تتصاعد حملات مساندة معتقلي الرأي في السعودية للمطالبة بالإفراج عنهم لتفضح بطش ولي العهد محمد بن سلمان ونهجه القمعي.
وخلال اليومين الماضين أطلق نشطاء حملة الكترونية واسعة تحت وسم #اخرجوا_معتقلي_الرأي للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي في سجون النظام السعودي.
وشارك الآلاف بالتغريد في الحملة للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين تعسفيًا بسبب مطالبهم بالإصلاح وإطلاق الحريات العامة.
وتتكرر في السعودية حملات مساندة معتقلي الرأي بما يفضح جرائم النظام بحقهم ويعري ما يوجهه من تهم زائفة لهم ويأتي ذلك فيما اشتكت منظمة حقوقية إلى الأمم المتحدة ضد “الأعمال الانتقامية التي تنفذها المملكة العربية السعودية ضد معتقلي رأي ومدافعين عن حقوق الإنسان”.
وقالت منظمة الكرامة إنها قدمت تقريرها للأمين العام للأمم المتحدة بشأن حالات انتقامية عدة في السعودية والإمارات.
ويقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً سنوياً لمجلس حقوق الإنسان به معلومات عن الأعمال الانتقامية ضد معتقلي الرأي.
وذكرت الكرامة أنها قدمت معلومات حول 3 قضايا تتعلق بحالات انتقامية ضد أفراد قدموا شكاوى إلى الأمم المتحدة منهم الدكتور سلمان فهد العودة ونجله عبد الله وشقيقه خالد الذين تعرضوا لإجراءات انتقامية وترهيب.
وجاء ذلك بعد أن أبلغوا آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن اعتقال العودة وتعرضه لسوء المعاملة وهو أحد أشهر المفكرين الدينيين ومن معتقلي الرأي في السعودية منذ 7 سبتمبر 2017 واعتُقل خلال حملة قمع ضد المعارضة, استهدفت شخصيات شعبية رفضت تأييد سياسات ولي العهد محمد بن سلمان علناً.
واحتُجز العودة في الحبس الانفرادي منذ اعتقاله وحُرم من الرعاية الطبية, وتعرض لتعذيب جسدي ونفسي شديد ولا تزال محاكمته جارية بموجب 37 تهمة تتعلق بمناصرته, والتي طلبت النيابة لأجلها عقوبة الإعدام.
ومنذ اعتقاله, عد مكلفين بولايات الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة أن محاكمته غير عادلة وطالبوا بالإفراج الفوري عنه وفي 26 يناير 2021, قدمت الكرامة بلاغًا للجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأفادت الأسرة مجدداً بحرمانه من حق الاتصال به أو زيارته.
وتستمر المحكمة الجزائية المتخصصة في تأجيل الجلسات مما يضع العودة بحالة اعتقال إلى أجل غير مسمى وقالت إن ذلك يجعله تحت التهديد المستمر بالحكم عليه بالإعدام, وهو ما يشكل معاملة قاسية وغير إنسانية له ولعائلته.
وتضمنت الشكوى حالة سفر بن عبد الرحمن الحوالي المعتقل تعسفيًا منذ 12 يوليو 2018 وكان قد اعتُقل بعد أسابيع قليلة من نشر كتاب انتقد فيه خيارات السياسة الخارجية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان, وظل في حالة الاختفاء القسري لمدة شهرين حتى أبلغت السلطات عائلته أنه معتقل في سجن المديرية العامة للمباحث.
وقبضت قوات أمن الدولة على أبنائه الأربعة وشقيقه كشكل من أشكال الانتقام والتخويف لأنهم أبلغوا عن اعتقاله للصحافة كما طلبوا من الكرامة عرض قضيته على الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة.
وأصيب الحوالي بجلطة دماغية استدعت إجراء عملية جراحية منتصف عام 2005, تلتها سكتة دماغية ثانية عام 2006 ولم تسمح للحوالي بالتعافي, وتسببت إعاقات دائمة أثرت على مهارات الاتصال والحركة لديه.
وفي 12 أكتوبر 2020, قدمت الكرامة بلاغًا للجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي حثت السلطات على الإفراج عن الضحية, ومقابل ذلك, اتخذت السلطات السعودية إجراءات انتقامية وترهيب ضد الحوالي ومعتقلي الرأي وعديد من أفراد الأسرة.
وقالت الكرامة إن لديها قناعة تامة أن نجلي الحوالي وشقيقه اعتقلوا كعقاب الجماعي ولإسكات وتهديد الأسرة بأكملها.