كذبت شبكة “سي ان ان” الأمريكية، النظام السعودي الذى نفى إجراء محادثات مباشرة مع إيران سرا في العراق قبل أسبوع.
وأكدت مصادر من الحكومة العراقية للشبكة الأمريكية أن السعودية أجرت محادثات مع إيران على مستوى منخفض في العراق.
وبحسب مصدرين في الحكومة العراقية على دراية مباشرة بالحدث تحدثوا للشبكة فإن “إيران والسعودية أجرتا محادثات مباشرة على مستوى منخفض في العراق في 9 أبريل/ نيسان”.
وذكرت “سي ان ان” فإنه رغم أن المحادثات جرت سرا على مستوى منخفض إلا أنها مهمة.
لا سيما بعد أن قطعت المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في 2016.
وكشفت المصادر أن المحادثات شارك فيها مسؤولون استخباراتيون من الجانبين.
الأكثر أهمية ما كشفته أن “السعودية وإيران أجرتا المحادثات الأولية للغاية بالعراق تمهيدًا لمحادثات دبلوماسية رفيعة المستوى”.
وقال أحد المصادر إن “المحادثات عُقدت لسد الفجوة في وجهات النظر بين البلدين” وأنه سيكون هناك المزيد من المحادثات في المستقبل القريب.
ولفتا إلى إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يدعم بشكل مباشر المحادثات.
وصباح الأحد، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية سرا على مستجدات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين كبار من السعودية وإيران أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات.
وأوضحت أن الجولة الأولى من المحادثات بين السعودية وإيران جرت في بغداد في التاسع من شهر أبريل الجاري.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الجولة الأولى من المحادثات تضمنت بحث هجمات الحوثيين على المملكة.
ووصفت هذه المحادثات بـ”الإيجابية”.
وصعد الحوثيون بشكل كبير مؤخرا من هجماتهم على المملكة باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
كما أعلنوا استهداف المملكة بطائرات مسيرة وصواريخ بالستية، بينها منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية السعودية العملاقة.
ومنذ عام 2015 تقود الرياض تحالفا عسكريا يشن حربا على اليمن
وسبق أن توقع مراقبون أن يصبح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وسيطا بين الخصمين الإقليميين السعودية وإيران
وذلك بعد زيارته الرياض وطهران على التوالي، خلال أول رحلة خارجية له منذ استلام منصبه.
فإضافة إلى صداقته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يتمتع الكاظمي بعلاقات جيدة أيضا مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
لماذا العراق؟
وبالتزامن مع اتفاق العلا الذي وقعته دول الرباعي العربي مع قطر، في يناير الماضي، عرضت الدوحة أن تكون وسيطة بين البلدين للتوصل إلى مصالحة بينهما.
لكن يبدو أن العراق فاز بالوساطة في النهاية.
وأواخر الشهر الماضي، زار السعودية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي سبق وأن دعا بألا تكون بلاده ساحة للصراع الإقليمي.
ويقول رائد العزاوي الأكاديمي والباحث العراقي في العلاقات الدولية: إن العراق يستفيد من موقعه الاستراتيجي وعلاقاته الطيبة مع كل من السعودية وإيران لحلحة الأزمات في منطقة الخليج.
وأضاف “يرغب العراق في ألا يتأثر بإشكالات الدول المجاورة، وأخطرها ما يجري بين إيران والسعودية”.
بحسب العزاوي، فإن العراق يريد من استضافته للمباحثات تقليل الضغط عليه بسبب الصراع بين السعودية وإيران، الأمر الذي سيؤثر على الاستقرار والتنمية في العراق