“عذبوني لأعترف بما لم أقترف”.. سجين يمني يروي تفاصيل عذاب سجون الإمارات السرية

401
الكشف عن انتهاكات جسيمة في سجون سرية يديرها عمار صالح في الساحل الغربي
"عذبوني لأعترف بما لم أقترف".. سجين يمني يروي تفاصيل عذاب سجون الإمارات السرية

عادت جرائم الإمارات بسجونها السرية في اليمن من جديد، ببشاعة أكبر، وتعذيب أقسى، وبمنطقة حساسة تحوي النفط اليمني، سجون سرية بمنشأة بلحاف اليمنية، وبرعاية شركة توتال الفرنسية!!

“عذبوني لأعترف بما لم أقترف” شهادة صادمة يقدمها المعتقل اليمني السابق، سالم الربيزي (27 عاما)، عن أساليب التعذيب في سجون سرية تديرها قوات إماراتية، بمنشأة بلحاف النفطية، التي تشرف عليها شركة “توتال” الفرنسية، في جنوب اليمن.

الربيزي، الذي أفرج عنه مطلع الشهر الجاري -أحد المعتقلين الذين عاشوا تجربة الاعتقال- روى قصة معاناته في السجن، وكيف كانوا يعذبونه خلال التحقيق لإجباره على تأليف قصة إدانته، بتهمة التخابر مع دول خارجية.

مجلس الحراك الجنوبي

ويشغل الربيزي -وهو من سكان محافظة شبوة- منصب رئيس هيئة الرقابة والتفتيش في مجلس الحراك الثوري الجنوبي، وعضو المكتب السياسي للمجلس، واستمر في المعتقل نحو عامين، تنقل خلالها في سجون سرية عدة، تديرها الإمارات جنوبي اليمن.

واستهل قصته بالقول: اعتقلت في 10 يونيو/حزيران 2019، حيث تم وضعي أولاً في سجن منشأة بلحاف بمحافظة شبوة، ثم عملت قوات إماراتية على نقلي إلى سجن في مطار الريان بمحافظة حضرموت، وبعدها إلى سجن بميناء الضبة النفطي بالمحافظة نفسها. وأضاف -بصوت مرهق يحمل في نبراته قسوة التجربة- “كانت أياما قاسية جدا في المعتقل، تعرضت خلالها لشتى أنواع التعذيب، من ضمنها الصعق الكهربائي والضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية حتى أغمي عليّ أكثر من مرة”.

وأردف “خلال الأيام الأولى للاعتقال في سجن منشأة بلحاف مورست علينا أنواع من التعذيب لا يمكن تخيلها من قبل جنود إماراتيين يقودهم ضابط يدعى أبو سيف الإماراتي، واستمر التعذيب خلال فترة الاعتقال والتحقيق في المنشأة مدة 3 أشهر”. وتابع “كانوا يتفننون في طرق التعذيب النفسي، ومن بينها تجريد السجين من ملابسه والتكبيل والتعليق من الأيدي والأرجل لساعات والشتم والضرب المبرح على الوجه والإغراق في حوض ماء والحرمان من النوم ودخول دورة المياه”.

أسباب اعتقاله

وعن عدد السجناء، يقول “كنت مع 8 معتقلين في زنزانة واحدة، وكان يتم نقلي بين حين وآخر إلى زنزانة انفرادية”، ويضيف “هناك سجون أخرى بها عدد كبير من المعتقلين لا يسمح لنا بالالتقاء بهم، كنا نسمع بكاء البعض ونتحدث مع بعضهم من خلف أسوار المعتقل”.

واسترسل، مستعرضًا أسباب الاعتقال “في بداية الأمر وجهت لي خلال التحقيق من قبل الضابط الإماراتي تهمة التخابر مع دول خارجية!! لكن بعد عدد من جلسات التحقيق أخبرني نفس الضابط أن سبب اعتقالي هو رفض سياسة الإمارات في اليمن”. وتابع “بعد 3 أشهر، قام الإماراتيون بنقلي من سجن بلحاف إلى سجن في مطار الريان بحضرموت ثم سجن بميناء الضبة في المدينة نفسها، وبعد 7 أشهر تم إحالتي للمحكمة الجزائية بعد دعوات ومطالبات للإمارات بالإفراج عني أو محاكمتي”.

وأضاف “استمرت المحاكمة أكثر من 5 أشهر مع بقائي في المعتقل بعد رفض ضباط إماراتيين قرار المحكمة بالإفراج عني بضمانة، وفي 2 أبريل/نيسان الجاري، تم الإفراج عني بموجب حكم المحكمة، والذي قضى ببراءتي من جميع التهم الموجهة لي من قبل الجانب الإماراتي”.

وتعد منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال، أكبر مشروع استثماري في اليمن، وتقدر قيمته بـ5 مليارات دولار أميركي، وتديره الشركة المحلية اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تسيّرها “توتال”، وتسهم فيه بنسبة 39.6%.

وأقامت الإمارات قاعدة عسكرية وسجنا داخل المجمّع الغازي بناء على طلب رسمي قدمته الحكومة اليمنية، في منتصف عام 2017، علما بأن هذه المحطة توقفت عن العمل منذ ربيع 2015 بعد اندلاع الحرب في اليمن.