قال خبير عسكري “إسرائيلي” إن الشعور السائد في الرأي العام لدى جيش العدو الإسرائيلي هو “الحزن”، عقب الكشف عن وابل الثغرات الاستخباراتية في رصد منظومة صواريخ غزة، “مما يتطلب من الجيش والمؤسسة العسكرية الإدراك بأن الوقت قد حان للقيام بمراجعة كاملة لأدائه، وسيكون القرار مطلوبا بشأن سؤال واحد: كيف يجب أن يرد الجيش على الإطلاق التالي”.
وقال “أمير بوخبوط” في مقاله بموقع “ويللا”، أن “حرب غزة انتهت بشعور كبير من الحموضة في المستوطن الإسرائيلي، بسبب الإحساس بعدم التناسق بين عمليات الجيش، وما يشعر به الجمهور من قدرة حماس على التسبب بآلاف الحفر الثقيلة في تل أبيب وغوش دان والمنطقة الجنوبية والنقب الغربي، بسبب الفجوة الاستخباراتية التي عانى منها جيش العدو الإسرائيلي“.
وأوضح أن “المخابرات لم تكن على علم بأماكن قاذفات الصواريخ الفلسطينية، مما حدا بأوساط أمنية واستخبارية للقول صراحة أن هذا المجال قد تم إهماله، ولذلك فإن الجيش قد فشل، رغم أن نداف أرغمان رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك، حذر من جهود حماس الشديدة في تكثيف قدراتها الصاروخية، لأنه في بداية العملية قدم الجيش معطيات تحذر من احتمال حدوث تدهور أمني، لذلك ألغى كوخافي رحلته للولايات المتحدة”.
وتابع بأن “مصادر في هيئة الأركان العامة زعمت أن المعلومات حول إطلاق الصواريخ الستة باتجاه القدس كانت متأخرة للغاية، وغير واضحة بما فيه الكفاية، ولم تأت بأفضل طريقة ممكنة، لكن الجيش كان عليه أن ينتظر يوماً واحداً على الأقل في الجو وعلى الأرض، وفي تشكيلات أخرى من أجل الرد بقسوة وفقاً توجيهات المستوى السياسي، وربما لو بذل الجيش جهودًا كبيرة لمواجهة المعركة، لحقق إنجازات أفضل فيها”.
وأوضح أن “أهداف الحرب التي أمرت بها القيادة السياسية الإسرائيلية كانت غامضة وعامة للغاية، مثل: تحقيق هدوء طويل الأمد؛ وحدد الجيش لنفسه أهدافًا واضحة للهجوم، بما في ذلك القدرات الأساسية لحماس، كالأسلحة، والصواريخ، والطائرات بدون طيار، والمركبات الجوية غير المأهولة، ومواقع القيادة والسيطرة، والقدرات السيبرانية، القوة البرية والبحرية الخاصة لحماس، واغتيال نشطاء، بمن فيهم مسؤولون كبار، لكن الجيش ترك العديد من علامات الاستفهام بعد انتهاء الحرب”.
وأكد أنه “في مجال الإعلام، تركت الحكومة الإسرائيلية، كعادتها، المسرح للجيش، الذي رد ببطء وبصعوبة، دون استراتيجية واضحة، لأن هذا لم يكن بالضرورة دوره، ولذلك تم توجيه انتقادات لاذعة للجيش من الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص، ورغم المعلومات الاستخباراتية عن شن حرب إلكترونية ضد الجيش الإسرائيلي، لكن الرد جاء الرد، وألحق ضرراً بإسرائيل”.
وأضاف أن “المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي عليهما أن يفكرا في إنهاء آليات الصراع الحالي مع حماس، وأولها استئناف التهدئة معها، لأن حماس مهتمة بعملية إعادة تأهيل سريعة لقدراتها، فيما تصر حماس على إنجاز المشاريع الكبيرة، واشتراط تحويل الأموال من المانحين بحل قضية الأسرى والمفقودين، رغم أن ذلك قد يحمل إمكانية لأن تنقلب الساعة الرملية رأسًا على عقب للحملة المستقبلية مع حماس”.