“خاص”
يمني مجاهد ومرابط وحارس للمسجد الاقصى ثم رؤيا بالشهادة فنالها في 11ابريل 1982م ب 36رصاصة عندما منع مُستوطن من تفجير قبة الصخرة واليوم 2021م عائلته تبحث عن اقاربهم باليمن والحصول على هويتهم اليمنية الاصيلة.
صالح محمد اليماني العقابي من مديرية العدين محافظة اب هاجر الى فلسطين المُحتلة مبكراً مجاهداً ضد عصابات الصهاينة اليهود وبعد فترة لحق به والدة ليقنعه بالعودة لليمن فتوفىٰ الوالد ودفن بالقدس والأبن رابط في المسجد الاقصىٰ ثم توظف كحارس للمسجد الاقصى طيلة 33 سنة تزوج من فلسطينية عام 1959م كما هو موضح بوثيقة الزواج المنشورة في موقع “هنا القدس “.
وانجب 10 ابناء منهم 7 ذكور و3 اناث وقبل وفاته رأى في المنام رؤيا بانه شهيد ونال الشهادة في 11ابريل 1982م من مستوطن وب 36 رصاصة والملابس التي استشهد بها موجودة في متحف الاثار الاسلامية بالقدس المُحتلة وتم دفنه في مقبرة باب الاسباط ويفصل بينه وبين قبر والده سور القدس وبعد 8 سنوات تم قطع راتبه من الاوقاف الاسلامية واخراجهم من المنزل وانتهى بالعائلة الى مخيم شعفاط واصبح عددهم اليوم 53 ابناء واحفاد.
وممنوع عليهم استخراج هويات وجوازت سفر اردنية او يمنية وممنوع عليهم السفر للتواصل مع اقاربهم باليمن واحد ابناء الشهيد واسمه آياد بث مقطع فيديو ونشرته احدى القنوات الفضائية اليمنية يشرح فيه خبر استشهاد والده والبحث عن اقاربه باليمن من حوالي ثلاثة اشهر تقريبا ومع احداث المسجد الاقصى انتشرت مقالات ومقاطع فيديو عن المجاهد والمرابط والحارس والشهيد اليمني وعن معاناة الابناء والاحفاد وبدون جدوى حتى اليوم..
فهل من ناصر ومعين من المجتمع والمعنين من جهات الاختصاص بتقدير وتكريم الشهيد واحتضان الابناء والاحفاد في وطنهم الام اليمن ؟.
موقع المشهد اليمني الاول وللاسف لم يتمكن من التواصل مع الابناء فلا توجد لهم مواقع على التواصل الاجتماعي وتسليط الضوء على الموضوع كان بنشر تقرير عن ذلك في موقع “هنا القدس ” بتاريخ الثلاثاء 5 مايو 2015م للصحفية / شذى حمّاد .
والمشهد اليمني الاول يعيد نشره كما ورد :
36 رصاصة في الأقصى.. وبحثٌ عن جذور يمنيّة!
هُنا القدس | شذى حمّاد
استيقظ “صالح اليماني” كعادته لأداء صلاة الفجر. نثر حبّاتٍ من القمح لطيور الحمام التي تنتظره صباح كلّ يوم. لم يكن يعلّم أن “المنام” الذي رواه لزوجته يومها، سيُترجم فعلًا، وستظلُّ اللحظات الأخيرة من حياته، تدُّق جدران ذاكرة ابنه الذي رأى تفاصيل الحكاية!
قبل نحو 33 سنة، كان “رشاد” يبحث عن حذائه بكسل قبل أن يرتديه مهرولًا بحذر في أزقّة بلدة القدس القديمة. ففي ذاك اليوم؛ كان على عاتقه مهمّة إيصال “إبريق الحليب” إلى والده “صالح” الذي يعمل في خدمة المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.
بعد أن أستيقظ صالح في صباح (11 نيسان 1982)، حدّث زوجته بما رأه في نومه “الليلة شميّت ريحة الجنّة، وشفت حالي شهيد”. أغلق باب بيته خلفه، وانطلق إلى عمله.
36 رصاصة!
