وجه مغردون فلسطينيون رسالة شديدة اللهجة لمرتزق الإمارات وسيم يوسف في ظل ما يتبناه من تأييد علني فاضح لإسرائيل وعدوانها في القدس المحتلة وقطاع غزة.
وسخر المغردون في مقطع فيديو من وسيم يوسف واتهموه بأنه متصهين يروج للنظام الإماراتي ومواقفه المشبوهة مقابل المال.
وعلى مدار أيام اجتاحت موجة سخرية وغضب عارمةٌ مواقع التواصل الاجتماعي من يوسف بعد أن نشر مقطع فيديو جديداً يدافع فيه عن إسرائيل، ويدعم تطبيع بلاده لعلاقاتها معها. واتهم يوسف دولاً أخرى بإثارة الأزمات والقلاقل في البلدان العربية، مبرِّئاً تل أبيب من كل الصراعات والمشاكل التي تعرفها الدول العربية.
في بداية خطابه، وبصوتٍ أقرب إلى الصراخ، خاطب الداعية المعروف بالترويج لخطابات أبوظبي، منتقدي التطبيع الإماراتي. وقال “انظروا إلى أنفسكم قبل النظر إلى إسرائيل، اصمتوا أشرف لكم، مَلَلنا شعاراتكم الرنانة، استحوا قليلاً، اخجلوا على أنفسكم، فوالله أفعالكم إبليس سيتبرأ منها”.
ووصف يوسف هؤلاء المنتقدين بـ”المُزايدين على معاهدة السلام مع إسرائيل”، مبرِّئاً تل أبيب من كل الأزمات والصراعات التي يعرفها العالم العربي، فيما اختار توجيه اللائمة للإخوان المسلمين. وصرح في هذا الخصوص قائلاً: “سأخبركم بالقصة، لأولئك العرب الذين يزايدون، إسرائيل لم تحرّض أبناء مصر على مصر، ولم تُخرج أبناءها لقتل المصريين.. نعم، إسرائيل لم تفجّر ولا تقسّم ليبيا”.
وقد اجتاحت التعليقات الغاضبة والساخطة من تصريح الداعية الإماراتي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً أن الأمر يتعلق بداعية ديني، يروّج لمواقف سياسية، ويرمي إسرائيل بالورود.
وفي الوقت الذي وصف فيه كثيرون موقف الداعية بـ”العار” و”قمة النذالة”، فإن معلقين آخرين اعتبروا أن أكبر الخدمات التي قدَّمتها مواقف هذه الدول للعرب والمسلمين، هي أنها كشفت الوجه الحقيقي للعديد من الدعاة.
ووسيم يوسف ليس إماراتي الأصل؛ بل هو مواطنٌ أردني ينحدر من مدينة إربد، مُنح الجنسية الإماراتية في عام 2014، بعد أشهُرٍ من إمامته جامع الشيخ زايد في العاصمة أبوظبي، أكبر وأهم جوامع العاصمة. ومنذ مهاجمته “الربيع العربي” في 2012، لعب دوراً لا يستهان به في التسويق لسياسات الإمارات المناوئة لجماعات الإسلام السياسي.
إذ يرجع وسيم يوسف الفضل في المكانة التي يحظى بها في الإمارات إلى أنه كان من أوائل المشايخ المهاجمين لثورات “الربيع العربي”، في وقتٍ كانت فيه أغلبية الدعاة يؤيدون الخروج على الحكام والحركات الثورية.
وفي بداية شهر فبراير/شباط 2020، أصدرت السلطات الإماراتية قراراً يقضي بإعفاء يوسف من إمامة وخطابة مسجد زايد الكبير في العاصمة أبوظبي.
كما أصدرت النيابة العامة في أبوظبي، الخميس 20 فبراير/شباط 2020، بلاغاً يتهم يوسف بالترويج على وسائل التواصل الاجتماعي، لأفكار من شأنها إثارة الفتنة في المجتمع والعنصرية، وإحالته إلى محكمة أبوظبي الابتدائية.