خيمت الاحداث الأخيرة في مأرب، اخر معاقل التحالف شمالي اليمن، الأربعاء، على المشهد الدولي مع اقتراب قوات صنعاء من السيطرة عليها وسط ثبور إقليمي ودولي غير مسبوق.
الأمم المتحدة وعلى لسان المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أعلنت حالة الاستنفار لمواجهة ما وصفه بمزيد من التصعيد المحتمل ، متوقعا نزوح 105 الف شخص بحلول سبتمبر المقبل في حال استمر القتال.
ومع أن دوجاريك حاول ككل مرة استغلال ما وصفها بـ”الكارثة الإنسانية ” لمطالبة المانحين بدفع مزيد من الأموال لصالح المنظمات الدولية المتورطة بالفساد عبر استحضار نقص عمليات التمويل، الإ أن توقيت الإعلان لم يخرج عن الأهداف السعودية الهادفة لوقف تقدم قوات صنعاء بتحريك أوراق إنسانية وهو ما يشير إلى تورط اممي بمزيد من المعانة، خصوصا وأن تصريحات دوجاريك تزامنت مع اطلاق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن تقرير ادعى فيه مقتل 14 مدني في مأرب خلال النصف الأول من هذا الشهر وحذر فيه من خطورة ما وصفها استمرار “الاعمال العدائية ” ومطالبا بوقفه.
التحرك الأممي ليس بجديد وهو ضمن جبهة دولية عريضة تضاف إلى القاء الرياض بكل ثقلها العسكري في محاولة لمنع سقوط المدينة الذي قد يشكل نهاية للحرب وهزيمة قاسية للسعودية التي تقود منذ 7 سنوات حربا وحصار غير مسبوقة، وهذا الحراك يتصاعد وينخفض وفقا لمجريات المعركة على الأرض .
في هذا السياق، شهدت مدينة مأرب خلال الساعات الماضية تطورات دراماتيكية تنبئ بقرب سقوط المدينة ابرزها الغارات السعودية المكثفة والتي بلغت اكثر من 14 غارة على منطقة جبل هيلان التي لا تتجاوز بضعة كيلومترات بالتزامن مع تطويق قوات صنعاء لمنطقة الطلعة الحمراء الاستراتيجية والتي تبعد بضغة كيلومترات عن المدينة، ناهيك عن الغضب البريطاني الذي دفع السفير مايكل ارون لمجادلة مجرد ناشط يمني وكيل التهم لصنعاء في خروج واضح عن اللياقة الدبلوماسية وكشف لحجم الرعب الذي يعتري اطراف دولية وإقليمية متكسبة من الملف اليمني وتسعى لإطالة امد الحرب فيه.
وصعدت الولايات المتحدة، الأربعاء، في ملف مدينة مأرب بالتزامن مع اقتراب صنعاء من السيطرة على المدينة إذ عقدت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي جلسة استماع للمبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ.
وشدد ليندركينغ على ضرورة وقف ما وصفه “الهجوم” على مأرب، معتبرا سقوط المدينة نسفاً لمساعي مبادرة بلاده فرض حل وفقا لأجندتها.
وشن ليندركينغ هجوماً على ايران، متهما إياها بأنها لا تساعد في حل ما وصفه الصراع في اليمن في إشارة كما يبدو إلى المفاوضات الأخيرة مع السعودية في العراق والتي تحدثت عن ابلاغ ايران السعودية بأن اليمن لديها أطرافها ..
كما تحدث ليندركينغ على مضض بشان المعانة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون بفعل الحرب والحصار التي تفرضها السعودية منذ أكثر من 6 سنوات مكتفيا بدعوة السعودية إلى وقف اعتراض شحنات الوقود الواصلة إلى ميناء الحديدة على الرغم من محاولة ربطه بين مارب والوضع الإنساني المتفاقم في عموم اليمن.
وهذا اول خروج للمبعوث الأمريكي إلى اليمن عن اللياقة الدبلوماسية في محاولة فرض واقع جديد منذ تعينه قبل عدة اشهر وكان قد زار المنطقة 4 مرات منذ فبراير الماضي وطرح مبادرة للحل قال وفد صنعاء انها لا تحمل جديداً وأنها تتماشى مع الاجندة السعودية في اليمن.
وتحاول الولايات المتحدة بإدارتها الجديدة إدارة دفة الحرب والسلام في اليمن وفقا لأجندتها في المنطقة،وخلال جلسة الاستماع في البرلمان، تحدث أعضاء في المجلس عن ضرورة ربط الملف اليمني بالملف النووي الإيراني وهو ما يشير إلى أن واشنطن تحاول استخدام حرب اليمن كورقة مناورة في وجه طهران .