عندما ننظر إلى بسمة طفل يتيم أو فقير، وعندما نلتمس راحة بال ممن اثقلت كاهلهم ظروف المعيشة، هنا يمكننا الإجادة بان الدين قد قامت له قائمة، وهذا ما لمسناه من الجهود العظيمة ذات المجالات المتنوعة والمتفرعة في عدة محافظات يمنية للهيئة العامة للزكاة.
بداية من الأعراس الجماعية وصولا إلى كسوة المحتاجين، وتشغيل اليد التي تضورت جوعا في يوما من الأيام، وتفقد أحوال المتعفيين خلف الجدار، وصرف الزكاة في مصارفها الصحيحة وتزكية النفوس بفرض أداء فريضة إخراج الزكاة.
لاحظنا في ما مضى من الاعوام تجاهل عظمة هذه الفريضة وخطورة التقصير في إخراجها، كما لاحظنا عبث علماء السوء بتشريعات الله تعالى وتقديمها ناقصة لا أهمية لها، وكل ذلك كان له نتائج محتومة في انحطاط نفسيات المجتمع والبعد من الله واللا مبالأة بخطورة التفريط والتقصير، ناهيك عن البعد الشاسع عن قوله تعالى ( وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).
فهذه الخطوات القرآنية تبشر بالخير الوفير، وتحسم قضية تدخلات العدو فيما شرعه الله من خلال علماء البلاط، فتلك البسمة وتلك البهجة بكسوة العيد لجديرة بان تسطر نصرا على تلك الضروف القاسية التي يعيشها الشعب اليمني، وتلك هي الرحمة الإلهية التي جعل بها للفقراء حقا مفروضا في أموال الاغنياء حتى لا يشعر الأول بالدونية والأخر بالتعالي.
فـالتكافل كان لابد له من تمكين حتى يؤتي أكله.. وهذا التمكين الذي سيخلق المساواة ويملئ حيزا من فراغ الفقر المدقع والذي تعاني منه الغالبية القصوى من الأسر اليمنية، نتيجة لما زرعه النظام السابق من واقعا مريرا للبطالة، ونتيجة لحصار العدوان وقطع الرواتب، كما أن هذه الخطوات ستحد من استغلال المنظمات للوضع المأساوي في اليمن والتي نالت منه نصيب الأسد باسم الإغاثات والمساعدات لمصلحتها الخاصة.
لا نريد تأطير المسألة في كسوة العيد والأعراس الجماعية، فما تستغله المنظمات أكبر من ذلك، وهوا ذاته ما ركزت عليه الهيئة العامة للزكاة، وهي تلافي حاجات الفقراء بشكل عام وفتح مشاريع يستفيد منها المحتاجين كدخل يومي، وتشغيل الايادي العاملة بحرفية لما فيه مصلحة الأسرة، فـالكثير ممن يعانون من البطالة لهم إختراعات وابداعات وعقول عظيمة تستطيع النهضة بالوطن وليكن السبب هي تلك المشاريع الحكيمة للقائمون على اعمال الهيئة.
ولتكن النظرة للجميع دون مجاملات فـالله تعالى لم يجامل احدا بالذكر والشخصنة، والقصد هناء للفقراء، فمن المعيب أن يبتسم طفل وآخر يذرف الدمع، كما أن هذه الأعمال لا يجب أن تختص بشهر معين ومناسبات معينة بل من العظيم أن تكون على مدار العام، خاصة توزيع السلال الغذائية وفتح المخابز والمطاعم الخيرية والتي هي أهم، كذلك تشغيل النساء ذوي الحاجة واشغالهن بما يحفظ لهن كرامتهن، حيث وللفقر آفات لا يحمد عقباها خاصة بوجود منظمات العهر والتي تستغل حاجة المرأة وإدخالها في مأزق لا عودة منه!!
هذا هو المسار الصحيح وهذا ما نأملة من جميع الجهات المختصة في تحمل المسؤولية الكاملة تجاه الوطن والشعب والقضية بشكل عام، حتى تغلق أبواب استغلال حاجة الشعب ويغلق باب الشيطان وأولياءه بشكل عام، كل التحية والتقدير للجهود الإيمانية والعاقبة لمن نصر المستضعفين وطبق آيات القرآن الكريم، وأقام القصد وقال وفعل، والعاقبة للمتقين.
_______
إكرام المحاقري