نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تدوينة حاولت من خلالها بطريقة تناقض الواقع تلميع صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ضمن مسلسل “الغزل المتبادل” بين الجانبين كثمرة من ثمرات التعاون السري القائم منذ سنوات.
وكالت الخارجية الإسرائيلية المديح لبن سلمان حيال تعامله مع المرأة السعودية، متجاهلة ما تتعرض له من انتهاكات حاطة بكرامتها خصوصا ناشطات الرأي المعتقلات بالسجون.
وكتب حساب “إسرائيل بالعربية” التابع للخارجية الإسرائيلية قائلا: “مجال آخر تتألق فيه المرأة السعودية! ببصمة متميزة، وأسلوب متقن، تمكنت من فتح جميع الأبواب، ودخول كافة المجالات”.
سيما بعد إطلاق الرؤية السعودية 2030، التي أسهمت -وفق مزاعم التغريدة- “في تمكين المرأة من العمل في اختصاصات مختلفة، منها أخيرا المجال السياسي والدبلوماسي”.
تعذيب وتحرش
وربط نشطاء بين هذا التغريدة ومحاولة إسرائيل تلميع صورة بن سلمان وامتداح تعامله مع المرأة، بغض النظر عما تتعرض له في سجون ابن سلمان من تعذيبٍ وتحرشٍ ومضايقات.
وأشار النشطاء إلى سلسلة الاعتقالات التي شنتها الحكومة السعودية خلال السنوات الأخيرة، وطالت نساء بينهن مدافعات عن حقوق الإنسان وناشطات.
وتحدثت المعتقلات في رسائل مسربة عن تعرضهن للعنف والتعذيب في المعتقل.
وأكدت المعتقلات أن المحققين قاموا بصعقهن بالكهرباء وجلدهن والتحرش بهن وملامستهن وهن قيد الاعتقال.
وكتب الناشط تركي شلهوب على تويتر قائلا: “لغض النظر عن هذا كلّه نقول: “قل لي من يروّج له أقل لك من أنت”!
زيارات متبادلة
وقد ازدادت مؤشرات التقارب بين المملكة والدولة العبرية منذ تسلم ولي العهد السعودي منصبه في 2017.
ففي تشرين الثاني نوفمبر 2020، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أجرى زيارة غير مسبوقة إلى السعودية وعقد محادثات سرية مع الأمير محمد بن سلمان.
وانعقد اللقاء في منطقة نيوم في شمال غرب السعودية، وبحضور وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو.
لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان زعم في وقت لاحق عدم صحة التقارير التي تحدّثت عن اللقاء بعد أن كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب عن هذا اللقاء.
كان ولي العهد السعودي صرح في نيسان 2018 أن الإسرائيليين لهم “حق” في أن يكون لهم وطن، فيما يعتبر تحولا ملحوظا في الموقف السعودي من إسرائيل التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية معلنة مع السعودية حتى الآن.
سبق هذه التصريحات زيارة أجراها بن سلمان في أيلول سبتمبر 2017 إلى تل أبيب وصفتها الصحافة الإسرائيلية بالمحورية.
وأكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن زيارة بن سلمان أنعشت موجة التطبيع التي شهدتها البلدان العربية مع إسرائيل، في الأشهر الأخيرة من 2020.
وقالت إنه على الرغم من سرية الزيارة، التي لم يعترف بها أي مسؤول رسمي بشكل صريح، إلا أنها أثمرت صورا تذكارية تاريخية في 2020.
ولطالما كانت المملكة شديدة الحساسية حيال إي إعلان عن تقارب مع إسرائيل خشية حدوث ردود فعل وانتقادات بما في ذلك في الداخل السعودي، في صفوف العائلة الحاكمة وبين أفراد مجتمعها المحافظ.
تواصل جريئ
ومع ذلك، فقد تحسنّت العلاقات ضمن نهج سياسي استحدثه محمد بن سلمان الذي يُنظر إليه بوصفه الحاكم الفعلي إنما من خلف الستارة.
وسعت السعودية في السنوات الماضية إلى التواصل الجريء مع شخصيات يهودية، وجرى تناول العلاقات مع إسرائيل وتاريخ الديانة اليهودية في وسائل الإعلام الحكومية والمدعومة من السلطات.
وقال مسؤولون في السعودية إن الكتب المدرسية التي كانت تنعت أتباع الديانات الأخرى بأوصاف مثيرة للجدل، تخضع للمراجعة كجزء من حملة لولي العهد لمكافحة “التطرف” في التعليم.
وفي شباط/فبراير، استضاف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.
وسبق أن توقع “جاريد كوشنر”، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن تقوم السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، سواء عاجلا أم آجلا.