قال موقع “ديلي بيست” الأمريكي إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عين “مارك رايبرت” مخترع الكلب البوليسي الروبوتي (ديجيدوج) ضمن هيئة مستشاري مدينة نيوم.
وجاء هذا التعين للمخترع الأجنبي بعد أسبوع من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عام 2018.
وظهر “ديجيدوج” وهو يساعد شرطة مدينة نيويورك في عملية توقيف داخل مبنى في منطقة منهاتن. وكانت شرطة نيويورك قد اشترته من شركة “بوسطن دينامكس”، التي أسسها، المدير التنفيذي السابق للشركة، ورئيس مجلس إدارتها الحالي “مارك رايبرت”.
وذكر الموقع أنه مع تكشف تفاصيل اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، سارع العديد من أباطرة التكنولوجيا الأمريكيين في الهيئة الاستشارية لنيوم بإصدار بيانات عامة أعلنوا فيها سحب عضويتهم، إلا أن رايبرت لم يفعل ذلك. وأظهر أرشيف شبكة الإنترنت، حتى يوليو 2019، أنه تم ادراج “رايبرت” في الهيئة بصفته مستشار مجلس الإدارة الخاص بنيوم، إلا أنه تم حذف الصفحات التي نشرت هذا الخبر.
وقالت “دايلي بيست”، إنه بعد نشر خبر رايبرت على موقعها، تواصل متحدث باسم شركة “بوسطن دينامكس”، وأبلغ الموقع أن رايبرت لم يعد ضمن الهيئة الاستشارية لنيوم، لكنه لم يحدد تاريخ سحب عضويته منها.
يذكر أنه في أكتوبر 2017، سافر رايبرت إلى الرياض لحضور قمة حول الذكاء الاصطناعي نظمته السعودية، لمناقشة كيف يمكن أن تنسجم الروبوتات مع رؤية المدينة المستقبلية. وقال “رايبرت” آنذاك، وكان جالسا على الجانب الآخر من ولي العهد السعودي، “من الواضح أن جلالته يفكر بنطاق عالمي، وربما يكون طامحا كبيرا على نطاق عالمي.. إنه لمن دواعي سروري حقا أن أشارك في مشروع مثل هذا”.
وليس هذا فحسب، بل يستعين ولي العهد محمد بن سلمان برجل أعمال يهودي ألماني من أصول يهودية كمستشار له وهو ما يعكس حقيقة سياساته القائمة على الانقلاب على قيم وإرث المجتمع السعودي. واستعان محمد بن سلمان برجل الأعمال كلاوس كلاينفيلد في دفع خطته الاقتصادية المعروفة باسم رؤية 2030 متجاهلاُ تاريخه المليء بالفساد المالي والفشل المهني.
وكان كلاوس كلاينفيلد ضيفاً دائماً على منتدى الاقتصاد العالمي دافوس وهناك تعرف عليه ابن سلمان وبدأت علاقتهما. وفي عام 2017 استدعى ابن سلمان كلاينفيلد ليكون ضمن المجلس التأسيسي لمشروع مدينة نيوم، وفي ذات السنة نفسها عينه رئيساً تنفيذياً لهذا المشروع.
وفي عام 2018 منحه أبن سلمان صلاحيات أوسع بتعينه مستشاراً اقتصادياً خاصاً له ليترك موقعه في رئاسة نيوم مع الاحتفاظ بعضوية مجلسه التأسيسي.
ولكن ماذا عن تاريخ كلاوس كلاينفيلد؟
في عام 2007 أُبعد كلاينفيلد عن منصب تنفيذي في شركة سيمنس الألمانية على خلفية قضية فساد واختلاس ملايين اليوروهات وعلى إثرها فرضت المفوضية الأوروبية على الشركة غرامة مالية بقيمة 419 مليون يورو بسبب التلاعب بأسعار الطاقة وتهم رشاوي وفساد.
وأغلقت القضية بعدما اتفق كلاينفيلد مع 5 مسؤولين آخرين على دفع 8 ملايين يورو ضمن تسوية مع شركة سيمنس ودفع كلاينفيلد مليوني يورو من إجمالي المبلغ.
وفي أغسطس 2007 أصبح كلاينفيلد رئيساً تنفيذياً لشركة الألومينيوم الأمريكية ALCOA لتلاحقه فضيحة فساد أخرى ربطاً برشاوي في البحرين. وفي عام 2008 رفع صندوق تقاعد عمال الحديد في ولاية هاواي الأمريكية دعوى قضائية على شركة ALCOA, ومسؤولين فيها على رأسهم كلاينفيلد بتهمة رشوة للفوز بعقد مع شركة ألمنيوم ألبا.
أما في عام 2014 فقد وافقت شركة ALCOA على دفع مبلغ 384 مليون دولار إلى وزارة العدل الأمريكية لتسوية الشق الجنائي وإنهاء القضية.
وفي عام 2015 تولي كلاينفيلد رئاسة مجلس إدارة شركة ARCONIC الأمريكية، ثم طرد منها بعد ذلك بعامين بسبب أدائه السيء وفشله بتحقيق الأرباح.
وفي العام ذاته عينه ابن سلمان رئيساً تنفيذياً لمشروع نيوم، وبعد قرار التعيين علق موقع بلومبيرغ “الأمير السعودي يكلف المدير المطرود من شركة أركونيك ببناء مدينة عملاقة”.