دخل رشاد إلى باحات المسجد، وعلى غير العادة، لم يكن والده بانتظاره مستظلًا تحت إحدى الشجيرات، أو يتمشى بين الأروقة يلتقط الأوراق المتطايرة داخلها. أو حتى مؤنبًا ابنه على تأخرّه في إيصال “ابريق الحليب”. في تلك اللحظة كان صالح مشغولًا بأمرٍ آخر.. كان صدره يتلقى صليات الرصاص التي أطلقها باتجاهه المستوطن المتطرّف “آلان جودمان”، من سلاحه الأوتوماتيكيّ.
“جودمان” كان قد تسلل من جهة باب الرحمة -أحد أبواب الأقصى- حاملًا حقيبة من المتفجرات، بهدف وضعها داخل مغارة قبة الصخرة، قبل أن يلحظه صالح اليماني”، ويسارع لمصادرة سلاح المستوطن جودمان. وفورًا وبعد أن صار سلاح “جودمان” بيد صالح، صرخ أحدهم “لا تقتلو يا صالح، لا تقتلو.. رح يبنولوا مقام جوّا الأقصى”. كان ذلك صوت رئيس السدنة العاملين في الأقصى “أبو خليل الأنصاري”.
استجاب صالح للتوسّل، وألقى بسلاح الرشاشّ تجاه عناصر شرطة الاحتلال الذين تجمّعوا في المكان. وسريعًا وبخفّة سارق خطف المستوطن سلاحه، وأطلق 36 رصاصة توزّعت على جسد صالح، وبقيت أثارها على أحد أبواب قبّة الصخرة؛ فيما تروي ثيابه الموجودة في متحف الأقصى الحكاية للزائرين.
ذكريات تُحكى
رشاد الذي لم يكن قد تجاوز أعوامه الستّة، كان لا يزال ممسكًا بإبريق الحليب الذي لن يشرب منه والده. من هول المشهد، فقد القدرة على الكلام. وسريعًا عاد إلى بيته ثم بدأ يستعيد ما حدث ويرويه لأشقّائه، ولأبنائه بعد ذلك، وحتى اليوم.
تفاصيل عالقة لا يزال يتمسّك بها أفراد عائلة اليمانيّ، ويسعون لنقلها وتورثيها للأجيال، سيّما أن والدهم “صالح” جاء من اليمن، ليهب حياته لفلسطين. فيقول نجله إيّاد لـ هُنا القدس: أبي كان إنسانًا بسيطًا، كرّس حياته للمسجد الأقصى، كما كان سعيدًا بأبنائه الذي أنجبهم، وخاصة أنه وحيد في فلسطين.
ويضيف إيّاد أنه بعد أن غادر صالح، اليمن، لحق به والده كي يقنعه بالعودة، إلا أن الوفاة عاجلته، قبل أن يعود إلى اليمن، فدُفن في القدس، وظلّ صالح فيها، ويشير إيّاد: “بين قبر والدي وقبر جدي سور القدس فقط، فأبي دفن في مقبرة الأسباط ليبقى قريبًا من الأقصى”.
استشهد صالح اليمنيّ الجذور، وترك خلفه عشرة أبناء، أكبرهم (محمد) الذي لم يكن قد تجاوز (17 عامًا)، فيما أصغرهم (بلال) عامين. سبعة ذكور، وثلاث إناث. وكان دومًا يحتفظ بصورة الأصغر (إيّاد) في محفظته ويقبلها باستمرار. فيقول إيّاد عن والده: نفتقده كثيرًا، لقد حُرمنا من كلمة “بابا” منذ طفولتنا، وهو ما انعكس سلبًا علينا”، مضيفًا: لم يترك لنا أبي أملاكًا نرثها، لكنّه ترك لنا سمعةً طيّبةً نحيا عليها، ورغم أن كثيرين لا يعرفون قصّته، إلّا أن من يعرفها يتأثّر بها، ويتفاعل معها.
ماذا فعلت الأوقاف؟!
