تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمها المتسارع في مأرب، حيث يواجه تحالف العدوان على اليمن ورعاته مأزقا كبيرا هناك، نتيجة الفشل في محاولات وقف تقدم قوات الجيش واللجان.. وكشفت مصادر محلية عن مقتل 20 من كبار القادة العسكريين في المرتزقة خلال اسابيع في مأرب.
محللون سياسيون اعتبروا ما يحدث في مأرب بأنه تحول عسكري مهم وانعطافة اساسية فيما يتعلق بمعركة مأرب، مشيرين الى وجود مساع اميركية في مسألة فرملة تقدم الجيش اليمني واللجان، لكن التسارع الكبير والانجازات الكبيرة التي تتحقق على ايدي الجيش واللجان تقطع الطريق امام هذه المساعي.
ويؤكد الخبراء العسكريون أن سيطرة الجيش واللجان على منطقة الطلعة الحمراء هي امر مهم من حيث الجغرافيا العسكرية والتضاريس، وأن ما بعد السيطرة على تلك المنطقة لن يكون كما قبلها، مشيرين الى ان للسيطرة على هذه المنطقة اكثر من اهمية، ابرزها السيطرة على طرق الامداد الاستراتيجية، فمن يسيطر على هذه النقطة يسيطر على اهم طرق الامداد الاستراتيجية وفي صدارتها خط صرواح-مأرب وهو خط مهم بالنسبة لهذه المدينة.
ويعتبر المراقبون أن موجات التخوين بين المرتزقة في مأرب تشير الى قرب انتهاء المعركة هناك، علما ان التقارير توضح ان من يقاتل في مأرب ليسوا ابناءها بل هم خليط من العديد من الجنسيات وداعش والقاعدة، بالاضافة الى نشوب صراع بين بعض القبائل، كقبيلة عبيدة وهي من اشهر قبائل مأرب، مع قوى تحالف العدوان نتيجة الخيانات والصراعات البينية الداخلية.
دعوات لحقن الدماء
وتؤكد مصادر مسؤولة ان هناك حرصا كبيرا بدءا من القيادة اليمنية، لحقن الدماء بشكل كبير جدا، وهناك دعوات وعفو عام وتم تشكيل لجنة مصالحة وطنية، وهناك فتح للابواب لكل من يرغب في العودة الى حضن الوطن والدفاع عنه، لكن التجاوب هو بنسبة ضئيلة جدا، لأن مأرب هي من المحافظات التي تم شراء الذمم فيها بشكل كبير، كما ان هذه المحافظة شكلت وكرا للقاعدة منذ وقت مبكر.
فيما يرى مراقبون أن الجيش واللجان استطاعوا ان ينفذوا ارادتهم نظرا لعدالة قضيته ونظرا للابداع والابتكار والتخطيط الاستراتيجي للمعركة، فاليوم لا الطيران الجوي قادر على ان يسيطر على المعركة ولاندفاع العديد من تنظيم القاعدة الى الخطوط الامامية من اجل ان يوفروا انسحابا آمنا لقوات الاخوان وقوات الفارهادي.
ويؤكد الخبراء العسكريون أن مقتل مدير شؤون الضباط وكذلك مدير دائرة القضاء العسكري في قوات المرتزقة بالاضافة الى مقتل مدراء آخرين في القيادة وهم المسؤولين المباشرين للمليشيات بالنسبة لهم ولتحالف العدوان، تفسيره بالمعنى العسكري والاستراتيجي ان العدوان ومرتزقته بدأوا تقديم القيادات الى الخطوط الامامية وهذا يعني نضوب الضباط من الصف الثاني والثالث للتواجد واجبرهم تحالف العدوان على الخطوط الامامية بإعتبارهم مسؤولين عن هذه المعركة.
