قمعت قوات الاحتلال السبت، وقفة احتجاجية لأهالي حي الشيخ جراح المهدد بالإخلاء والتهجير، بعد ساعات اعتداء طال العشرات من الفلسطينيين المسيحيين، خلال احتفال بـ”سبت النور” قرب كنيسة القيامة في القدس المحتلة.
واعتقلت قوات احتلال العدو الإسرائيلي، 4 شبان بعد الاعتداء عليهم خلال قمع المشاركين في مسيرة رافضة للمخططات الاستيطانية وتهجير سكان حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وأفادت مصادر مقدسية أن عشرات المواطنين تجمعوا في مسيرة جماهيرية حاشدة بحي الشيخ جراح ضد تهجير 7 عائلات مقدسية، وتسليم منازلها للمستوطنين في الأيام المقبلة.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال قمعت المشاركين بشكل عنيف، واعتقلت 4 منهم عرف من بينهم الشابان عمر أبو اسنينة، وأنس جبارين، فيما اعتدت على آخرين بالضرب ومنعت المسيرة من إكمال طريقها.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تطالب العالم بالتدخل لوقف عمليات الترحيل القسري الذي يتعرض له سكان حي الشيخ جراح.
في سياق متصل، اعتدت شرطة الاحتلال على عشرات المسيحيين، بينهم رهبان، في الأزقة المؤدية إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة، للاحتفال بسبت النور للكنائس التي تسير وفق التقويم الشرقي.
وقالت وكالة “وفا”، إن شرطة الاحتلال نشرت العديد من الحواجز في محيط المدينة، وأعاقت وصول المسيحيين للكنيسة للصلاة، واعتدت عليهم بالضرب.
الأردن يدين
وأدان الأردن، “مضايقة” الشرطة الإسرائيلية المسيحيين في محيط كنيسة “القيامة” شرق القدس المحتلة.
وقال بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية، ضيف الله الفايز إن “المملكة تدين وترفض قيام الشرطة الإسرائيلية بإعاقة وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة للمشاركة في احتفالات سبت النور، والاعتداء على عدد منهم ووضع الحواجز في محيطها”.
وطالب السلطات الإسرائيلية “القوة القائمة بالاحتلال في القدس المحتلة وفق القانون الدولي، باحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني في المدينة، وعدم إعاقة ممارسة الشعائر الدينية” كما طالب “بالتوقف عن مضايقة المقدسيين سواء من يرغب بالوصول إلى المسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان المبارك، أو الوصول إلى كنائس القدس”.
ودعا الفايز المجتمع الدولي، إلى “تحمل مسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة بالقدس”.
من جهة أخرى، تداول نشطاء على مواقع التواصل تسجيل فيديو لمستوطن يعترف بأنه سرق منزل عائلة فلسطينية في حي الشيخ جراح.
وفي حديث دار بين المقدسية، منى الكرد، ومستوطن يعيش في منزل عائلتها، قال الأخير إنه “حتى لو خرج منه (المنزل) فأنتِ لن تعودي إليه” مخاطبا الكرد.
وأضاف المستوطن ويدعي “يعقوب” إنه إن لم يسرق البيت، فسيأتي غيره ليسرقه.
وتعيش عائلات مقدسية حالة ترقب في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، مع اقتراب موعد تهجيرهم قسريا من منازلهم يوم غد الأحد، لصالح المستوطنين.
ومن بين هذه العائلات المقدسية “الكرد، القاسم، الجاعوني، إسكافي”، ورغم تخوفها من “طرد وشيك”، إلا أنها مصممة على عدم ترك منازلها للمستوطنين.
وتواصل العائلات المهددة صمودها ومعركتها القانونية في سبيل مواجهة أوامر الإخلاء من منازلها وأراضيها التي تملكوها بناء على اتفاق تم في عام 1965، ما بين الحكومة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.