مساعدة الحرس الثوري وفيلقه الأجنبي “الإرهابي” -حسب وصفه والنابع من ألم كبير وخشية حقيقية على الإرهابيين الصهاينة- على إلحاق مستويات من الدمار بحلفاء الولايات المتحدة ومصالحها التي ستجعل فظاعة حرب غزة الأخيرة تبدو وكأنها نزهة في الحديقة بالمقارنة.