“النووي الإيراني” يثير خلافاً بين واشنطن و”تل أبيب” والأخيرة تبلور موقفها من الاتفاق

421
الإيراني
الإيراني

على وقع التقدّم الذي تحرزه المفاوضات النووية في فيينا والإقتراب من ابرام اتفاق, يكثر الحديث في “إسرائيل” عن اتساع رقعة الخلافات في المواقف، وفقدان الثّقة المتبادلة بين “تل أبيب” وواشنطن على خلفية التعاطي مع الملف الإيراني.

وفي هذه الأجواء أجرت “إسرائيل” اليوم الخميس، نقاشاً سياسياً أمنياً لبلورة الموقف الإسرائيلي الذي سيعرضه الوفد الإسرائيلي السياسي الأمني الرفيع المستوى، الذي سيزور واشنطن قريباً للبحث في الملف الإيراني.

وفي مؤشر على حجم الهوّة بين الطرفين، الإسرائيلي والأميركي، دعا السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون، يهود الولايات المتحدة إلى الوقوف إلى جانب “إسرائيل” وليس إلى جانب إدارة بايدن بشأن الاتفاق المتبلور مع إيران.

وفي غمرة التسريبات عن حالة الخلافات وانعدام الثقة والاستياء المتبادل بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي، تستمرّ حملة الانتقادات في “إسرائيل”، للسياسة الإسرائيلية تجاه إيران. انتقادات دفعت معلقين إلى وصف الإدارة الإسرائيلية للمعركة مع إيران بالغبية والفاشلة.

واشنطن – “تل أبيب”: فقدان متبادل للثقة

حفِلت التقارير الإسرائيلية المواكبة للحراك على خط النووي الإيراني، بالعديد من التسريبات عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، وكلها تُشير إلى تفاقم حالة الخلاف وغياب الثقة بين واشنطن و”تل أبيب”.

ونقلت تقارير إسرائيليّة عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، عن حالة من انعدام الثقة وغياب التنسيق والشفافية بين الطرفيْن، وفي الموازاة، يدّعي الإسرائيليون أنّ إدارة بايدن تتصرّف بشفافية غير كافية معهم، بحيث لا تُطلعهم على تفاصيل المقترحات التي تعرضها على الإيرانيين في مفاوضات فيينا.

أيضاً، الطرف الأميركي يشتكي من السلوك الإسرائيلي، وفقاً لما يُسرّبه مسؤولون إسرائيليون. الشكوى الأميركيّة تتركّز حول عدم التزام إسرائيل الكافي باتفاقيّة “صفر مفاجآت”.

ويردّ الإسرائيليّون بأنّ “إسرائيل” أبلغت واشنطن مسبقاً بسلسلة من العمليات ضدّ إيران.

ونُقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله: “لم يكن من المفترض أن يتفاجأ الأميركيون”.

هذه الخلافات دفعت مُعلقين للقول إن السؤال هو هل أن الخلافات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، أي التحذير الأميركي، ستحدث تغييراً في سياسة المؤسسة الأمنية؟ وهل وسيتم اختبارها في القريب العاجل؟

في المقابل، رفض مسؤول كبير في إدارة بايدن الانتقادات الاسرائيلية وقال إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار يُجرون محادثات منتظمة بلا توقف ومفتوحة حول القضية الإيرانية في عدّة منتديات.

“تل أبيب” تبلور موقفها من الاتفاق النووي

في محاولة أخيرة للتأثير على الاتفاق النووي يتجه، في الأيام القريبة المقبلة، وفدان إسرائيليان إلى واشنطن. الأول -بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت- وفد سياسي إستراتيجي، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات؛ والثاني، إستخباري أمني، يضمّ رئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين.

وفي محاولة لبلورة موقف إسرائيلي موحد لعرضه أمام الأميركيين، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الخميس، جلسة سياسية أمنية مقلّصة، تناولت الاتفاق النووي الإيراني المتبلور في فيينا، وذلك بمشاركة مسؤولين كبار في المؤسّسة الأمنية ووزارة الخارجيّة.

تقارير إعلامية ذكرت أن الجلسة المقلّصة عقدت بمشاركة وزير الأمن، بني غانتس، وزير الخارجية، غابي أشكنازي وجميع المسؤولين الذين يتوقّع سفرهم إلى الولايات المتحدة في الأيام المقبلة، ولا سيّما كوخافي وكوهين إضافة إلى رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات. وتهدف الجلسة، بحسب مراسل الشؤون السياسية في موقع واللاه الإخباري، باراك رابيد، إلى بلورة السياسات الإسرائيلية ومواءمة المواقف التي سيعرضها كل واحد من المسؤولين على نظرائهم الأميركيين، في ضوء تقديرات راجحة في المؤسّسة الأمنية تفيد بأن القرار الأميركي بالعودة إلى الاتفاق مع إيران قد اتُخذ بالفعل.

إدارة غبيّة للمواجهة مع إيران

في هذه الأثناء تستمر حملة الانتقادات الداخلية في “إسرائيل” للسياسة “الفاشلة” إزاء طهران، انتقادات تتسع رقعتها مع مرور الوقت لتشمل المزيد من المعلقين والكتّاب والخبراء.

ويشير الانطباع السائد لدى شريحة واسعة من المراقبين الإسرائيليين إلى فشل “إسرائيل” في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها، من تعاظم القدرات الصاروخية لمحور المقاومة: كمّاً ونوعاً، إلى المشروع النووي الإيراني الذي سجّل تقدّماً لافتاً، إلى الفشل في منع رسوخ الحضور الإيراني في المنطقة.

ويصف الكاتب في صحيفة معاريف، ران ادليست، الإدارة الإسرائيلية للصراع مع إيران بالإدارة الغبية. ويقول “من الصعب تقدير حجم وعمق واتساع وارتفاع مستوى الغباء في إدارة المعركة ضد إيران في السنوات الأخيرة”. والمعنى بحسب ادليست هو “فشل كامل لحملة نتنياهو وكوهين منذ سنوات ضد إيران”.

 

الإيراني
الإيراني