كشفت مصادر حقوقية عن حملة اعتقالات جديدة شهدتها السعودية مؤخرا لموالين لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف.
وصعد ولي العهد محمد بن سلمان من حملته القمعية ضد الأمراء المعتقلين منذ أزيد عن عام كامل وخاصة محمد بن نايف وسط تكتم رسمي على مصيرهم وأماكن احتجازهم.
وفي خطوة جديدة، أمر بن سلمان بملاحقة الموالين لولي العهد السابق المعتقل محمد بن نايف.
واعتقلت قوات الأمن السعودي عشرات الموالين لولي العهد السابق ولا سيما الداعمين له عبر شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”، وفقا لحساب “معتقلي الرأي”.
وسبق أن كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، أن ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف تعرض للتعذيب والعزل في محبسه وسط الصحراء ما جعله لا يمشي إلا بعكاز.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه ضغوطاً من أجل الدفع لإنقاذ “بن نايف”، الذي يعيش في معتقل سري خاصة.
وأوضحت أن بعض أصدقاء بن نايف في الغرب يحاولون الضغط على السعودية للإفراج عنه.
وقال مصدر مطلع على الوضع إن “شخصيات بارزة في لندن والعاصمة تشعر بأن الغرب مدين لبن نايف بامتنان عميق” بعد مساعدته في إحباط مؤامرات إرهابية.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن ولي العهد السابق (61 عاما) قضى 6 أشهر في حبس انفرادي، وخسر خلال تلك المدة أكثر من 38 كيلوجراما من وزنه، وبدا مصاباً بجروح في قدميه بفعل تعرضه للتعذيب والعزل.
وفي السياق ذاته، قال شخص مطلع على الوضع: “يشعر كثيرون بقلق عميق بعد التقارير التي تفيد باعتلال صحته وتعرضه لسوء المعاملة على أيدي السلطات”.
ضغط أمريكي
وأشارت المصادر إلى أن أرصدة بن نايف البنكية في السعودية كبيرة، لكنها ليست إلا جزءاً بسيطاً من مبلغ الـ11 مليار دولار
الذي تطالبه السلطات بها بدعوى أنه يمثل الميزانية الإجمالية الممنوحة لوزارة الداخلية خلال فترة من وقت عمله وزيرا.
ونفى أصدقاء لولي العهد السابق قطيعا سرقته الحكومة، وزعموا أنهم يتعرضون لهجوم من “بن سلمان” بدوافع سياسية.
ويعتقد أصدقائه أن الولايات المتحدة لا تضغط بما يكفي على الرياض لمساعدته.
وهو ما عبر عنه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق “جون برينان”.
قائلا: “لا أعتقد أن إدارة (بايدن) اتخذت الخطوات اللازمة، لقد أصدروا التقييم الاستخباراتي عن مقتل (الصحفي السعودي جمال) خاشقجي قائلين إن أحدهم مسؤول، لكنهم لم يحاسبوا محمد بن سلمان شخصياً”.
النوم في العراء
وألقت السطات السعودية القبض على بن نايف، الذي ابتعد عن الحياة العامة عام 2017 بعد تولي بن سلمان السلطة، قبل عام من ذلك.
وزج به في معسكر صحراوي اعتاد اصطحاب المسؤولين الزائرين إليه للتحدث والنوم في العراء.
وفي سبتمبر/أيلول 2020، نقل من الحبس الانفرادي إلى قصر مهجور، حيث لا يزال تحت حراسة مشددة كما لا يسمح له بمقابلة محاميه وطبيبه.
وأبرزت وكالة رويترز العالمية حملة التشويه والتحريض الرسمية ضد ولي العهد السابق محمد بن نايف بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان الذي ينتهج كل الأساليب لتصفية منافسه على السلطة.
وقالت رويترز في تقرير إن آلاف التغريدات على تويتر اتهمت بن نايف ومساعده المسئول الأمني السابق المقيم في كندا سعد الجبري بالفساد واختلاس الأموال.
ونقلت الوكالة عن مصدرين سعوديين قولهما إن الحملة التي قام بها ناشطون مؤيدون للحكومة في تويتر تهدف -على ما يبدو- إلى التأثير على الرأي العام، وتشويه سمعة الأمير محمد بن نايف قبل الإعلان المتوقع عن اتهامات بالفساد ضده.
وأشارت الوكالة نقلا عن مصدر آخر أن الحملة مدعومة حكوميا، وأن مقربين من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعيدون نشرها.
كما نقلت رويترز عن خالد الجبري -نجل سعد الجبري- قوله إن الحملة تهدف إلى صرف النظر عن القضية الحقيقية، وهي أخذ ابن الجبري وابنته رهينتين.
وذكرت أن الحملة الجديدة في تويتر على محمد بن نايف تأتي بالتزامن مع دخول الملك سلمان (84 عاما) المستشفى لإجراء فحوص بعد إصابته بالتهاب في المرارة، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
ونوهت إلى أن محمد بن نايف قبل الإطاحة به كان المنافس الأكثر أهمية على العرش، مشيرة إلى تبعية قوى الأمن له، وتطويره علاقات وثيقة مع أجهزة المخابرات الغربية، وأنه لا يزال يتمتع بشعبية بين المحافظين الذين قام ولي العهد بتهميشهم.