قطعت الأوقاف الإسلامية في القدس مستحقات صالح فور استشهاده رغم أنّه ترك خلفه عشرة أطفال أيتام. وعن ذلك يتحّدث إيّاد: “الناس هبّت للمساعدة ودعم العائلة، ولم يكن جرس المنزل يتوقف عن الرنين، والكل كان يسأل عن أبناء الشهيد صالح”، إلا أن دعم المجتمع للعائلة توقف بعد فترة من الزمن.
العائلة لم تحصل على أي مساعدة رسمية وكل ما حصلت عليه هو فقط مساعدات شخصية، بحسب إيّاد، لافتًا إلى أن سلطات الاحتلال صرفت للعائلة بعد استشهاد والدهم، تعويض إصابة عمل كاعترافٍ منها على قتل والدهم. أمّا والدتهم فاضطرّت في حينه للعمل في بيع الملابس لإعالة أطفالها.
وكانت الأوقات كانت قد وفرّت سكنًا لصالح مقابل خدمته للمسجد الأقصى، وذلك في وقف الخالدي ببلدة القدس القديمة. وتقول العائلة إنه وفي ذات العام الذي استشهد فيه والدهم، قامت وكيلة الوقف بزيارتهم، وأخبرتهم عدم نيتها آخذ بدل آجار المنزل من العائلة، كونهم عائلة شهيد.
عائلة اليماني كما تقول، اكتشفت أن هذه الزيارة لم تكن سوى حيلة؛ حيث رُفعت ضد العائلة قضية عدم سداد آجار البيت في محاكم الاحتلال الصهيوني وتم إخراجهم منه بالقوة، لينقلوا ويستقروا في مخيّم شعفاط. ويعلّق إيّاد أن البيت تحوّل الأن إلى مكتبة “هذا أهون علينا أنه لم يتم تسريبه للمستوطنين، لكن إخراجنا منه مرفوض”.
اليمن.. والبحثُ عن الجذور!
يبحث أبناء اليماني العشرة بلا كلل ومنذ استشهاد والدهم عن جذورهم اليمنيّة، رغم حرمانهم من الحصول على جواز سفر يمكنهم من الوصول إلى مسقط رأس والدهم. ويروي إيّاد أن العائلة تستخدم موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” على أمل أن يصلوا ويتعرّفوا على أقاربهم في اليمن “أبي أخبرنا أن لنا هناك أعمام وعمات” لكنّ العائلة لم تستطع التعرّف على جذورها اليمنيّة، ويتمنّى أفرادها التواصل معهم والتعرّف على جذورهم، لافتًا أنهم استطاعوا مؤخرًا التعرّف على أبناء أحد الثوار الذين قدموا من اليمن إلى فلسطين، برفقة والدهم.
عائلة اليماني التي تركها صالح خلفه (10)أفراد، امتدت اليوم لتصل (53) فردًا يبحثون عن امتدادهم. إلا أنهم محرومون من استخراج جواز سفر أردني أو يمني “هذا شيء سبب لنا اكتئاب، فمجرد رؤية المسؤولين لنا في مكاتبهم، يستقبلوننا في جملة أنتم تعرفون الجواب، لا جواز سفر لكم “.
ويبين إياد أن سبب عدم تمكنهم من الحصول على جواز سفر، هو ضياع بعض الوثائق المهمة لوالدهم، “تم إخبارنا أن هناك أشخاصًا اقتحموا غرفتيّ والدي في الأقصى، وصادروا ما فيها من أوراق ومحتويات”.
وترجّح العائلة أنه تم سرقة بعض المال الذي كان يحتفظ به صالح في غرفته، “والدي كان يقول لأخي الأكبر أنه يريده أن يكون سائق على خط فلسطين اليمن، ولدينا توقعات أن والدي كان يدخِّر من أمواله ليجمع ثمن الحافلة التي كان سيشتريها لشقيقي”.
وبعد 33 سنة، لا يزال أبناء اليماني على أملٍ بالتعرّف على أقاربهم في اليمن، ولربما يكون بمقدور أحد أبنائهم يومًا ما أن يحقق حلم جدّهم صالح، وأن يعمل سائقًا على خطّ (فلسطين _ اليمن ).
[videopack id=”187418″]https://www.alyemenione.com/wp-content/uploads/2021/05/يمني.mp4[/videopack]
_________
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي