على إيقاع اللقاءات التي أجراها في وقت سابق المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينع، بوزراء الخارجية الخليجيين في نيويورك ضمن خطط بلاده، التي فشلت دبلوماسيا بالدفع نحو تسوية تحفظ ماء وجه حلفائها في الخليج، للملمة ما شتته صراع الأجندة داخل تحالف الحرب التي تقوده السعودية من 7 سنوات.
اشتدت وتيرة الصراع بين فصائل المرتزقة التابعة لدول تحالف العدوان السعودي- الإماراتي في عموم المناطق الخاضعة للإحتلال، منذرة بجولة جديدة من المعارك التي تبدو حاسمة هذه المرة، فما أبعاد وتداعيات التطورات على مساعي السلام في اليمن وما هي أهداف واشنطن وهل هي محاولة لانهاك دول تحالف العدوان التي تتصارع منذ سنوات للسيطرة ونهب مقدرات اليمن أم محاولة لترجيح كفة طرف لها فيه؟
بعد ساعات على إعلان الخارجية الامريكية تفاصيل كواليس اللقاءات التي جمعتها مع وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش وطلبه دعم لحكومة هادي عبر العودة لاتفاق الرياض في تأكيد على حجم الخلافات مع السعودية، أوفدت أبو ظبي جناح الصقور في الانتقالي إلى عدن في خطوة تصعيدية تحاول أبو ظبي التي حظرت أية تظاهرات مناهضة لها في سقطرى توا، من خلالها المناورة لتحقيق مكاسب جيوسياسية على حساب السعودية التي قدمت الغالي والنفيس في هذه الحرب الشعواء عكس أبوظبي التي نفذت بجلدها مبكرا.
حتى الآن تشير التحركات لفصائل الإمارات إلى أن العين على شبوة وحضرموت، حيث بدأت الامارات تصعيد هناك عبر الإطاحة بمدير أمن ساحل حضرموت الموالي للسعودية وتعيين بديل له في خطوة تحاول من خلالها إعادة رسم جغرافيا الشرق الذي تحاول السعودية التهامه كمكسب للحرب.
تدرك الامارات بأن السعودية لن تسمح لها بالتمدد عن حدودها الجنوبية التي لطالما هددت أبو ظبي بنقل المعركة اليها ولو عبر وكلائها في المجلس الانتقالي وتحديدا رئيس الجمعية الوطنية الذي هدد قبيل العيد بالعودة لقيادة معركة وادي حضرموت وقد وصل توا على متن طائرة إماراتية متحديا الحظر السعودي المفروض عليه.
لكنها تحاول الضغط على أمل تقديم السعودية الغارقة في مستنقع الحرب تنازل جديد يمنح الامارات على الأقل جزيرة سقطرى التي ألقت بكل جهد للوصاية عليها، غير أن الواقع يشير إلى العكس فالسعودية رغم وضعها المزري تصعد هي الأخرى ضد ما تبقى للإمارات من أذرع وقد وسعت حربها خلال الساعات الماضية عبر انشاء معسكر جديد لفصائلها في الساحل الغربي المكتظ بعشرات الالوية الموالية للتحالف، ناهيك عن فرض واقعها في حضرموت والتهديد باقتحام عدن عبر تحشيد الفصائل لها إلى أبين وخرق الانتقالي بتظاهرات في عدن.
حتى الآن جميع المعطيات على الأرض تؤكد بأن حربا بالوكالة على قيد الانفجار في مناطق التحالف جنوب وشرق اليمن، والتوقعات تشير إلى أن حرب شرسة وواسعة قد تشهدها هذه المناطق وبدعم اماراتي – سعودي، لكن وبغض النظر عن الأهداف لكل طرف يبقى الموقف الأمريكي حتى الآن باهت مع محاولته نفخ الامارات تارة ومغازلة السعودية في أخرى وهو ما يشير إلى أن واشنطن التي تركز حراكها على مأرب، المحافظة النفطية في الشمال، تحاول إبقاء صراع الحلفاء مستعرا في الجنوب على أمل انضاج طبخة بشان الحرب على اليمن تخدم مصالحها وبما يمكنها من فرض اجندة على الحلفاء في الحرب.
وفي السياق ذاته كشفت وكالة أنباء صينية، الأحد، عن ترتيبات لمعركة واسعة جنوب اليمن.
ونقلت وكالة شينخوا الدولية عن مصادر عسكرية في قوات هادي قولها إن توجيهات صدرت برفع حالة التأهب والاستعداد القتالي في صفوف الوحدات المرابطة في أبين، مؤكدة في الوقت استكمال اطراف الحرب الترتيبات النهائية للمعركة الفاصل مع حشدهما خلال الأيام الماضية قوات واسلحة ثقيلة.
وتوقعت المصادر انفجار مرتقب للوضع عسكريا في ظل التحشيدات المتبادلة على الرغم من اتفاق الرياض الذي أبرمته السعودية والامارات في محاولة لتقليص فجوة الخلافات بالوكالة بينهم في العام 2019، موضحة بأن قوات الانتقالي التي تواصل استقبال قاداتها العائدين من ابوظبي بعد عام على النفي باتت جاهزة اكثر من ذي وقت مضى للمواجهة العسكرية.
وتشهد المحافظات الجنوبية منذ أيام تصعيد من قبل فرقاء “الشرعية” وسط مؤشرات على مواجهات محتملة في هذا الوقت العصيب من حياة الجنوب حيث يحاول كل طرف تحقيق مكاسب لتمثيل مستقبلي في مفاوضات الحل الشامل.