حققت المقاومة الفلسطينية 10 إنجازات خلال 10 أيام من القتال العنيف بين الفلسطينيين وكيان العدو الإسرائيلي، بعضها غير مسبوق من نوعه.
وأول انجاز حققته المقاومة الفلسطينية في فترة الصراع هذه، أنه في الانتفاضة الجديدة وعلى عكس الانتفاضات السابقة، تحول حجم التعاطف الفلسطيني ومداه إلی نموذج بارز وواعد بالطبع. في الصراع الأخير الذي استمر 10 أيام في غزة والضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة منذ عام 1948م.
وأخيراً المخيمات الفلسطينية في جميع أنحاء المنطقة، بدءا بسوريا ولبنان ومرورا بالأردن، إلخ..، عمل الجميع معًا علی تحقيق انسجام وتعاطف تام وتکلف کل منهم حصة من نضال الشعب الفلسطيني الموشك علی النسيان وحققوه علی أرض الواقع.
أما الإنجاز الثاني: فهو یعود إلی الظروف التي أعقبت “صفقة القرن” التي أطلقها ترامب؛ فقد أعلن بطلان هذه القضية إلى الأبد.
وفي إطار الإنجاز الثالث، تم وأد مشروع تطبيع العلاقات مع إسرائيل حيا. في ظل الظروف الجديدة، يطالب مسلمو العالم بإنابة واعتذار وتوبة المطبعين مع إسرائيل.
أما الإنجاز الرابع المترتب علی تطورات فلسطين هذه الأيام فهو أنه يبدو أن بنيان رهان یدعی “التطبيع” یکون قد انهار ويبدو أنه لا مؤيدو التطبيع ولا الصامتون عنه يجرأون علی التفکير في تطبيع العلاقات في القريب العاجل.
الانجاز الخامس الناتج عن الأحداث الأخيرة هو أن الشعب الفلسطيني عرف أصدقاءه الحقيقيين من المتظاهرين بالصداقة والتضامن مع القضية الفلسطينية، وتوصل إلى استنتاج مفاده أنه ينبغي فصل المنتهزين والمتحفظين عن الأوفياء الحقيقيين للقضية الفلسطينية.
الإنجاز السادس المنبثق عن التطورات الأخيرة تمثل في عدم كفاءة القبة الحديدية لإسرائيل. خلال هذه الفترة، وفي ظل إطلاق الصواريخ على إسرائيل على نطاق واسع، أصبح النظام الأمني معيبًا تمامًا وغير فعال.
و الانجاز السابع، خلقت التجربة الناجحة لاستخدام الطائرات المسيرة، والكورنيت، والصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والرؤوس الحربية الموجهة نحو کل أرجاء إسرائيل خلقت ظروفًا جديدة مترافقة مع الخوف والهلع والتهديد للمسؤولين الإسرائيليين، وبالتالي المستوطنين الإسرائيليين.
الانجاز الثامن لهذه الفترة من الصراع هو النضج السلوكي للمقاومة في نوعية الحرب ، مع اختلاف ذي مغزی وهادف عن الحضور في مسرح الصراع مع إسرائيل مقارنة بحربي الـ 22 يومًا و الـ 33 يومًا. في هذه المرحلة ، تسببت المقاومة أيضًا في انعدام الأمن في بعض المناطق القريبة من قطاع غزة، بما في ذلك عسقلان وأشدود وغيرهما، الأمر الذي یتوقع معه انخفاض ثقة المستوطنين في النظام وبالتالي عدم رضاهم بتحمل مخاطر العودة والعيش في هذه المناطق من جديد.
أما الانجاز التاسع فهو يعود إلی تشديد وتعميق شجاعة الفلسطينيين في النضال ضد إسرائيل في کل أنحاء فلسطين من جهة، واكتسابهم أساليب ونماذج جديدة في النضال ضد هذا النظام من جهة أخرى. إضراب ما يقرب من مليوني فلسطيني في الأراضي المحتلة وإغلاق أجهزة مهمة من النظام، ووقوع الاشتباكات مع القوات الصهيونية بطرق مختلفة.
بما في ذلك شن الهجمات عليهم بالأسلحة البيضاء، ودهسهم بالسيارات، والمواجهات المباشرة معهم في المدن، وإنزال علم النظام في الناصرة، وحيفا، إلخ والهجوم على السفن الإسرائيلية بالنظر إلى أن 85٪ من التجارة الإسرائيلية تتم عن طريق البحر وكلها أساليب وطرق جديدة في النضال تم ادراجها على جدول أعمال الفلسطينيين.
وفي نهاية المطاف فالانجاز الأخير والرئيس هو أنه في فترة الصراع هذه، احتلت قضية فلسطين، التي تم دفعها إلى الهامش تقريبًا لبعض الوقت جراء إقدام بعض العرب علی التطبيع ومسابقة آخرين منهم للانضمام إليه، احتلت القضية مرة أخرى الأولوية لدی المسلمين ومحرري العالم.
التعاطف العام للمسلمين في المنطقة والعالم مع المقاومة، وتعاطف المسلمين وغير المسلمين خارج المنطقة ابتداء بأمريکا وبريطانيا وفرنسا ومرورا بالدول الأوروبية الأخرى، وأخيراً الدعم الواسع للناس في الفضاء الإفتراضي عبر الهاشتاغ والوسوم المختلفة ومن خلال الأدب الخاص بهذا العالم الاعلامي الجديد، هذه کلها تميز هذه الحقبة من الانتفاضة الفلسطينية المقدسة ضد إسرائيل.
العالم