في أول تعليق لها على التسجيل الصوتي المسرب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حذرت الخارجية الروسية من أن بعض الأطراف تحاول التلاعب مع العلاقات بين موسكو وطهران.
وأشارت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أثناء موجز صحفي عقدته اليوم الخميس، إلى أن تسريب التسجيل الصوتي المثير للجدل جاء في فترة صعبة بالنسبة لإيران، موضحة أن الجمهورية الإسلامية تعاني من الضغوطات القاسية الناجمة عن العقوبات الأمريكية وجائحة فيروس كورونا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فيها.
ولفتت زاخاروفا إلى ضرورة تحليل أي “انفجارات” إعلامية متعلقة بإيران حاليا في سياق هذه الظروف المعقدة، مضيفة: “نعرف جيدا الذين يسعون إلى التلاعب بها للإضرار بمصالح روسيا وروابطها مع إيران التي تعود إلى قرون مضت”.
وشدد المتحدثة على أن روسيا تعتمد دائما على الموقف الرسمي الذي طرحته طهران مرارا وتكرارا، وتلت اقتباسات من التصريحات التي جاءت في الأشهر القليلة الماضية على لسان كل من ظريف نفسه والرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى حمد باقر قاليباف حيث ثمنوا موقف موسكو إزاء الاتفاق النووي وأكدوا أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين.
وتابعت: “أما بخصوص الحقائق، فلو لا الدعم الروسي الحاسم لما تم، خلال فترة محدودة نسبيا، رفع كل الأسئلة المتراكمة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه إيران وضمان شفافية أنشطتها النووية وطابعها السلمي حصرا. لولا ذلك لما تم تبني خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، وبالتأكيد كانت ستغرق عام 2018 بعد انسحاب الرئيس (الأمريكي السابق) دونالد ترامب من الصفقة”.
ولفتت زاخاروفا إلى أن هذا التسريب الإعلامي جاء في خضم المفاوضات بين الدول الموقعة أصلا على الاتفاق النووي في فيينا، محذرة من أن التفسيرات المختلفة لكلام ظريف تضر بهذه المساعي الرامية إلى استئناف الصفقة.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو ستواصل جهودها الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي لتعزيز نظام منع انتشار الأسلحة النووية في العالم وضمان حصول الاقتصاد الإيراني على المكاسب المستحقة، مضيفة: “نحن مهتمون بوجود إيران قوية ومستقلة تمارس نهجا مسؤولا في المنطقة بناء على القانون الدولي، وكانت روسيا معارضة دائما لتدخل الولايات المتحدة في شؤون جارتنا الجنوبية وممارسة الضغط عليها واستخدام تهديدات متغطرسة باللجوء، كما يعتدون القول، إلى كل الخيارات على الطاولة”.
وأعربت زاخاروفا عن عزم روسيا على توسيع التعاون مع طهران في المجالات كافة واتخاذ خطوات على أرض الواقع لمساعدة الشعب الإيراني في محاربة جائحة كورونا.
وتابعت: “كما هو معروف، لا نتاجر بمصالحنا وليس بشركائنا ونتصرف بالتوافق الصارم مع القانون الدولي ونفي دائما بوعودنا والتزاماتها، خاصة فيما يخص خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن الدولي 2231. ونتوقع مثل هذا الموقف الصريح والمسؤول من الذين نبني معهم علاقات على أساس متساو ونفضل تقديرهم بناء على أفعالهم وليس أي أقوال غير مدروسة أو غير مقبولة”.
ويضم تسجيل ظريف المسرب تصريحات مثيرة للجدل حمل فيها وزير الخارجية الإيراني على وجه الخصوص روسيا موسكو المسؤولية عن محاولة تقويض الاتفاق النووي.