يترقب المتابعين في المناطق الواقعة تحت الاحتلال (جنوب اليمن) ساعة الحسم بين فصائل المرتزقة خاصة مع الحشود الكبيرة التي يقوم بها كل طرف الى مناطق سيطرته والدفع بها الى مناطق التماس في محافظة أبين.
التصعيد الجديد بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا وبين مليشيا الاصلاح المدعومة سعوديا سيكون له نتائج في محاولة وسعي كل طرف للقضاء على الطرف الآخر.. حيث تؤكد المعلومات الواردة من المناطق الجـنوبية ان هناك استعدادات كبيرة من قبل كل طرف ونوايا مبيتة لتجاوز الحالة الموجود في تلك المناطق المحتلة التي تدار من قبل فصيلين مسلحين كل همهما هو السيطرة وارضاء قوى العدوان التي تعمل على تغذية كل طرف بالمال والسلاح لايجاد صراع دائم في الجـنوب.
في الفترة الماضية تم طرد ما يسمى بالشرعية من عدن وعاد إلى عدن المرتزق عيدروس الزبيدي من الامارات وقد خاب ظن الكثير من المواطنين بتلك العودة التي تأتي في وضع مآساوي يعيشه المواطنين في الجـنوب بشكل عام وفي عدن بشكل خاص نتيجة تردي الخدمات والانفلات الأمني.
ويقول محللون ان ما يسمى بالانتقالي حاول ابراز إمكاناته السياسية امام القوى الدولية، وإقناعهم أنه بمقدوره بسط قوته على جغرافية الجنوب، وأن بمقدوره أيضا الحفاظ على استقرار ومصلحة الإقليم والدول الكبرى وقد فشل الانتقالي في لملمة الجنوبيين، وبرزت في كل مدينة من المدن الست قوة جنوبية ممانعة لهذا المشروع، وتشظى الجنـوب أكثر من ذي قبل، ما عدا سقطرى حسم أمرها عبر تدخل عسكري من التحالف نفسه وبمباركة دولية، وعزلت سقطرى عن صراعات الانتقالي والشرعية لخطورة موقعها المائي إلى حين حلحلة تعقيدات الحرب.
واضاف المحللون ان هناك تعقيدات كبيرة في الجـنوب في الجـنوب فحضرموت لن تستكين لعدن، وترفض المهرة حضرموت، وسقطرى أقرب إلى المهرة؛ ولكن في حدود معينة، وشبوة ستثور بقوة على الكل الجـنوبي بما حباها الله من ثروة عظيمة، وعدن ستبقى تندب حظها ومظلوميتها التي لن تتوقف، وستطارد الفوضى أبين ولحج، هذا هو واقع الجـنوب حيث أدرك الانتقالي ضعف حيلته في الأمر وبدأ يقدم الولاء والطاعة للسعودية لعلها تسلمه الجـنوب.
واشار المحللون الى ان هاك قوة ناشئة وهي قوات ما يسمى بالعمالقة التي تم تجميعها من الجهاديين والسلفيين بدعم أماراتي و تتمركز في الخط الفاصل بين مناطق سيطرة الانتقالي الجنوبي من عدن حتى قرية الشيخ سالم وقوات الشرعية التي تتمركز من شقرة حتى المهرة، وهذا معناه إضعاف نهائي لتطلعات الانتقالي ان يرفع العلم في كل مدن الجنـوب بالقوة الشعبية والعسكرية، وفي الاتجاه الآخر لعب اتفاق الرياض في حماية عدن من السقوط المخيف على يد القوة المتربصة بالسعودية والموجودة في عمق القوة العسكرية للشرعية التي تتواجد في شقرة.
واقع الحال يحسب المراقبين لم يرق بعد لما يسمى بالشرعية، والى اللحظة تعيش عدن أسوأ حالاتها، وتنذر بانفجار شعبي من داخلها، بدأ فعليا هذا الأمر وبدعوة مجتمعية في 21مايو 2021، لأول مرة يتشظى المجتمع في عدن، وينقسم ما بين الرافضين لبقاء التحالف في عدن، وبين آخرين يتهمون الشرعية بعذابات كل المناطق الجنـوبية المحررة، وعدد ليس بسيطا يرى الانتقالي هو المتسبب في كل هذه المعاناة، وان خطواته واتفاقاته والتحامه بالشرعية التي تناصب الجـنوب عداء حقيقيا هي التي أوصلت عدن الى هذا الضعف والهوان والمذلة، وانه فشل في استثمار الانتصارات العسكرية على الأراضي الجنوبية واحدث هذه الانتكاسة الكبيرة في الجنوب.