أوقفت الشرطة البريطانية، الجمعة، ثلاثة أشخاص بعد محاولة إضرام النيران في مقر إقامة السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز.
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، عن شاهد عيان قوله، إن رجلين في منتصف العمر كانا يمران بالقرب من المبنى الواقع في منطقة حدائق قصر كينسينغتون، قبل أن يرمي أحدهما شيئاً على البوابة، ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الأشجار.
وعندما هرع أحد رجال الحراسة لمواجهة الرجلين،تعرض للكم في وجهه ما أدى إلى إصابته في عينه.
وأكدت شرطة العاصمة البريطانية لشبكة CNN أنه تم إلقاء القبض على ثلاثة رجال، الجمعة، بعد اندلاع حريق في حديقة المقر الدبلوماسي الرسمي للمملكة العربية السعودية في لندن.
وتم استدعاء الشرطة إلى مقر إقامة السفير السعودي في كنسينغتون في الساعة 1:38 بعد الظهر، حسبما قالت الشرطة لشبكة CNN في بيان لها الجمعة.
وبعد حضورها إلى مكان الحادث، ألقت الشرطة القبض على رجل للاشتباه في قيامه بالحرق العمد والآخر للاشتباه في الاعتداء بعد أن أصاب حارس أمن. وتم القبض على رجل ثالث بالقرب من السفارة للاشتباه في حيازته مخدرات من الدرجة الأولى.
وقالت فرقة الإطفاء في لندن لشبكة CNN إنه تم نشر سيارة إطفاء واحدة، مضيفة أنه “تم استدعاء اللواء في الساعة 1.42 مساءً. (محلي) وتم السيطرة على الحريق بحلول الساعة 1.50 مساءً”.
ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.
وذكر البيان أن الرجال الثلاثة ما زالوا رهن الاحتجاز حاليًا في مركز شرطة بوسط لندن.
لم يتم تأكيد الدافع وراء الحادث. وتواصلت CNN مع السفارة السعودية في لندن للتعليق.
وكان السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر بن سلطان، قد صدم صحافياً بريطانياً أجرى معه مقابلة خاصة، باعترافه بامتلاك “بار” في مقر إقامته.
ونشر الصحافي البريطاني روبرت كارتر تغريدة قال فيها سفير المملكة العربية السعودية في لندن، الأمير خالد بندر لديه حانة في منزله. وأضاف بصيغة تحمل دلالات عدة: “هذا رجل يمثل دولة إسلامية تحمل الشهادة على علمها وتدير أقدس المواقع الإسلامية.
وأضاف الصحافي البريطاني في تعليق لاحق، “الحوار الكامل أسوأ بكثير، ويشرح بشكل سيء جداً مقتل الصحافي خاشقجي، والحرب السعودية على اليمن، والعلاقات المتنامية بين “إسرائيل” والمملكة.
وشكل الاعتراف، مادة دسمة للكثير من المتابعين للشأن السعودي، واعتبرها البعض بمثابة دعاية وترويج، للنهج الذي يرسخ له حاكم السعودية الفعلي، ونقل رسائل أن المملكة تشهد إصلاحات عميقة، وليست تلك الدولة التي كان الجميع يعرفونها.
وتسعى السلطات السعودية إبراز مثل هذه التصريحات، ضوء التوجه الجديد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يرعى ما يصفها إصلاحات في المملكة.
وسبق لولي العهد السعودي الذي يسعى لتتويجه ملكاً للبلاد وفق تسريبات من القصر الملكي، أن انتقد بشدة التيار الديني في بلاده.
وقال في تصريحات سابقة، إن السلفيين أو من وصفهم بالتيار الذي يجب محاربته، أعادوا بلاده للوراء وتسببوا في كوارث للسعودية التي ابتعدت عن الإسلام الحقيقي، على حد قوله.
وانتقدت جهات دولية إصلاحات الأمير الشاب، واعتبرتها هشة، وسطحية.
انتقادات شديدة اللهجة لعملية الإصلاح التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقالت إنها سطحية وهشة.
وشددت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في افتتاحية سابقة، على أن من سمته الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد محمد بن سلمان، لا يجب أن يفلت من جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي التي تلقي بظلالها على جهوده الإصلاحية، والتي يحاكم فيها 11 شخصا بطريقة تُشكل نموذجا لأساليب المساءلة الغامضة.
ومضت الصحيفة في افتتاحيتها قائلة إن جريمة خاشقجي ليست القضية الوحيدة التي تلقي بظلالها على جهود إصلاح السعودية؛ فالاستثمارات الداخلية تراجعت، ومحاولات تحرير الاقتصاد من التبعية لقطاع النفط فشلت، ومحاولات حض النخبة السعودية على الاستثمار في الداخل لم تجد نفعا.
وختمت بالقول يبدو أن محمد بن سلمان، الذي ورط المملكة في حرب اليمن، لا يفهم سوى القليل في الجغرافيا السياسية وعن حساسية الموقع الذي ورثه، ولا يبدو أنه عانى كثيرا من تداعيات مقتل خاشقجي، ولذا لا ينبغي أن تنطلي على أحد شعارات الإصلاح الذي يدّعيه ما دام هذا الوضع مستمراً.