إذا لم تستطع ان تغلبهم شاركهم.. 5 عوامل وراء مراجعة السعودية حساباتها مع إيران

364
شاركهم
شاركهم

اعتبر الكاتب والمعلق السياسي “طارق عثمان” أن هناك 5 عوامل رئيسية وراء التحرك نحو التفاوض بين السعودية وإيران خلال الأيام الماضية، لكنه أكد أن توصل الجانبين لاتفاق محدود لا ينفي أن المصالح الكبرى والأهداف الاستراتيجية لنظام الجمهورية الإسلامية في طهران وللعائلة السعودية، متعارضة تمامًا.

وأوضح “عثمان”، في تحليل نشره بموقع شبكة CNN الأمريكية، أن تطورات حرب اليمن تعد العامل الأول في مراجعة الحسابات السعودية، فبعد ما يقرب من 10 أعوام، لا تزال المملكة بعيدة عن الأهداف التي أرادتها من تلك الحرب، مقابل تمكن عدوها الرئيس في اليمن (الحوثيين) من توسيع من نطاق سيطرتهم بمساعدة إيرانية.

وأضاف أن موقف الإدارة الجديدة في واشنطن من نتائج الحرب في اليمن هي العامل الثاني في كشف حساب المراجعة السعودية، إذ قرر الرئيس الأمريكي “جو بايدن” وقف تزويد المملكة باحتياجات مهمة، بما في ذلك ما هو مطلوب للحملات الجوية.

كما أن استغلال دوائر هامة في واشنطن الكارثة الإنسانية التي ترتبت على حرب اليمن، لوضع ضغوط على المملكة، يأتي بمثابة عامل ثالث في حساب المراجعة السعودي، خاصة بعد فضيحة قتل الصحفي “جمال خاشقجي” في إسطنبول، وتموضع السعودية في الغرب بشكل عام بموقع المتهم.

العنصر الرابع في حساب المراجعة السعودي يتمثل في الاتفاق المحتمل بين أمريكا وإيران بشأن برنامج طهران النووي، فالسعودية تعلم أن الاتفاق سيأخذ وقتاً، ولكنه غالبًا سيحدث، حسبما يؤكد “عثمان”، مشيرا إلى أن صانع القرار السعودي يتحرك إزاء إيران حاليا بموجب المثل الإنجليزي الشهير: “إذا لم تستطع أن تغلبهم، شاركهم”.

أما خامس عوامل المراجعة السعودية، حسبما يرى “عثمان”، فهو لاعب جديد نسبيًا على الساحة، أثبت أنه يستطيع تقريب وجهات نظر بعيدة عن بعض، وهو رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي”، الذي يرتبط بعلاقة طويلة ومتشابكة مع طهران، واستطاع أيضا أن يحوز ثقة الرياض.

وأشار إلى أن “الكاظمي” وجد زوايا ترى منها طهران والرياض مكاسب من الحوار أكثر من المكاسب المحتملة من الصراع، خاصة في اليمن.

وكانت “رويترز” قد أفادت، الخميس، بأن السعودية وإيران قد تعقدان جولة ثانية من المفاوضات المباشرة بينهما، الشهر الجاري، على الرغم من أن موعدها لم يحدد بعد.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في الشرق الأوسط قوله إن الاجتماع الأول الذي استضافته بغداد أوائل الشهر الجاري، كان “بناء جدا”، موضحا أن الجانبين بحثا خلاله العديد من الملفات على رأسها النزاع اليمني والاتفاق النووي مع إيران.

شاركهم
شاركهم