وثق مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيام أحد الأشخاص بالتجول وسط العاصمة العراقية بغداد، وهو يصوّر الشوارع والمباني في حي الكرادة، ومعلقاً بكلام يدعو للتطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني.
ويُسمع من المقطع الذي نشرته صفحة “التطبيع الإسرائيلي العربي” بفيسبوك والذي ترافقه نغمة لنشيد الاحتلال الإسرائيلي، حديث مصوره الذي يقول: “شالوم من قلب العاصمة العراقية بغداد من حي الكرادة وبجوار المسرح الوطني.”
وتابع موضحا ما يقوم به:”يتم اختيار هذه المنطقة مخصوص لأنها من المناطق العزيزة على قلبي وأحب أن أحيّي دولة إسرائيل حكومة وشعباً متمنين أن يتم التطبيع وتبادل الزيارات بيننا بالقريب العاجل ليحل السلام والأمان في المنطقة”.
وعلقت الناشطة الإسرائيلية من أصول عراقية سمادار العاني على المقطع بعد نشره قائلة: “مساكم الله بالخير، وصلني قبل قليل شريط جدا مؤثر من حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، ترافقه نغمة للنشيد الوطني الإسرائيلي، الأمل”.
وتابعت: ” إحنا يهود العراق وعراقيي إسرائيل نرحب بإخواننا من بلاد الرافدين، ونتمنى أنه فد يوم تتحقق الأمنيات”.
وكانت الرئاسة العراقية نفت في وقت سابق من مارس الماضي، صحة المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام ومواقع التواصل حول استعداد بغداد للتطبيع مع “إسرائيل”.
وقالت الرئاسة العراقية في بيان لها إن “وسائل إعلام وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تداولت تصريحا مفبركا منسوبا لرئيس الجمهورية برهم صالح مفاده أن العراق مستعد لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل بالتنسيق مع الفلسطينيين”.
وأضاف البيان: “ما تم تداوله غير صحيح بالمطلق وأن التصريح مفبرك”، داعيا وسائل الإعلام والمدونين “لتوخي الدقة والمصداقية وأخذ المعلومات من مصدرها الرسمي”.
واعتبر البيان، أن “تداول هذه الأخبار بلا تدقيق يهدف إلى الإساءة وإثارة الفوضى ولغايات مريبة”.
وكانت قناة “سكاي نيوز عربية” نشرت تدوينة على موقعها في “تويتر” سرعان ما حذفتها لاحقا جاء فيها: “الرئيس العراقي في تصريح خاص: نوقع اتفاق سلام مع إسرائيل في حال التنسيق مع الفلسطينيين”.
ولا يقيم العراق أي علاقات مع “إسرائيل”، والموقف الرسمي حتى الآن هو داعم للقضية الفلسطينية ورافض للتطبيع.
وترفض غالبية القوى السياسية العراقية باستثناء الأكراد في الشمال التطبيع، وتبنت قوى سياسية تمثل أجنحة فصائل الحشد الشعبي مواقف رافضة لأي حالة تطبيع مع “إسرائيل”.
وكانت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان وقعت أواخر 2020 في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقيات لتطبيع علاقاتها مع الكيان الغاصب.
حركة تنادي بالتطبيع.. تغير اسمها
وكانت حركة أطلقت على نفسها اسم “25 أكتوبر”، وعرف عنها أمينها العام طلال الحريري بأنها حركة علمانية تهدف إلى فصل الدين عن الدولة، وكذلك طالب في عدة لقاءات صحافية بعلاقات جيدة مع إسرائيل، وهذا ما أثار حفيظة العديد من الناشطين العراقيين الذين ثاروا لأهداف اجتماعية تهدف إلى القضاء على الفساد.
ونقل موقع “الحرة” الصهيوني عن طلال الحريري قوله “نحن أول مشروع سياسي مسجل أصولا نعارض إيران علنا ونقف بوجهها، حتى أنّنا لم نذكر طهران في إعلان مشروعنا السياسي، باعتبارها دولة غير موجودة في المستقبل” حسب زعمه.
وأكّد الحريري أنّ “موقفنا واضح تجاه التطبيع مع إسرائيل، نحن مع إقامة سلام كامل على مستوى اجتماعي وعدم الاكتفاء فقط بعلاقات سياسية – دبلوماسية فقط”، مشيراً إلى أنّه “هناك 2 مليون يهودي عراقي مهجّر، ما يعني أننا بحاجة لتغيير سياسي واقتصادي للوصول إلى درب السلام الصعب بوجود الجيوش الإيرانية” حسب قوله.
وقال: “في جنوب العراق، مدينة إبراهيم، التي يمكن أن نجعلها روحانية وجامعة لتقرب الشعوب وتحقق التوازنات في الشرق الأوسط”، كاشفاً أنّ “هذه الأفكار أدت إلى تهديدي بالقتل من قبل جماعات إيران المسلحة ما دفعني إلى الانتقال من بغداد إلى شمالي البلاد حفاظاً على أمني”.
وعن مدى انسجام أفكاره مع اتجاهات ثورة تشرين، أوضح الحريري أنّ “حوالى 70 في المائة من أفراد المجتمع المدني يؤيدون التطبيع وإقامة العلاقات مع إسرائيل، ولا يمكن اختزال العراق بثورة تشرين فقط”، مشيراً إلى أنّه “بتقدم بطلب تغيير اسم الحزب لدى السلطات المختصة، وذلك منعاً لأي التباس، ولكي لا يتم صبغة جميع الناشطين في الثورة بأفكار حزبه”.