انتقد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، إحاطة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، متهما إياه بتقديم إحاطة عسكرية تحوي اتهامات باطلة، وتسويقه للحرب على اليمن مجددا.
وقال الحوثي في حوار حصري مع وكالة “سبوتنيك”: “بالنسبة لحديث ليندركينغ أن بلاده بحاجة إلى مزيد من المساعدة الدولية، لوقف شحن الأسلحة إلى الحوثيين، دليل على أن ليندركينغ لم يأت رسول سلام، وإنما أتى لنقل أخبار غير صحيحة لتسويق الحرب مجددا على اليمنيين”.
ونوه عضو المجلس السياسي الأعلى إلى أن ليندر كينغ لو كان يريد السلام “لقدم خطة للسلام مبنية على الحقائق الواضحة، ومبنية على التوجهات الحقيقية التي يمكن أن يتفق عليها اليمنيون مع دول العدوان، أو أن يبحث الخطط التي قُـدمت له من قبلنا عبر الوسطاء العمانيين أو عبر مدير برنامج الغذاء العالمي”.
وخاطب الحوثي المبعوث الأمريكي “ونقول لـ ليندر، أن الحصار الذي يُفرض على بلدنا يفرض على سفن تأتي من الدول التي تعتدي على بلدنا، فالسفن قد تأتي من الإمارات أو من قد تأتي من السعودية نفسها…”، مشيرا بذلك إلى أن “ما يتم من حصار هو غير مُسوَّغ”، وأن “الحديث عن أن ما يتم من حصار من أجل السلاح هو كذبة كبرى”.
وأكد “لو كنا نبحث عن إدخال السلاح عبر الموانئ التي نطالب بعدم حصارها لوجدوا الكثير من الأسلحة داخل السفن المحتجزة الآن رغم تفتيشها، ولما تم التصريح لها من الأمم المتحدة للدخول إلى موانئ الحديدة، فها هي السفن الآن متوقفة ومحاصرة ولا يوجد بداخلها أي شيء من السلاح”.
ومضى الحوثي قائلا إن “ما أفصح به (المبعوث الأمريكي الخاص) دليل على أن هناك نوايا مبيتة من قبل الأمريكيين وأنهم لا يريدون السلام، فمن يذهب للسلام لا يأتي بتقرير عسكري كما فعل في الإحاطة التي تحدث عنها، وأيضا حملت الإحاطة العسكرية التي قدّمها ليندركينغ كلاما غير صحيح وغير واقعي واتهامات باطلة، وهو ما يؤكد حديثنا أن الأمريكيين ليسوا حمائم سلام، فنحن نعتبر أن ما تقوم بها أمريكا هو عبارة عن حرب وعدوان وقيادة لهذا العدوان على بلدنا، وأكبر دليل على ذلك هو إحاطة ليندركينغ هذه”.
الحصار الأمريكي
وأضاف محمد الحوثي “بخصوص الانتهاكات الحقوقية التي يزعمها فنحن طالبنا بلجان تقصي حقائق مستقلة في كل الجرائم التي ترتكب ضد الشعب اليمني، وأكبر إجرام وانتهاك هو استمرار الحصار الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه، ضد شعب أعزل أوصله حصارهم إلى أسوأ أزمة إنسانية”.
كما أشار إلى أن “سجل الأمريكيين لا يوجد فيه غير الانتهاكات المستمرة العسكرية والقانونية والأمنية وعلى كل المستويات، فهو حافل ويئن العالم منه، وينطبق عليهم المثل العربي المعروف “رمتني بدائها وانسلت”.
أما فيما يتعلق بمخاوف المبعوث الأمريكي من أن أمريكيين قد يصابوا بالصواريخ التي يطلقها الحوثيين على السعودية، أشار الحوثي إلى أن وزارة الدفاع التابعة لحكومة “أنصار الله” دائما ما تدعو المدنيين في السعودية، بما في ذلك الأمريكيين، إلى عدم التواجد في المنشآت المحتمل استهدافها، داعيا إلى إيقاف العدوان والحصار كأفضل طريقة لكي ينعم الأمريكيين وغيرهم بالأمان في السعودية.
غارات مشتركة
وأردف قائلا بهذا الصدد: “نحن نقول ودعونا ودعت وزارة الدفاع باستمرار إلى أنه على كل المدنيين الخروج من المنشآت المحتمل استهدافها، والتي يتم استهدافها في إطار الرد المشروع على العدوان، وما يشنه من الغارات الأمريكية السعودية على بلدنا. وأفضل شيء بالنسبة لهؤلاء الأمريكيين أو غيرهم هو إيقاف العدوان وفك الحصار، سيأمن كل أمريكي في المملكة العربية السعودية وكذلك السعوديون أنفسهم”.
وأضاف الحوثي “أما بخصوص العسكريين، فالعسكريون هم رجال حرب، وتواجدهم في تلك المناطق هذا فيه شبهة، فكيف يتواجدون في أماكن يزعمون مدنيتها؟ ولماذا يتواجدون هناك؟”، وتابع “مع هذا كله نحن نبحث عن السلام ونريد السلام في الجمهورية اليمنية، فإذا توقف العدوان الذي تديره أمريكا فسيتوقف كل شيء”.
وحول الوضع العسكري والمواجهات في مأرب، أفاد محمد علي الحوثي أن ما “يخص مأرب والحديث عن مأرب هم يعطون المسألة أكبر من حجمها، هناك تهديد من قبل المتواجدين في مأرب من قبل الأجانب، ومن قبله داعش والقاعدة (وهما تنظيمان إرهابيان محظوران في روسيا والعديد من الدول)، وهم إنما يدافعون عن هؤلاء الأشخاص أنفسهم”.
واختتم في هذا السياق بالقول “لا يوجد بيننا وبين أبناء قبائل مأرب أي خلاف، والحقيقة أن من يمثل تهديدا لمأرب هم من يتواجد داخلها من الأجانب من داعش والقاعدة والمرتزقة، الذين يتجمعون هناك، فدول العدوان اعتبرتها منذ اليوم الأول بأنها القاعدة الأولى لانطلاق معركتها ضد الجمهورية اليمنية”.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، قد قال، يوم الأربعاء، في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، إن دعم إيران لحركة الحوثي اليمنية “كبير جدا وفتاك”، ووصف المعركة التي تدور حول منطقة مأرب الغنية بالغاز في اليمن بأنها “أكبر تهديد لجهود السلام”.