ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قدم عروضا خلال محادثات وفد سعودي مع وفد إيراني في بغداد تصل إلى حد وقف قطار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الصحيفة اللبنانية إن السعودية تستعجل عقد جولة إضافية من المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين، في إطار التوجّه الجديد الذي أظهرته في الآونة الأخيرة إذ نقلت عن مصادر قالت إنها مطلعة على المحادثات بين الطرفين، قولها إن “الجانب السعودي أكد للإيرانيين أن المملكة لا تريد تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، وترغب في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع طهران”.
وأضافت على لسان المصادر التي لم تسمها أن السعوديين طلبوا بصورة أساسية وقف الصواريخ والمسيّرات التي يطلقها انصارالله على أهداف سعودية، وأبدوا استعدادهم في المقابل لقبول دور كبير لهم في حكم اليمن.
وذكرت الصحيفة أن “الوفد السعودي قال إن ابن سلمان ليس وهّابياً، ولا يكره الشيعة، كما يتمّ تصويره”.
ووفق تحليل الصحيفة فإن تغير المواقف السعودية جاء مدفوعا بجملة أسباب “لعلّ أبرزها تبنّي إدارة جو بايدن خيار التخفّف من الأحمال الثقيلة عليها في هذه المنطقة”.
والشهر الماضي كشفت صحيفة “فايننشال تايمز”، عن لقاء جمع مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبارا، حيث أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين.
وأضاف تقرير الصحيفة نقلا عن أحد المسؤولين، أن الجولة الأولى من المحادثات السعودية-الإيرانية أجريت في بغداد في التاسع من نيسان/ أبريل وتضمنت مباحثات بشأن هجمات انصار الله وكانت إيجابية.
من جهتها قرأت مجلة “فورين بوليسي” التوجه السعودي الجديد بأنه انعكاس لجدية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحويل تركيزها بعيدا عن الشرق الأوسط.
وتابعت: “الولايات المتحدة توقفت عن طمأنة شركائها الأمنيين في المنطقة بأنها ستواصل دعمهم دون قيد أو شرط، بغض النظر عن السلوك المتهور الذي ينخرطون فيه”.
وأشارت المجلة إلى أن السياسة الخارجية لواشنطن تتمثل في انسحابات عسكرية وشيكة من المنطقة، مقابل تعزيز الدبلوماسية الإقليمية.
ومع احتفاء وسائل الإعلام القريبة من محور طهران بما تصفه بالتوجهات السعودية الجديدة، إلا أن وسائل الإعلام المقربة من السعودية لم تبد ذات الحفاوة.