انتقدت صحيفة إسرائيلية، تعامل حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مؤكدة أن تل أبيب تفعل كل شيء كي تمس بمكانة الملك.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري “أليكس فيشمان”، أن ما وقع مؤخرا في الأردن، فتح الاحتمالات لإمكانية وقوع “هزة إقليمية”، مشددة على أنه “في إسرائيل لم يعرفوا عن هذا شيئا، ولسنوات يمر قادة أجهزة الاستخبارات والأمن في إسرائيل بإحساس أنهم أبناء بيت في القصر”.
وتساءلت الصحيفة: “ماذا تساوي كل هذه العلاقات مع رجال الاستخبارات والجيش الأردنيين، إذا كان في ساعة أزمة تهدد استقرار النظام، تجد تل أبيب نفسها متفاجئة والاستخبارات الإسرائيلية تقرأ عن ذلك في الصحيفة؟”، بحسب زعمها.
ورأت أنه “من الصعب تعريف ما حصل في الأردن كمحاولة انقلاب، فبين 15 معتقلا لا يوجد أي عسكري ومشكوك أن يكون ممكنا تنفيذ انقلاب في دولة مثل الأردن دون تعاون الجيش، وما حصل حقا، أغلب الظن، هو تنظيم سياسة معارضة للملك عبدالله بقيادة الأمير حمزة، ما كشف هشاشة النظام”.
ونوهت إلى أن “الغرور الإسرائيلي، واللامبالاة النابعة من فائض الثقة بالذات، يضرب مرة أخرى، وفي إسرائيل لا يزالون واثقين بأنه يكفي أن يقفز رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، و”الموساد” وربما رئيس هيئة الأمن القومي، للحظة إلى الأردن، وينهوا على التو الأمور في صالحنا”، بحسب تعبيرها.
وبينت “يديعوت” أن “رد الفعل الاسرائيلي العلني، كان مكالمة هاتفية بادر إليها وزير الأمن بيني غانتس للقصر، وأعرب فيها عن التأييد، أما ديوان رئيس الوزراء نتنياهو، فلا شيء”، مشيرة إلى أنهم “في بلفور (مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال) واثقون بأن الأردن في جيبنا، وأن أمن النظام الأردني متعلق بنا”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “نتنياهو والملك عبدالله لا يتحدثان منذ سنوات طويلة، ويكتفيان بتوجيه الإهانات المتبادلة بين الحين والآخر، وهذا بدوره يقوض المصلحة المشتركة، غير أن هذا ليس موضوعا شخصيا، فاتفاق السلام مع الأردن هو حجر أساس في أمن إسرائيل”.
وذكرت أن “الأردن يمنح إسرائيل عمقا إضافيا من 350 كيلومترا حتى حدود العراق، ويشكل حاجزا في وجه التوسع الإيراني وتوسع “الجهاد الإسلامي”، وإيران تنتظر فقط أزمة سلطوية في الأردن كي تسيطر عليه”، حسب زعمها.
ونبهت إلى أن “إسرائيل بيد واحدة تستثمر في العلاقات الأمنية مع الأردن وفي ضرب المصالح الإيرانية في المنطقة، وباليد الأخرى، تفعل كل شيء كي تمس بمكانة الملك وتفتح الباب لإيران”، مؤكدة أن “الحكومة الإسرائيلية تجد صعوبة في الفهم؛ أن التعاون مع الأردن في المسائل المتعلقة بالحرم القدسي، ليس موضوعا دينيا من ناحية النظام الأردني، بل هو موضوع وجودي”.
واعتبرت “يديعوت”، أن “الحديث في إسرائيل عن إمكانية نقل المسؤولية عن الحرم إلى السعودية مثلها مثل البصقة في وجه الأسرة المالكة الأردنية”، منوهة إلى أن “اتفاق السلام لإسرائيل مع الأردن مهم لأمنها أكثر بأضعاف من الاتفاقات مع دول الخليج”.
وفي ما يتعلق بالملف الإيراني، تطرقت الصحيفة إلى الانفجار الذي وقع في المنشأة النووية الإيرانية نطنز الأسبوع الماضي، وذلك بعد يوم من بدء طهران ولأول مرة بضخ الغاز، لأجهزة الطرد المركزي من الطراز الجديد، والذي يسمح لها بتخصيب اليورانيوم بنجاعة أعلى.
وأكدت أن ضخ الغاز “كان في ذروة عيد وطني إيراني، يسمى “يوم التكنولوجيا النووية”، الذي هو فخر للنظام الإيراني الذي يقف على شفا الانتخابات الرئاسية بعد شهرين”، منوهة إلى أن “من يقف خلف هذا الانفجار، استثمر تفكيرا عميقا في توقيت العمليات كي يخلق الحد الأقصى من الحرج للنظام الإيراني ولمحادثات النووي في فيينا، كما قطع الانفجار عملية التخصيب الإيرانية ووضع الإيرانيين مثل الأمريكيين والقوى العظمى على مفترق طرق”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “حيال كمية التفكير والجهد الذي تبذله إسرائيل تجاه التهديد الإيراني، يقف بشكل مذهل وغريب صفر الجهد الذي تبذله إسرائيل كي تحمي وتعزز مراسي استراتيجية توجد لها منذ الآن، ووجودها لا يقل حرجا عن التهديد الإيراني”.