فضح موقع أمريكي ممارسة النظام الإماراتي تضليلا إعلاميا واسعا لتلميع جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال موقع ميدل إيست مونيتور إن آلة الإمارات الدعائية ركزت على شيطنة الفلسطينيين وتشويه نضالهم المشروع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وجاء في التقرير: خلال الأسبوع الماضي، شهدت القدس وفلسطين المحتلة مرة أخرى تحركًا جماعيًا شعبيًا، وهو رد فعل شبه تلقائي على الظلم والقمع المتكرر وسط عمليات الإخلاء في الشيخ جراح.
ومع ذلك، في خضم كل العنف والفوضى، تنشأ رواية خفية إلى حد ما لكنها مخادعة من إسرائيل وحليفتها الإمارات. ليس من الحقائق الخفية أن شبكة العلاقات العامة الإسرائيلية الواسعة تدور حول الواقع على الأرض في فلسطين لتصوير أعمال شغب مستوحاة من الجهاد وتشكل تهديدًا وجوديًا للدولة.
ما يبدو غير مناسب هو الدعم والرد المنبعث من النظام الإماراتي والذباب الالكتروني التابع له. على الرغم من “اليد الخفية” إلى حد ما والنهج الهادئ في القضية الفلسطينية، فإن شبكة المعلومات المضللة الاستباقية في الإمارات ودعمها الأعمى لسرد القصص الانتقائي لإسرائيل يخبران الكثير عن استراتيجيتها الممتدة في فلسطين.
“ارهابيون” و”مشاغبون” و”ناكرين للجميل” و”أغبياء” مصطلحات ولغة التي يستخدمها المؤثرون الإماراتيون وهم يغردون ويتحدثون بترخيص من حكومة لتقييم ووصف الأحداث في القدس. وتقترب لغة الآلة الدعائية الإماراتية بشكل غريب من تلك المستخدمة لعقود من قبل الرافضين اليمينيين في إسرائيل وآلات العلاقات العامة الرسمية.
تتمحور الروايات المستخدمة في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية حول أربع ركائز متقاطعة: عدم القدرة على تفسير الصراع بسبب تعقيده، حجة الدفاع عن النفس ضد “مقاتلي حماس الجهاديين المتعصبين”، وصم المعارضة والنقد بـ “معاداة السامية”، وتطرف الاحتجاجات الفلسطينية.
هذه الروايات، على الرغم من رعايتها للاستهلاك الغربي، ترددت في عمليات التضليل الإماراتي، خاصة على منصات مثل تويتر بهدف رعاية صورة لفلسطيني متهور وعنيف وخطير. يعمل الذباب الالكتروني الإماراتي على التطبيع وفتح منبر للرأي العام لقبول العلاقات الأخيرة مع الإسرائيلي “العقلاني” الذي يأخذ السلام بجدية أكبر.
لقد أقام العديد من المستويات العليا في التيارات السياسية والدينية في أبو ظبي تحالفات واضحة بين الروايات الإسرائيلية المكرسة للتعصب ضد الفلسطينيين والمشاعر المعادية لحركة “حماس” مما أعاد صياغة العوامل لخدمة قضية إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وسيم يوسف على سبيل المثال خطيب معروف بعلاقاته الوثيقة مع الحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يتهم حماس بـ ” جعل غزة مقبرة للأبرياء والأطفال”. يلمح وسيم يوسف إلى سخرية حماس من “إطلاق الصواريخ” ولكنه “يبكي ويصرخ للعرب” عندما يعود الرد الإسرائيلي.
هذا التفكير الاستنتاجي وإعادة صياغة الأحداث يؤسسان الإرهاب في غزة كنتيجة مباشرة لـ “دعم حماس” و”مرض الإخوان المسلمين”، وإخراج العنف الإسرائيلي من الصورة. على نفس الأرض هو المؤثر آخر الإماراتي حسن سجواني، بسخرية “لماذا لا يمكن أن المحتجين الفلسطينيين فقط إخلاء المسجد الأقصى وببساطة العودة إلى ديارهم”.
كما اختار المؤثر الإماراتي حمد الحوسني تكرار الروايات التي وضعها فيديو حساب إسرائيل بالعربية، مدعياً أن المتظاهرين كانوا في الواقع وكلاء لحماس، قائلاً: “الله يحمي الحرم القدسي الشريف من تلطيف الإرهاب”. لا يمكن اختزال هذه الحالات في مجموعة عشوائية من الإماراتيين يعبرون عن آرائهم السياسية الخاصة؛ تدفق الرسائل السياسية في بلد يتم فيه تجريم النشاط السياسي وتعاقب عليه الدولة.
إنها جزء من حملة التضليل الإعلامي التي تقودها الإمارات والتي تستهدف دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لخلق انطباع بالسخط الشعبي من أي شكل من أشكال المقاومة والديمقراطية والسلطة للشعب. ضمن هذا تأتي تكتيكات غسيل الهاشتاغ لمزيد من الأجندة الجيوسياسية المحددة.
وهكذا فإن أعمال العنف الأخيرة التي حرضت عليها إسرائيل في القدس قد وفرت منبرًا يمكن لأبو ظبي من خلالها استخدام اللغة أيديولوجيًا مرة أخرى للمساعدة في تقديم الفلسطينيين. وذلك كمبادر للعنف عكس الأنماط داخل وسائل الإعلام الغربية لإخفاء الأصول الإسرائيلية للعنف مع التلميح إلى تكافؤ زائف للقوة داخل المقاومة الفلسطينية.
مع تأطير العنف الإسرائيلي على أنه “رد”، يتولد على الفور انطباع بأنه لو امتنع الفلسطينيون عن المقاومة، لما تعرضوا للهجوم. وهكذا يمكن للمرء أن يرى بوضوح النغمات الاستعمارية في هذه الرواية المصممة بعناية على الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى ومحاولة فرض الاستسلام خلال شهر رمضان المبارك في رواية تقودها شخصيات مدعومة من الإمارات لهزيمة إرادة الشعب التي يدمجونها على أنها إرادة قوة خارجية أكبر.