منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، أصبح التطبيع مع إسرائيل يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطع آل سعود شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز التطبيع الكامل مع إسرائيل.
وتحت ذريعة مواجهة إيران في المنطقة، عزز ولى العهد تقارب بلاده مع إسرائيل، وهو ما أظهرته الدلائل الواضحة خلال العامين الماضيين، التي تشير إلى التقارب السعودي الإسرائيلي، وأصبحت جلية للعلن.
وفي 9 أبريل نيسان الماضي، بدأ رئيس المخابرات السعودية بتعليمات من محمد بن سلمان الشهر الماضي محادثات سرية مع نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وجاءت المحادثات في محاولة لإصلاح العلاقات بعد 4 سنوات من قطع الروابط الدبلوماسية بين البلدين.
وناقش اللقاء عدة قضايا موضوع خلاف، بما في ذلك الحرب في اليمن وفصائل المقاومة العراقية المدعومة من إيران في العراق لمواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة بحسب ما أوردت صحيفة “فايننشال تايمز”.
واتفق المسؤولان على إجراء مزيد من المحادثات ببغداد في مايو/أيار الجاري، يرجح أن تكون بين السفراء.
وفي هذا السياق أكدت طهران للجانب السعودي ولطالما حذرت من هذا الامر سابقاً و بشكل علني أنها لا تتسامح بأي شكل من الأشكال مع الوجود العسكري أو حتى المدني للكيان الصهيوني في المنطقة مؤكدة على أن تواجد الإسرائيليين في منطقة الخليج الفارسي خط أحمر بالنسبة لإيران ولن تسمح لأحد أن يعرض أمنها للخطر بأي ثمن.
وحذرت طهران من محاولة “إسرائيل” الاستثمار الأمني في المنطقة بموجب اتفاق التطبيع الموقع بين دول خليجية “مضر” إذ أن الكيان الصهيوني كان دائماً زلا يزال مصدر كل الفوضى والاضطرابات في المنطقة.
وفي وقت لاحق، قالت نيويورك تايمز إن الحكومة السعودية أصدرت تعقيبا على التقرير، الذي نشرته بشأن مباحثات سرية سعودية إيرانية.
وردا على طلب التعليق، قالت الحكومة السعودية في بيان للصحيفة، إنها ستغتنم أي فرصة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، شريطة أن تظهر إيران حسن النية، وتوقف أنشطتها الخبيثة، وفق البيان الذي لم يؤكد أو ينفي انعقاد المحادثات التي أوردتها الصحيفة.
فيما لم يصدر تعقيب رسمي من طهران أو بغداد على ما أوردته الصحيفة بخصوص المحادثات أو البيان الذي نقلته الأخيرة عن الحكومة السعودية.
والأسبوع الماضي قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحات صحفية لافتة “إيران دولة جارة، وكل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها”.
وأضاف: “نريد أن تكون إيران مزدهرة، لدينا مصالح معها ولديهم مصالح معنا”.
رغم أنه استدرك القول بوجود “تصرفات سلبية لإيران في البرنامج النووي والصواريخ الباليستية ودعم ميليشيات خارجة عن القانون”، في إشارته لمجاهدي أنصار الله لكنه مع ذلك استطرد بأنه يتم العمل لإيجاد حلول للإشكاليات وتجاوزها.