قال المحلل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، مساء الجمعة، إن حركة حماس تمكنت من تحقيق انتصار استراتيجي على “إسرائيل“، ولديها القدرة على خوض أي مخاطرة محتملة.
وتطرق “تال لف رام” محلل الصحيفة، إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها جبهة غزة وما تخللها من إطلاق عشرات الصواريخ تجاه مستوطنات الغلاف والرد ” الإسرائيلي” الضعيف؛ مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية اكتفت بسياسة إطفاء الحرائق وتبنت سياسة ضبط النفس حسب توصيات المستوى العسكري؛ لأنها لا تمتلك رؤية مدروسة ومنظمة للتعامل مع معضلة غزة وأثبتت بأنها غير مؤهلة للقيام بعمل عسكري أمام غزة وهو ما ساعد حماس على تسجيل انتصار استراتيجي والتأكيد أن الإنجازات تؤخذ من “إسرائيل” بالقوة خصوصا بعد تراجع “إسرائيل” وإزالة الحواجز من باب العامود.
ونوه “لف رام” إلى سياسة ضبط النفس التي أوصى بها المستوى العسكري وقيادة الأجهزة الأمنية كانت نتاج لقراءة الواقع والإدراك تسكين جبهة غزة يقتضي تهدئة الأمور في القدس ونزع فتيل الأزمة من خلال إزالة الحواجز في باب العامود؛ لكنه اتهم المستوى السياسي بعدم إدراك تداعيات ما يحدث في القدس إلا بعد إطلاق 40 صاروخ تجاه مستوطنات الغلاف.
وأضاف: “القول بأن حماس مشغولة في قضاياها الداخلية والأوضاع الاقتصادية والكورونا والدعم القطري يمنعها من التصعيد هو أمر مضلل؛ لأن ما حدث مؤخرا يدل على أن الاستقرار في غزة لا يرتبط فقط بالوضع الاقتصادي أو محاولات التوصل إلى تسوية طويلة المدى وقد أثبتت حماس بأنها مستعدة للمخاطرة المحسوبة للرد على ما يحدث خارج حدودها”.
واستطرد: “على مدار السنوات الماضية أوقفت إسرائيل التصعيد على جبهة غزة عدة مرات بسبب اعتبارات سياسية وعسكرية رغم الانتقادات الشديدة لأنها أدركت أنها لن تحقق شيء وستعود لنفس النقطة التي بدأت بها العمل العسكري دون تحقيق أي هدف سياسي”.
اما فيما يتعلق بإمكانية العودة إلى التصعيد مرة أخرى فقد أشار إلى مرحلة الهدوء الحالية قد تنتهي بسبب حالة التوتر والتطورات التي قد تحدث في الأيام المقبلة.
“لف رام” أشار إلى أن ما حدث في غزة أجبر رئيس هيئة الأركان “أفيف كوخافي” إلى إلغاء زيارته الهامة إلى واشنطن وأثر على محاولات “إسرائيل” التأثير على قرار الإدارة الأمريكية وإقناعها إضافة شروط للاتفاق النووي مع إيران لتحقيق مصالحها.