اعتبرت صحفية “فايننشال تايمز” البريطانية، أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” هما كلمتا السر في لجوء السعودية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع إيران.
جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان “حتى السعودية وإيران تفكران بالسلام على ما يبدو”.
وفي وقت سابق، كشفت الصحيفة عن مفاوضات عقدت مطلع الشهر الجاري في بغداد بين مسؤولين سعوديين وعراقيين لخفض حدة التوتر بين طهران والرياض.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن “بايدن” ترك أثره على المنطقة الملتهبة والتي تعتبرها الولايات المتحدة مصدرا رئيسيا لـ”الحروب الدائمة”، وذلك بعدما خروج مشعل الحرائق الجيوسياسية “دونالد ترامب”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالتزامن مع المباحثات غير المباشرة الي تجريها طهران وواشنطن في فيينا من أجل عودة الأخيرة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه “ترامب” في 2018، كان ممثلون عن السعودية وإيران يجلسون في اجتماع سرى في بغداد للبحث عن طرق لرأب الصدع بين الدولتين.
ووفق الصحيفة، ربما كانت هذه المحادثات استكشافية، لكنها وجود حوار بين طرفي النزاع السني – الشيعي يعد إنجازا في حد ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في غضون ذلك، خرجت حرب الظل الإسرائيلية ضد إيران لضوء النهار هذا الشهر بعملية التخريب التي استهدفت مفاعل “نطنز”، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وجاء الهجوم في وقت وصلت فيه محادثات فيينا إلى مرحلة إقناع إيران مبدئيا بالعودة والالتزام بمبادئ اتفاقية 2015 التي قيدت تخصيب اليورانيوم عند نسبة 3.67%.
وذكرت الصحيفة أن “بايدن” يتعامل مع “نتنياهو” بشك نابع من معرفة طويلة، وبنفس الطريقة يتعامل بعدوانية مع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
وتابعت أنه “ربما كان هذا السبب وراء بحثه عن مدخل بديل عن النهج الصدامي الذي تتبناه إسرائيل”.
وأشار الكاتب إلى بالون اختبار للتقارب بين طهران والرياض ظهر في مقال نشر في يناير/كانون الثاني بصحيفة “الجارديان”.
وتابعت أن كلا من “عبدالعزيز صغير” و”حسين موسويان” المرتبطان بالجانبين السعودي والإيراني، ناقشا خلال المقال أهمية التعاون الذي يأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية للبلدين.
وعقبت الصحيفة أنه يبدو أن هذه المحادثات الأخيرة (التي عقدت في بغداد) بدأت تقوم بالمهمة.