نشر مركز أبحاث “مينا ووتش” النمساوي تقريراً تحدث فيه عن كيفية تطوّر العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربيّة المتّحدة و”إسرائيل” على المستوى الثقافي والاقتصادي.
وقال المركز في تقريره أنه من إحدى التناقضات في حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي تهدف بالأساس إلى تدمير الكيان الصهيوني، أنه مع كل دعوة جديدة للمقاطعة يدرك العالم أنه لا فائدة ترجى من ذلك (بدءاً من إعلان جامعة الدول العربية في سنة 1945 مقاطعة إسرائيل).
وأوضح التقرير أنه من المفارقات أن الدعوة لمقاطعة المعرض الذي يعرض أعمالا لفنانين إسرائيليّين في الإمارات العربية المتحدة كان لها الفضل في التّرويج لمعرض الفنون “أوبلونغ” في دبي. وكان حكيم بشارة أوّل من كتب عن هذا الخبر في مجلّة “هايبرألرجيك” الفنّيّة الأمريكيّة، حيث ذكر أنّ حركة المقاطعة نفسها تعتقد أن هذا الموضوع لن يجدي في التحريض ضدّ “إسرائيل” في الدول الغربية.
وذكر المركز أن الكاتب في شؤون الفنّ الفلسطيني، حكيم بشارة، يدير معرض فنون بمدينة نيويورك، وقد علم بالدّعوة للمقاطعة عن طريق الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، التي شارك في تأسيسها عمر البرغوثي.
ووفق ما نشره بشارة في 11 نيسان /أبريل الماضي، فقد جاء في نصّ الدّعوة أن “افتتاح المعرض الأول للفنانين الإسرائيليين في المنطقة يعدّ محاولة أخرى لتعميم التطبيع”. كما ورد أنّ الرّأي العامّ الإماراتي “لا يزال يعتبر نظام الاستيطان الإسرائيلي عدوّه الأول، على الرغم من محاولات قمع وإسكات الانتقادات”.
وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن وزارة السّياحة الإسرائيليّة أعلنت عن استعدادها لاستقطاب الإماراتيّين لقضاء العطلات في “إسرائيل”. ولكن لا أحد مجبر على السّفر إلى “إسرائيل”. وهذا يعني أنه يجب على كلّ مواطن أو سائح في الإمارات العربية المتّحدة أن يقرّر بنفسه ما إذا كان يريد زيارة المعرض أم لا.
وقال الموقع إن باولا ماروتشي، أحد مؤسّسي معرض “أوبلونغ”، أعربت في رسالة إلكترونية إلى بشارة عن مدى تفاجئها وحزنها لوقوعها في مشكلة أكبر منها – على حد تعبيرها – مشيرة إلى أن الغرض الوحيد من معرضها هو “الترويج للفنّ والثقافة دون أن يكون لذلك أي بعد سياسيّ أو أيديولوجيّ”.
ونقل الموقع عن ماروتشي: “لقد كنّا متحمّسين لتوقيع اتفاقيات إبراهيم ولم نرغب في الإساءة إلى أحد بافتتاح أوّل معرض للفنّانين الإسرائيليين في دبي. وبالنّسبة لنا، فإن الفنّانين كلّهم متساوون، الاختلاف الوحيد بينهم هو طريقتهم في التّعبير عن الفنّ، وليس جنسيّاتهم”.
وأضافت أنه “عندما تمّ التوقيع على اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات اندهشت من تنوّع الإمكانيّات والفرص التي أتيحت في البلدين، ولم أكن أعتقد أنني سأعرض أعمالي في معرض في دبي بعد بضعة أشهر”.
التّعاون الاقتصادي
في 11 نيسان/ أبريل، التقى محمد محمود آل خاجة، سفير دولة الإمارات العربية المتّحدة في تل أبيب، رئيس المنظمة الإسرائيلية “ستارتاب ناشيون سنترال” يوجين كيندل، التي تعمل على إشراك روّاد الأعمال الإسرائيليين في عالم شركات التكنولوجيا. وخلال هذا الاجتماع، وقع الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل للتنسيق بين الشركات في كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
في 26 نيسان/ أبريل، أُعلن أنّ صندوق الثروة السيادية يعتزم شراء حصّة من حقل غاز “تمار” الذي اكتشفته شركة الطّاقة الإسرائيلية “ديليك” في سنة 2009 في شمال الأراضي المحتلّة مقابل 1.1 مليار دولار أمريكي.
وأشار الموقع إلى أن هذا الحقل يكتسي أهمية استراتيجيّة بالنّظر لإنتاج الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسّط الذي بات بالفعل مسألة سياسيّة متقلّبة، وتهديد حزب الله سابقا بشنّ هجمات على منشآت النّفط الإسرائيليّة.
بشكل عام، ستصبح المعاملات بين البلدين، التي أثارت ضجّة كبيرة السنة الماضية، قريبًا متنوّعة ومتعدّدة لدرجة أنه من الصّعب الإبلاغ عنها جميعها. ويذكر أن وكالة أنباء الإمارات الرسمية قد أطلقت خدمة إخبارية جديدة باللّغة العبرية، في مثال آخر على التعاون متعدد الجوانب بين البلدين.
ونقل الموقع عن المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، محمد جلال الريسي، أن الخدمة الإخباريّة باللغة العبريّة ستوفر تغطية إعلاميّة لـ “التّقدم المحرز في العلاقات الثّنائية بين الإمارات وإسرائيل في ضوء اتفاقيّة إبراهيم للسّلام المبرمة بين البلدين في شهر أيلول/ سبتمبر 2020”.