المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 19رمضان 1442هـ
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
تحدَّثنا على ضوء قول الله “سبحانه وتعالى” في الآية المباركة: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[الأنعام: من الآية151]، عن رزق الله الواسع، ونعمه العظيمة التي أسبغها على عباده ظاهرةً وباطنةً، وأنَّه “سبحانه وتعالى” مع ما خلق من أرزاقٍ، وما وهبه من نعم، وما سخَّره للبشر، أيضاً قدَّم مع ذلك الهداية والتعليمات والتشريعات، التي على ضوئها يتمكَّن الإنسان من حسن استثمار هذه النعم، ومن حسن التصرف فيها، ومن حسن الاستخدام لها، بطريقةٍ صحيحة، تنسجم مع التكامل الإنساني، وتصلح بها، وتستقيم بها، وتستقر بها حياة الإنسان.
فالإنسان هو يتجه بشكلٍ غريزي للاهتمام بهذه النعم بدافع الحصول على متطلبات حياته، وتوفير احتياجاته الأساسية، فإذا لم يترافق مع ذلك: الأخذ بعين الاعتبار هذه التعليمات من الله “سبحانه وتعالى”، وهذه الهداية الإلهية؛ فإنه سيتصرف بشكلٍ عشوائي، وبشكلٍ مضر، وبشكلٍ يؤثِّر سلباً على تكامله الأخلاقي والإنساني والقيمي، وبشكلٍ ينتج عنه الكثير من الضرر،
والكثير من المظالم، والكثير من المفاسد، وهذا هو الذي يحصل في واقع البشر على مستوى دول، وكيانات، وحضارات، أعرضت عن هدى الله “سبحانه وتعالى”، وتجاهلت تعليماته، وعصت أوامر الله “سبحانه وتعالى”؛ وبالتالي نتج عن طريقتها في الأسلوب الحضاري، في الاتجاه إلى عمران هذه الحياة، في الإنتاج لمتطلبات هذه الحياة، في العمل فيما استخلف الله البشر فيه، اتجهت بطريقة خاطئة، وعملت بطريقة خاطئة، فنتج عن ذلك الكثير من المفاسد والأضرار على الإنسان، على حياته، على البيئة من حوله.
نص_المحاضرة_الرمضانية_التاسعة_عشرة_للسيد_عبدالملك_بدرالدين_الحوثي