علّق الكاتب التركي “اسماعيل ياشا” على الإشارات التي ترسلها أنقرة بشأن العلاقات مع السعودية، لافتا إلى أن تحسين العلاقات معها أصعب من تلك التي مع مصر.
وأشار الكاتب التركي في مقال بصحيفة “Diriliş Postası” إلى انه في الوقت الذي يتبادل فيه المسؤولون المصريون والأتراك رسائل إيجابية متبادلة، فإن هناك رغبة أيضا في تحسين العلاقات بين أنقرة والرياض بالتوازي مع الحراك الجاري مع القاهرة إذ من المقرر أن يتجه وفد من أنقرة إلى القاهرة بدعوة مصرية في مطلع أيار/ مايو الجاري.
وحول تحسين العلاقات بين تركيا والسعودية، لفت ياشا إلى أنه بالنظر للتطورات، يتولد انطباع بأن هذه الرغبة “أحادية الجانب”، لأن الإشارات القادمة من البلدين تتعارض مع بعضها البعض.
وفي تصريحات لوكالة رويترز، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، إن بلاده ستبحث عن سبل لإصلاح العلاقات بأجندة أكثر إيجابية مع السعودية، مبينا بخصوص محاكمة قتلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي أن “لديهم محكمة أجرت محاكمات، اتخذوا قرارا وبالتالي فنحن نحترم ذلك القرار”.
وقال ياشا، إن تصريحات متحدث الرئاسة التركية، أثارت الرأي القائل بأن العلاقات بين أنقرة والرياض قد تشهد تطبيعا في المستقبل القريب.
وتابع: “وبعد ذلك مباشرة، تواردت أخبار في وسائل الإعلام تفيد بأن الرياض قررت إغلاق جميع المدارس التركية في البلاد مع نهاية العام الدراسي الجاري”.
وأضاف أن الإشارات المتناقضة القادمة من الرياض وأنقرة تثير تساؤلات عدة، “هل هناك مفاوضات بين الجانبين عبر وسطاء أو مباشرة؟، وهل أدلى متحدث الرئاسة التركية بتصريحاته لأن هناك تقدما معينا في المحادثات؟”.
وتابع متسائلا: “أم إن أنقرة أرادت إرسال “رسائل دافئة” من طرف واحد إلى الرياض؟”، مضيفا أنه إن كان الأمر كذلك فيعني أنها بلا جدوى.
وأشار إلى أنه إذا أجريت مفاوضات لتحسين العلاقات بين بلدين العلاقة بينهما غير جدية، فإن الأطراف عادة ما تخفي المفاوضات عن الجمهور حتى تصل إلى نقطة معينة، وفي الوقت ذاته إذا تم اتخاذ عدد من الخطوات وتم تقديم تصريحات من شأنها تخفيف الأجواء، فسيكون ذلك متزامنا ومتبادلا.
وأكد أن إظهار النوايا الحسنة يكون لمن يستحقها ويفهمها ويقدرها، وإلا فإنه ينظر إليها على أنه “توسل” من جانب واحد لن يجنى منه سوى المزيد من الغرور من الطرف الأخر.
ورأى أن تطبيع العلاقات بين السعودية وتركيا، أصعب من تلك التي تجري بين القاهرة وأنقرة، لعدة أسباب.
وأوضح أن السبب الأول، هو أن ولي العهد السعودي الذي كان قلقا من فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، شعر بالارتياح بعد إعفائه من جريمة قتل خاشقجي، لأن واشنطن أعلنت أنها لن تعاقب محمد بن سلمان، حتى لو كان مسؤولا عن القتل.
ومؤخرا أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن عليهم مواصلة العمل مع السعودية، مضيفا أنه “يبدو أن ولي العهد سيكون زعيما للبلاد لفترة طويلة مستقبلا”.
أما السبب الثاني، كما يرى الكاتب التركي، فإن العقلية التي تهيمن بالرياض أنها ترى أن تركيا عدو أكثر خطورة من إيران، والأسماء المقربة من السلطات السعودية لا تتردد في التعبير عن ذلك.
ورأى أن محمد بن سلمان، يفضل التقارب مع إيران وجماعة انصارالله تماشيا مع رغبات إدارة بايدن، على التقرب من تركيا التي تعاني من مشاكل في علاقاتها مع الولايات المتحدة.