يعمد النظام السعودي إلى سحق أي معارضة عبر الفصل التعسفي من الوظائف للناشطين والحقوقيين في انتهاك جسيم لأبسط حقوقهم.
وقالت منظمة سند الحقوقية إن السلطات السعودية لم تكتفِ بالأذى الجسدي والنفسي الذي الحقته بالناشطين والحقوقيين والتجسس عليهم وملاحقتهم وتخويفهم وترهيبهم وسجنهم واعتقالهم.
وذكرت المنظمة أن تلك السلطات تستخدم مع الكثير من النشطاء نوعا آخر من التعدي بفصلهم تعسفيا من وظائفهم دون مستند قانوني أو سبب نظامي.
بل وزاد بهم التعدي أن قاموا بإيقاف المعاشات التقاعدية عن عدد ممن أحيلوا للتقاعد منذ فترة طويلة.
وأكدت المنظمة أن هذا التعدي والظلم الكبير ومضايقة الناس في معيشتهم والتعدي على حقوقهم هو أحد الطرق المبتذلة التي يستخدمها النظام للضغط على الناشطين والحقوقيين للتوقف عن الحديث أو معارضة النظام.
وفضلا عن الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلاد وسوء الوضع المعيشي وانخفاض دخل الفرد وزيادة البطالة.
إلا أن النظام السعودي يستخدم هذا الأسلوب لحرمان الناشط وعائلته من حقهم الأساسي ومرتباتهم التي يتقاضونها نظير أعمالهم مما يجعل الناشط وعائلته في حالة من الفقر والحاجة.
فهذا الأثر لا يقف عند حدود شخص واحد بل يتعداه إلى عائلته وأطفاله وربما والديه إن كان يعيلهم.
وأشارت المنظمة إلى أنه لو وجدت سلطات قضائية مستقلة ونزيهة لأمكن الرجوع إليها للمطالبة بمثل هذه الحقوق.
ولكن فساد الحكومة وبطشها انعكس على كل شيء فجعل مثل هذا التجاوزات تمر دون مسائلة ويتضرر من أشخاص لا ذنب لهم إلا نشاطهم الحقوقي ويتعدى هذا الأثر ليشمل عائلاتهم وأسرهم.
ومؤخرا أكد الناشط الحقوقي الأمين العام لحزب التجمع الوطني يحيي عسيري، أن سلطات آل سعود تسعى لقمع المعارضة بكافة الأشكال.
وقال عسيري في تصريحات صحفية، إن سلطات آل سعود لا تسمح لأي من الأصوات المعتدلة بالظهور خوفا من التأثير على المواطنين.
وأكد أن كل ما يهم السلطة في المملكة هو البقاء في الحكم رغم إخفاقها في التعامل مع الكثير من المشكلات والملفات الداخلية والخارجية.
وأشار عسيري إلى أن كل شيء في السعودية مرهون لمزاج الحاكم والذي وصفه بالمستبد.
وحول وضع المعارضة السعودية، قال عسيري إن المعارضة السعودية الأقوى هي في داخل سجون المملكة أو تحت التهديد بالمحاكمات والتعهدات، وبعضهم في المنفى.
وأبرز أن السلطات تتعامل مع المعارضة بقمع ومحاولة تشويه سمعتهم، ويهمها أن ترسل رسائل للداخل والخارج أن المعارضة هي تيارات العنف ومن يقترب منها لتقوي موقفها.
وقال “بينما المعارضة الجادة بعيدة كل البعد عن العنف وتيارات التشدد المتفقة مع السلطة في التطرف الديني التكفيري الاقصائي الوهابي”.
وأضاف “هذا البديل تضخمه السلطة وتخيل للناس أنه وحده؛ ليخاف الداخل والخارج من بديل الاستبداد، ليتخيل السذج أن المعارضة هي بالقتل والتفجير والفوضى، بينما المجتمع في غالبه معارض للنظام وإن لم يعلن ذلك”.
وشدد على أن المعارضة العريضة الحقيقية بعيدة عن نهج السلطة المتطرف ولا تقتنع به ولا تساهم في الترويج له. ولو حاولت السلطات قمع المعارضة لكن نشاطها يتنامى على الأرض وإلكترونيًا حيث إنه بيئة أكثر أمنًا.