قال موقع “بريكنج ديفينس” إن السعودية تعمل على تقوية علاقاتها مع اليونان في مواجهة إيران و تركيا في البحرين الأبيض والمتوسط.
وأوضح الموقع أن اليونان قدمت نظام صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى السعودية لمساعدتها على حماية منشآت الطاقة الحيوية من هجمات انصارالله والتعامل مع استعراض العضلات التركي في المنطقة.
ووفق الموقع، يعد هذا أول اتفاق رسمي بهذا النطاق الواسع بين البلدين، ويرغب المسؤولون السعوديون في إقامة علاقات ثنائية مع دول تشترك في مخاوف مماثلة.
ونقل عن مسؤولين أن الفكرة هي مواجهة استعراض العضلات التركية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر (عبر تواجدها القوي في دول القرن الأفريقي).
وأشار إلى أن الرياض بهذه الخطوة ترد على تركيا من خلال إقامة تحالف مع اليونان منافسة أنقرة والقيام بمناورات فى المنطقة المجاورة.
والشهر الماضي، أجرت أثينا والرياض تدريبات مشتركة لتطوير مهارات الطواقم الجوية والتقنية ودعم استعدادها وتبادل الخبرات في جميع المجالات.
ومع ذلك، ينقل التقرير عن مسؤولين وخبراء إقليميين أن هذه الخطوة لا ترقى إلى تحول استراتيجي كبير في المنطقة.
ونقل الموقع عن “يزيد الصايغ”، وهو زميل كبير في مركز “مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط”، قوله إن “التعامل مع اليونان في مثل هذا الجانب المهم من التكنولوجيا العسكرية يرسل إشارة سياسية قوية”.
كما نقل عن العقيد المتقاعد في سلاح الجو الكويتي، “ظافر العجمي”، أن الرياض تتعرض لضغوط شديدة من هجمات انصار الله وعليها حماية سمائها بأي ثمن، وفق التقرير.
وأضاف: “مع سحب الولايات المتحدة للمعدات العسكرية من المملكة، لا يملك السعوديون ترف الاختيار.. وسيتعين عليهم اختيار حليف للولايات المتحدة في الناتو للحصول على دفاع جوي للمساعدة في تعزيز دفاعاتهم وتأمين إمدادات الطاقة العالمية”.
وتعتمد السعودية التي تقود تحالفا عسكريا لإحتلال اليمن منذ عام 2015 بشكل كبير على بطاريات الباتريوت لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تُطلق على المملكة بشكل يومي تقريبا من قبل انصار الله كرد طبيعي و مشروع على عدوان السعودية و حصارها المستمر على الشعب اليمني.
والشهر الماضي، وقعت السعودية واليونان، اتفاقا لتزويد المملكة بمنظومات الدفاع الجوي الصاروخي من طراز “باتريوت”.
ويأتي توقيع الاتفاق بين الرياض وأثينا، في وقت تتصاعد فيه هجمات انصار الله من اليمن على المملكة باستخدام الطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، استهدف بعضها منشآت الطاقة السعودية وأهدافا أخرى ذات طبيعة حساسة.
وكانت العلاقات قد توترت بين السعودية وتركيا على خلفية عدة قضايا، أبرزها مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، ومطالبة تركيا بالكشف عن الآمر الحقيقي بتنفيذ عملية الاغتيال، والذي تشير تحقيقات إلى أنه ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”.
لكن تقارير حديثة أشارت إلى حدوث تقارب جديد بين الطرفين، على خلفية فوز “جو بايدن” بانتخابات الرئاسة الأمريكية، التي جرت أواخر العام الماضي، علاوة على إقرار المصالحة الخليجية، وإن كانت الأيام الأخيرة شهدت تحركات سعودية هنا ولقاءات هناك توحي بنذر توتر جديد.