تفسير تصريحات بن سلمان
وفيما يخص تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن الحوثي يمني وعربي وتمنيه الوصول الى مفاوضات سياسية على الطاولة، فإن المحللون السياسيون يرون أن هذا التمني يعتبر رسالة واضحة بأن بن سلمان انهزم هو وقوات تحالف العدوان ومرتزقتها بالكامل وانهم يحضرون لانسحاب آمن وبأنهم سلموا الأمر نظرا لتقدم الجيش واللجان دون حسم المعركة جويا أو بريا.
فيما يرى مراقبون للشأن اليمني ان تصريحات محمد بن سلمان عن وقف النار والتفاوض وحديثه عن عروبية الحوثي، يعني أن الجيش السعودي في حالة انهزام وفي حالة تمزق وتشرذم بسبب الخسائر الكبيرة في مأرب بالارواح والمعدات وكذلك عجز الجيش السعودي حتى عن الدفاع عن الحدود السعودية اليمنية، كما يعكس تخلي الحلفاء الغربيين للسعودية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا التي تشارك في حصار ميناء الحديدة، وان هذه القوى بدأت شيئا فشيئا بالتخلي عن هذا الملف الذي اصبح نوعا من المستنقع لهذه القوى الغربية.
ويعتقد الخبراء أن معركة مأرب ستأتي بعدها معارك اخرى لأن الحل لا يوجد في اليمن بل انه في الرياض ان بقاء النظام السعودي كما هو يعني أن الاعتداءات على جيرانه اليمنيين ستتجدد، مؤكدين ان الخطابات المنمقة بالحديث عن العروبة والإسلام وما الى ذلك فهي تأتي من المستشارين الإعلاميين لمحمد بن سلمان الذين اثبتوا فشلهم سواء في تسويق هذه الحرب او حتى في محاولة إنهائها.
ولي العهد السعودي الذي نزل من على الشجرة، خلال مقابلته مساء الثلاثاء، واعترف بـ(أنصار الله) ودعاهم الى التفاوض، بقي بعيدا جدا عن النية الصادقة في التفاوض عندما تمسك بحكومة الفار هادي، ولكن اذا فرضنا انه فعلا أراد التفاوض فعليه ان يثبت ذلك على الارض برفع الحصار عن الشعب اليمني أولا، والمقصود هنا كل اليمن، فالمناطق الجنوبية التي تقع تحت سيطرة العدوان هي ايضا تصيح من ظلم العدوان والحصار ولا فرق بين اليمنيين.
رعب امريكي اسرائيلي من سقوط ‘مأرب’
وهنا يحاول الامريكي، وهو المتورط الاول في هذه الحرب فهو من يسلح ويخطط ويساعد العدوان، يحاول كالعادة الظهور بالشكل الدبلوماسي والدعوة لايقاف هذه الحرب الظالمة، ليس حبا في اليمنيين الذين تسبب في سفك دمائهم طوال سنوات مديدة، بل انقاذا لنفسه وللسعودية قبل سقوط “مأرب” الاستراتيجية وهو اعتراف صريح بأن مرتزقة السعودية لن يصمدوا أمام ضربات اشاوس اليمن من الجيش واللجان الشعبية مهما حشدوا من قاعدة و”داعش” قي هذه المدينة، وبالتالي فدقات الساعات القليلة القليلة ستكون حاسمة وعلى السعودي ان يحسم أمره للوصول الى تسوية تنقذه وربما تدخل امريكي يحفظ ماء وجهه.
نرجو ان لا يخيب ولي العهد السعودي كعادته ويظن انه قادر على الصمود في مأرب، فمرتزقة العدوان سيفرون امام رجال اليمن المؤمنين بقضيتهم كما فروا من أماكن أخرى، وجميعنا يعلم ان الطائرات والغارات الجنونية لم تمنع يوما سقوط مدينة بيد مهاجميها، فإما إنهاء الحصار والحرب على اليمنيين والتوجه الى الحوار اليمني- اليمني دون التعنت والتكبر والتعامل مع واقع الامور، أو خسارة فادحة تذهب ماء وجه المعتدين.