قال المحلل السياسي الأمريكي ومقدم البرامج في شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن مقابلة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، هذا الأسبوع، فاجأت الجميع، لافتا إلى ذكر المسؤول السعودي أنه يريد إقامة علاقة جيدة مع إيران.
ولفت “زكريا” إلى أن حديث “بن سلمان”، يمثل تغييرا كاملا في وجهة نظره تجاه إيران، التي كان يعاديها منذ أن أصبح الحاكم الفعلي في البلاد خلال عام 2017.
وأشار إلى رفض “بن سلمان” السابق لقاء قادة إيران، وتحذيره المتكرر من أن طهران تريد السيطرة على العالم الإسلامي، بل وشبه المرشد الإيراني “علي خامنئي” بـ”هتلر”.
واعتبر “زكريا” أن تغير اللهجة السعودية تجاه إيران تمثل “فشلا في سياسة بن سلمان الخارجية إلى حد كبير”.
وضرب مثالا باليمن، الذي كان من المفترض أن ينجح التدخل العسكري بقيادة السعودية فيه، خلال أسابيع، حسبما قالوا، و”لكن بعد 6 سنوات، أحرزوا تقدما طفيفا”.
وأضاف: “كما تتعرض الأهداف داخل السعودية بانتظام لهجمات صاروخية من اليمن”، حتى باتت اليمن “فيتنام المصغرة” للمملكة، حسب قوله، لافتا إلى رغبة “بن سلمان” في الخروج من المستنقع.
وتابع: “ومع دعم إيران للحوثيين، فسوف يحتاج طهران للمساعدة في إبرام اتفاق”.
وحول قطر، قال “زكريا” إن “3 سنوات ونصف من حصار الدولة الصغيرة (قطر)، جعلها أكثر استقرارا واستقلالا اقتصاديا عن جيرانها الخليجيين”، وتابع: “كما جعلها تبني علاقات أوثق مع منافسي السعودية مثل تركيا وإيران”.
وزاد: “كان الحصار فاشلا تماما، وبالتالي رفع في وقت سابق هذا العام”.
وفي لبنان، والحديث للمحلل الأمريكي، فإن “جهود إحداث شلل لحزب الله”، قد فشلت أيضا، ولا تزال ضمن الأقوى في البلاد”.
وعن العلاقات مع الولايات المتحدة، قال “زكريا”: “راهن بن سلمان بكل أوراقه على علاقته مع (الرئيس السابق) دونالد ترامب، الذي كان يسانده مهما حدث”.
وأضاف: “لكن الآن (الرئيس الحالي) جو بايدن أظهر علاقة أكثر صرامة، علاقة ستوقف مبيعات الأسلحة مؤقتا، وتثير قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك تحميله مسؤولية مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.
وعلق المحلل الأمريكي على كل ذلك بالقول: “يبدو أن ولي العهد السعودي تعلم من أخطائه، ويسعى إلى نهج وسياسية خارجية أكثر إيجابية”.
ودعا “زكريا” الولايات المتحدة أن تشجع هذا التقارب، “فإذا ساعدت واشنطن بالتوسط في علاقات أفضل بين السعوديين والإيرانيين، وبين السنة والشيعة، سوف تلعب دورها التاريخي المناسب في المنطقة كوسيط نزيه”.
وفي 27 أبريل/نيسان الماضي، قال “بن سلمان”، في مقابلة تلفزيونية، إن “بلاده تطمح أن تكون لديها علاقة طيبة ومميزة مع إيران”.
وتتناقض تصريحات ولي العهد السعودية، مع تصريحات سابقة له، هاجم فيها إيران، وبينها مقابلة قال فيها: “كيف يمكن أن اتفاهم مع شخص أو نظام (…) قائم على ايديولوجية متطرفة”، مضيفا “سوف نعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران”.
وشهدت العلاقات بين طهران والرياض، تراجعا غير مسبوق، منذ مطلع العام 2016، قبل أن يتصاعد بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018.
وتتبادل الدولتان الاتهامات بتشجيع حروب الوكالة عبر دعم كل منهما لأطراف وقوى محلية في عدد من الدول العربية التي تشهد صراعات مسلحة، مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن.
والشهر الماضي، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز”، عن محادثات عقدت في بغداد بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، ناقشت عدة نقاط خلافية بين البلدين، بما في ذلك الحرب في اليمن، والميليشيات المدعومة من إيران في العراق.