المشهد اليمني الأول| متابعات
نحن لا يسمح لنا بالذهاب حتى إلى السوبر ماركت دون إذن أو رفيق، وهذا شيء بسيط ضمن قائمة بشعة ضخمة من قواعد علينا أن نتبعها و إلا أصبحنا مخالفين للأوامر والأعراف” هكذا تحدثت إحدى الفتيات السعوديات لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وأضافت في تقرير ترجمته وطن “وصاية الرجل عليّ تجعل حياتي مثل الجحيم أريد أن أخرج مع أصدقائي، وأذهب لتناول الغداء في خارج المنزل. وأقتل الشعور باليأس. أنا لا أمانع أخذ موافقة والدي في الأمور فهو يجب أن يكون جزءا منها. لكن هذه الروابط الاجتماعية القوية تتدمر بتلك الفروض والسلوكيات الخاطئة”.واستطردت الصحيفة الأمريكية أن هذه الشكاوى البسيطة كانت لواحدة من بين نحو 6000 امرأة من المملكة السعودية كتبن لصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع عن حياتهم. موضحة أنها نشرت خواطر هؤلاء النساء على موقع الصحيفة على الانترنت وعلى تويتر بالتزامن مع نشر “السيدات أولا”، وهو وثائقي يرصد أول انتخابات سعودية سمح للنساء بالتصويت والترشح فيها للمناصب المحلية.
وأكدت نيويورك تايمز أن المملكة السعودية فيها المجتمع الأبوي الخاص يسود بشكل لا يصدق, وهناك العديد من النساء يخشون الكشف عن قصصهم خوفا من رد فعل عنيف من الأقارب الذكور الذين يشرفون على جميع جوانب حياتهم ويسمون بالأوصياء. لافتة إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر واحدة من الدول التي بها أعلى معدلات في العالم لاستخدام تويتر، ويكشف فيها موقع التواصل عن أشكال الحياة وأنماطها. وطبقا للصحيفة الأمريكية فإن معظم رسائل النساء السعوديات تركز على الإحباط والسخط ضد قواعد الوصاية التي تجبر النساء على الحصول على إذن من أقاربها الذي عادة ماي كون هو الزوج أو الأب أو الأخ أو حتى الابن كي تفعل أشياء مثل السفر إلى الخارج، أو الزواج من شريك حياتها أو السعي للحصول على العلاج الطبي. وتحدثت بعض النساء عن الفخر لديهم في ثقافتهم، وأعربن عن عدم ثقتهم في الغرباء. ولكن الكثير منهم يرغبون في التغيير. ونشرت الصحيفة مقتطفات من رسائل النساء السعوديات بعد أن أعطتهم خيار عدم الكشف عن هويتهن, عبر رسالة من نيويورك تايمز جاء فيها: نحن نريد أن يبقى الحوار مستمرا. لا تترددوا في مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني”.
وجاءت الردود على الصحيفة الأمريكية من النساء السعوديات كالتالي: أنا تعرضت لحادث في سيارة أجرة، ورفضت سيارة الإسعاف نقلي إلى المستشفى حتى وصل ولي أمري بعد أن كنت قد فقدت الكثير من الدم وإذا لم يصل في هذه الدقيقة، كنت فارقت الحياة، هكذا قالت رولا تبلغ من العمر 19 عاما. وقالت أخرى تدعى سارة تعمل طبيبة في الرياض وتبلغ من العمر 42 عاما “في كل مرة أريد أن أسافر، لا بد لي من ان أقول لابني الذي في سن المراهقة كي يسمح لي بالسفر”.
وأوضحت ثالثة “ذهبت أختي إلى محل لبيع الكتب من دون أخذ إذن من زوجها، وعندما عادت، ضربها بشكل عنيف”.وذكرت فتاة سعودية تبلغ من العمر 23 عاما: غادرت المنزل ولجأت لمنظمة حقوق الإنسان في السعودية. وقلت لهم عن مشاكلي مع والدي، ولكن المنظمة لم تفعل أي شيء، ونصحتني بالذهاب إلى الشرطة للمطالبة بالحماية من والدي. وعندما ذهبت إلى الشرطة، كان والدي قد أبلغ بالفعل أني هربت من منزله. ورغم أني قلت كل شيء للشرطة، قالوا إني فعلت شيئا خاطئا وارتكبت جريمة مروعة في ترك منزل والدي، وتم وضعي في السجن، وكانت الأيام الثلاثة الأولى في الحبس الانفرادي، ثم نقلوني إلى جناح العام حيث هناك نساء ارتكبوا جرائم مثل القتل والسرقة.
وقالت أخرى تدعى دينا تبلغ من العمر 21 عاما تقيم في العاصمة الرياض: لم يسمح لي بالعمل، على الرغم من أنني في حاجة إلى المال. كما أن أبي لا يوفر لي جميع الاحتياجات. وهو متزوج من أربع نساء ومشغول تماما معهم، ولا يسمح لي بالسفر مع والدتي. وأعاني كثيرا، حتى في حياتي الاجتماعية. إنه يسيطر تماما و لا يسمح لي أن يكون لنا أصدقاء أو نذهب إليهم. كان يجبرني على العيش وفقا لمعتقداته.