رغم انه بات من نافلة القول، ان نؤكد على ان هناك تناغم الى حد التماثل والتطابق، بين السعودية و”اسرائيل”، ازاء كل قضايا المنطقة دون استثناء، حتى ازاء قضايا مثل القدس وتهويدها والمقدسات الاسلامية، خاصة بعد صعود نجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تبنى رؤية رئيس الوزراء “الاسرائيلي” من القضية الفلسطينية وجميع قضايا المنطقة، بقضها وقضيضها، الا ان خبرين، منبعهما السعودية، لا يفصل بينهما الا ساعات قليلة، يضطران المراقب ان يتوقف امامهما، لانهما لا يؤكدان فقط على تطابق الرؤية السعودية مع الرؤية “الاسرائيلية” فحسب، بل تتجاوز الرؤية الاولى ، للرؤية الثانية في الكثير من القضايا.
على سبيل المثال لا الحصر، خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، كان هناك خبران مصدرهما السعودية، الاول مصدره وسيلة اعلامية سعودية هي قناة “العربية”، والخبر الثاني مصدره “أكاديمي سعودي معروف”! هو تركي الحمد. واذا لم نشر الى مصدريهما، فلا نعتقد ان هناك من يشك بانهما مصدران “اسرائيليان ومتطرفان ايضا”.
الفضيحة الاولى، كان خبر قناة “العربية” السعودية، والذي جاء في سياق تغطيتها!! لانتفاضة سكان القدس بوجه الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين، الذين يحاولون منع المقدسيين منذ بداية شهر رمضان المبارك، من الصلاة في المسجد، وقاموا بالاعتداء عليهم بشكل وحشي، واسفرت الاعتداءات عن جرح واصابة واعتقال المئات. بينما القناة السعودية صورت الانتفاضة ، على انها “اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية بسبب خلاف على تجمع وقت الافطار”.
واللافت ان قناة “العربية” السعودية لم تكتف في تشويه الحقائق بهذا الشكل البشع، بل تمادت الى حد تبرير الاسلوب الوحشي في التعامل مع المقدسيين، عندما اشارت الى وجود “دعوات اسرائيلية لاتخاذ اجراءات عنيفة بعد انتشار فيديو لفلسطيني يصفع متشددا يهوديا”!!.
سوف لن نعلق على تغطية القناة السعـودية، ونترك التعليق للقارىء اللبيب ، ليقف على حجم الانحدار الذي وصلت اليه بعض الانظمة، التي تدعي العروبة، في مستنقع الخيانة والعار، في خدمة الد اعداء الامة، بهذا الشكل الرخيص والمقزز.
الفضيحة الثانية، كانت خبر “الاكاديمي”!! السـعودي تركي الحمد، الذي علق على ما قيل عن ضبط السعودية لمخدرات كانت موجودة ضمن شحنة فاكهة قادمة من لبنان، حيث قال ان غاية محور المقاومة تدمير السعودية، حتى لو استعان بـ”سرائيل” ، وان “اسرائيل” أشرف من تجار المخدرات!!.
اذا اردنا ان نرد على هذا “الاكاديمي” السـعودي!! ، بلغته، فنقول: ان “اسرائيل” التي تنسب انت اليها يا تركي، الشرف، يبدو انها “اشرف”، وفقا لادعائك لها بالشرف، فهي اشرف من الكثيرين من الذين تدعي نصرتهم والدفاع عنهم، ولا نريد ان نسرد قائمة طويلة بإسمائهم وفضائحهم، ولكن سنكتفي بذكر واحد منهم تعرفه احسن منا،
وهو اميرك السعودي عبد المحسن بن وليد آل سعود، المعروف بـ”ملك الكبتاغون”، بعد ان ضبطته السلطات اللبنانية، في تشرين الأول عام 2015، مُتلبّساً بتهريب نحو 2 طن من حبوب الكبتاغون على متن طائرة ملكية!!، كانت تريد الاقلاع من مطار بيروت الى السعودية. ونجحت سلطات بلادك ، لما لها من تأثير ونفوذ ، وباعها الطويل في مثل هذه القضايا، في انقاذ الامير اميرك والصاق التهمة بمرافقه!!.
اخيرا نقول لهذا “الاكاديمي”، ان حادثة تهريب المخدرات في شحنة فاكهة، تحدث يوميا بين مختلف دول العالم، حتى بين امريكا والمكسيك، وبين دول الاتحاد الاوروبي، دون ان تتهم حكومة حكومة اخرى بانها وراء التهريب، او تقطع علاقاتها التجارية معها، ان السعودية، ارادت من خلل هذه الحادثة، تصفية حسابات سياسية مع لبنان، من خلال قرارها، قطع العلاقات التجارية معه، واغلاق ما تبقى من منافذ الاقتصاد اللبناني، بهدف تحميل ارادتها على اللبنانيين، وهي ارادة امريكية اسرائيلية في الحقيقة، بعد ان فشل هذا الثلاثي في تركيع اللبنانيين، عبر الضغوطات العسكرية والامنية والطائفية.