كشف الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، ميخائيل عوض، واقع التواجد الأمريكي بالعراق في ظل الاستراتيجية المعتمدة من قبل ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن في المنطقة خاصة بعد قرار الانسحاب الكامل من افغانستان.
وقال عوض، انه “جيء ببايدن في محاولة لتثبيت الوجود الأمريكي في افغانستان والعراق وفي القواعد الامريكية بالمنطقة بما يتعاكس مع استراتيجة الرئيس الامريكي السابق “دونالد ترامب” الذي جاء بحملته الانتخابية قائلا بان امريكا لم تعد شرطيا ولن تكون شرطيا وستخفف من قواعدها ولن تخوض حروب ابدية وحروب الحقت خسائر كثيرة.. الخ، جرت مقاومته بقوه واسقط ترامب كي لا تنفذ هذه الاستراتيجية”.
وأضاف عوض، ان استراتيجية بايدن من المفترض انها البديل عن استراتيجة ترامب ولكن بايدن اتى بالنقيض ممثلا للوبي العولمة والعسكرة للبقاء وتكريس الجهود والخ، ولكن اعترضت استراتيجيته للبقاء عناصر لم تكن في الحسبان الأمريكي اولها الازمة الامريكية الداخلية الحادة والواعدة بتفجير الحزبين وربما بانفجارات اجتماعية اقتصادية مدمرة، ثانيها عجر الميزانية الامريكية عن تغطية تكلفة الحروب ومحاولة دفع الكونغرس والناخب الامريكي للاعتراض للحصول على 750 مليار دولار لتعزيز القوات الامريكية لكي تستطيع ان تحتفظ بقواتها”.
بدوره كشف الكاتب والمحلل السياسي العراقي، نسيم عبد الله، السبب الرئيس لتواجد القوات الأمريكية في العراق وخاصة في غرب البلاد وقال لبرنامج مع الحدث الذي يبث على قناة العالم الاخبارية، “ان الازمة في سوريا لم تنتهي الى الان وان امريكا بحاجة الى العديد من الملفات بالوقت الحالي للحفاظ على اماكن سيطرتها، موضحا ان قواعد القوات العسكرية الأمريكية المتواجدة في العراق تقع في غرب البلاد، كنتيجة مدروسة لقطع الامتداد الطبيعي فيما بين العراق وسوريا ولبنان كنقطة اساسية”.
وتابع عبد الله، ان سبب بقاء القوات الامريكية بالعراق يعود لسببين اولهما ان الولايات المتحدة ترى ان تواجدها العسكري في المنطقة مهم واستراتيجي بالنسبة لها لاسباب جيو سياسية ومن جانب اخر ضعف السلطة التنفيذية في بغداد الذي جعل العديد من المكونات تتدخل في القرار في حين صاحب السلطة وصاحب القرار هو رئيس الوزراء.
ويرى عبد الله، ان على الحكومة العراقية ان يكون قرارها مركزي وخاصة السلطة التنفيذية وعليها ان تتخذ قرارا موحدا وان ما يسري على جنوب العراق يسري على شمال العراق فالمنطقة الغربية وشمال العراق جزء من العراق وبالتالي ضعف االحكومة الاتحادية فتح المجال لالمكونات في ان تقرر بقاء او خروج القوات الامريكية من البلاد”.
من جانبه أكد الناشط في حزب العمال البريطاني، عمر اسماعيل، ان سياسية الرئيس الامريكي “جو بايدن” لا تختلف كثيرا عن سياسة “دونالد ترامب” في تخفيض او خروج القوات الأمريكية من افغانستان والعراق.
وحول الاصرار الامريكي على البقاء في العراق وعدم الجدية في الخروج من البلاد، قال اسماعيل لبرنامج مع الحدث الذي يبث على قناة العالم الاخبارية “ان سياسية بايدن الجديدة لا تختلف كثيرا عن سياسة ترامب في تخفيض او الخروج من المعارك التي استمرت لمدة طويلة منها افغانستان والعراق”.
وأضاف الناشط في حزب العمال البريطاني “اذا كان هناك اتفاق ما بين السياسيين فهو اتفاق استراتيجي مما لا شك فيه فان من مصلحة امريكا تفض عداها من هذه المنطقة وتلتفت الى مايحدث في الصين وروسيا واصبحوا هم الان في حكم المشكلة الرئيسية للاستراتيجية الامريكية”.
وتابع “بالنسبة للعراق دائما ما قلنا ان الديمقراطية لا تأتي عن طريق الاسقاط الدولي من خارج البلاد ولابد من ان تكون نابعة من داخل المجتمع العراقي نفسه تمثل انعطافاته الدينية والعقائدية والاستراتيجية في المنطقة” على حد تعبيره.
ورأى عمر اسماعيل “أن بقاء القواعد العسكرية الامريكية هو امر مفروغ منه بالنسبة لصالح القرار العراقي وان امريكا لن توافق مطلقا على انهاء المعاهدات التي تم التوقيع عليها منذ زمن طويل في كركوك العراقية وغرب العراق”، مؤكدا ان هناك حاجة ملحة لامريكا للتواجد في هذه المنطقة الحساسة بالنسبة لها”.
والجدير ذكره ان إنتهاء جولة الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن دون تطرقها لموضوعة الإنسحاب الأميركي، شكلت دافعا قويا لفصائل المقاومة في تصعيد عملياتها العسكرية ضد قوات الإحتلال الأميركي ليضاف لها في الهجوم الأخير على التواجد العسكري التركي شمال العراق.
قناة العالم