نددت وسائل إعلام في بنغلاديش بتعرض العمال البنغال في السعودية لانتهاكات واسعة وعمليات ابتزاز ونكران الحقوق.
وقالت مجلة “نيو إيج بنغلاديش” المحلية إن العمال البنغال في السعودية عرضة للابتزاز ونكران الحقوق والاعتداءات الجسدية والجنسية ويعودون قبل انتهاء عقود أعمالهم.
وأوضحت المجلة إن العمال البنغال في السعودية وخاصةً النساء منهن العاملات لا يحصلون على العدالة بعد أن إساءة أرباب عملهم إليهم جسديًا، وفي كثير من الحالات، جنسيًا.
ولفتت المجلة إلى أن تلك الاعتداءات لا يتم النظر إليها بسبب شبه انعدام تدخل الحكومات للتحقق من مثل هذه الجرائم. على الرغم من تعدد شكاواهم إلى نشطاء حقوق الإنسان في البلاد.
وقال ناشطون في مجال حقوق المهاجرين في بنغلاديش إن عددًا كبيرًا من المهاجرات اللواتي عملن بشكل أساسي كخادمات في المنازل عُدن إلى الوطن قبل انتهاء مدة العقد بعلامات إصابة مختلفة على أجسادهن.
وذكر النشطاء إن العمال البنغال في السعودية تعرضوا للانتهاكات لكنهم لم يحصلوا على العدالة.
ومن بين العائدين الذين تعرضوا لسوء المعاملة، وجد بعضهم مكسور اليدين والسيقان والأسنان وضحايا الاعتداء الجنسي في المملكة ودول الخليج عمومًا.
وأكد نشطاء حقوقيون أن الحوادث تتزايد فقط حيث لم تتخذ السلطات البنغلادشية ولا حكومات بلدان المقصد إجراءات، وحتى السلطات لم تحتفظ بسجل للانتهاكات.
ففي أبريل، نشر برنامج Ovibashi Karmi Unnayan، وهي منظمة غير حكومية، تقريرًا عن 262 عاملة مهاجرة عائدة من السعودية، ومن بينهم 65٪ تم استغلالهم جنسياً، و60٪ تعرضوا للتعذيب الجسدي، و 50٪ تعرضوا لسخرية، و 37٪ تم تشغيلهم للعمل دون أجر في منزل أقارب أصحاب العمل، و33٪ تم استغلالهم عقلياً، و 16٪ تعرضوا للاستغلال الجنسي.
وقال شريف حسن، رئيس برنامج الهجرة في بنغلاديش، إنه في السنوات الأربع الماضية، استقبلت بنغلاديش 500 جثة و12 ألف إلى 15 ألف من المهاجرات تعرضن للإيذاء في بلدان المقصد.
وأضاف أن “من بين 500 على الأقل انتحر 100، معظمهم بعد تعرضهم لسوء المعاملة”، مضيفا أنهم دفنوا دون تشريح الجثة.
وأشار نشطاء حقوقيون إن عدة آلاف من العمال البنغال في السعودية سنويا يتعرضون للانتهاك في بلدان المقصد، لكن لم يحصل أي منهم على العدالة باستثناء امرأة واحدة.
كما قدم البعض وصفًا حيًا لكيفية تعرضهم للأذى عندما ضرب أصحاب العمل رؤوسهم بالجدران، واستخدموا قضبان حديدية ساخنة لحرق أجزاء أجسادهم وحتى سكب الماء المغلي عليهم.
وقالت جوبيدا بيغوم، وهي من العمال البنغال في السعودية العائدين إلى الوطن: “لم أحصل على طعام، ولم يسمحوا لي بالراحة وبقي راتبي غير مدفوع”.
وأخبرت جوبيدا البالغة من العمر 40 عامًا، والتي تنحدر من مانيكجانج، مجلة “نيو إيج” أن أجر شهرين لم يتم دفعها وأنه يتعين عليها دفع تذكرة سفر للعودة إلى الوطن والتي كلفتها 40 ألف تاكا.
قالت جوبيدا إنها أُجبرت على العمل 18-20 ساعة لعائلة مكونة من ثمانية أفراد لكنها لم تحصل على ما يكفي من الطعام.
وأضافت جوبيدا التي لم تستطع رد الأموال التي كان عليها دفعها مقابل الهجرة، والتي كانت 70 ألف تاكا: “صاحب العمل كان لديه عادة سيئة (إشارة إلى الإكراه الجنسي) بينما كانت ابنته الصغرى تعذبني جسديًا”.