كشفت تقارير غربية عن تورط ضباط سعوديون بمحاولة الانقلاب في تركيا عام 2016 وأن أنقرة اتخذت إجراءات رسمية في مواجهة ذلك.
وأكدت صحيفة نورديك مونيتور السويدية، أن السلطات التركية حققت مع ضباط سعوديين كانوا منتشرين في قاعدة إنجرليك الجوية التركية، بشأن تورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وأشار تقرير للصحيفة إلى أن المسؤولين الأتراك كانت لهم شكوك بشأن تورط السعودية في محاولة انقلاب عام 2016.
وهو ما أدى إلى اتخاذ إجراءات جادة من جانب المدعين الأتراك، الذين حققوا سرا مع ضباط سعوديين منتشرين في القاعدة.
وثائق جديدة
ووفقا لوثائق عسكرية سرية حصلت عليها نورديك مونيتور، نظرت السلطات التركية في تحركات الرعايا السعوديين الذين تم نشرهم في قاعدة إنجرليك بالقرب من سوريا كجزء من التحالف العالمي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وكانت السعودية أرسلت في فبراير/شباط 2016، طائرات حربية إلى القاعدة التركية لدعم الحملة الجوية ضد أهداف تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
وتشير الوثائق إلى أن العسكريين السعوديين المقدمين أحمد العامري ومحمد الشمراني والعقيد فلاح السبيعي والنقيبين طلال العفيفي وأنس القواد، والرقيب مرضي العناز ومدني آخر يدعى سعود المزري كانوا في الشبكة الواسعة التي حقق فيها المدعون الأتراك.
وتشير إحدى الوثائق إلى أن المدعين حصلوا على سجلات دخول وخروج لقاعدة إنجرليك الجوية في 14 و 15 يوليو / تموز 2016 ونظروا في الأسماء الواردة في السجلات والتي تضمنت من بين آخرين، خمسة مواطنين سعوديين.
ويؤكد التحقيق وفق التقرير الشرخ الكبير بين تركيا والسعودية في السنوات الأخيرة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علنا الكتلة التي تقودها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لما لجهودها في تقويض صعود المسلمين ووحدتهم ونجاحهم.
ووصفهم وقتها بالحمقى لتجاهلهم قمة ماليزيا التي عقدت في ذلك الوقت؛ واتهمهم بتأجيج الصراع الداخلي في الدول الإسلامية وتمويل محاولة الانقلاب عام 2016 في تركيا، بحسب الصحيفة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، انتقد أردوغان مجددا السعودية واتهمها هذه المرة بقتل عشرات الآلاف في اليمن وتدمير البلاد، وطالب بمحاسبتها.
وبالعودة إلى التحقيق تم جمع عشرات الأسماء في سجل الدخول والخروج لقاعدة إنجرليك في 48 صفحة من قبل الملازم في مكتب العمليات والتدريب سليم كاياب.
دليل في القضية
وتشير وثيقة أخرى مختومة بالسرية وموقعة من قبل الرقيب إركان بوياجي إلى أنه تم تسليم السجلات إلى فريق مفوض من قبل مكتب المدعي العام في أضنة.
وتكشف الوثيقة التي تم إدخالها كدليل في ملف القضية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أن التدقيق شمل السجلات وأيضا لقطات كاميرات المراقبة في وحول قاعدة إنجرليك الجوية، والتي تم تسليمها إلى المدعي العام.
ليس من الواضح ما حدث لهذه السجلات في النهاية، حيث لا يظهر الدليل الورقي كيف تم تقييم هذه الأدلة وأخذها في الاعتبار في التحقيق الذي أجرته السلطات التركية في مقاطعة أضنة، حيث توجد قاعدة إنجرليك الجوية.
وفي سياق متصل اتهم مسؤولون في الحكومة التركية الولايات المتحدة بالتورط في الانقلاب الفاشل. وكان من بين هؤلاء وزير الداخلية سليمان صويلو.
وكرر صويلو نفس الاتهامات في عدد من المناسبات، قائلا إن فتح الله غولن المقيم في أميركا منذ عام 1999، يفتقر إلى القدرة على شن مثل هذه المحاولة.
تتهم الحكومة التركية غولن، رجل الدين البالغ من العمر 79 عاما بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل. ومن جهته نفى الرجل لعب أي دور في محاولة للانقلاب وطلب إجراء تحقيق دولي للتحقق من الجناة الحقيقيين، وهو اقتراح رفضه أردوغان.
وفي يناير/كانون الثاني 2018، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على شبكة التلفزيون الحكومية TRT إنه سلم لوزير الخارجية الأميركي آنذاك ريكس تيلرسون مطالب الشعب التركي بشأن إنجرليك خلال اجتماع في فانكوفر.
وفي فبراير/شباط 2018، كرر تشاووش أوغلو نفس التهديدات وقال إن الشعب التركي طالب بإنهاء وصول الولايات المتحدة إلى كل من قاعدة إنجرليك ومحطة الرادار كورسيك.
وفي يوليو/تموز 2018، أثار أردوغان لأول مرة مسألة إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية أمام الأميركيين، تلتها تعليقات مماثلة من حليفه القومي الجديد دوغو بيرينجيك (رئيس حزب الوطن التركي).